(٣٥٧) وَأَخَذُوا يَمِيناً وَشِمَالاً، ضَعْناً فِي مَسَالِكِ الْغَيِّ، وَتَرْكاً لِمَذَاهِبِ الرُّشْدِ...
عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال:
«وَأَخَذُوا يَمِيناً وَشِمَالاً، ضَعْناً فِي مَسَالِكِ الْغَيِّ، وَتَرْكاً لِمَذَاهِبِ الرُّشْدِ، فَلا تَستَعْجِلُوا مَا هُوَ كَائِنٌ مُرْصَدٌ، وَتَسْتَبْطئُوا مَا يَجِيءُ بِهِ الْغَدُ. فَكَمْ مِنْ مُستَعْجِلٍ بِمَا إِنْ أَدْرَكَهُ وَدَّ أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكْهُ. وَمَا أَقْرَبَ اليومَ مِنْ تَبَاشِيرِ غَدٍ، يَا قَوْمِ هَذَا إبَّانُ وُرُودِ كُلِّ مَوْعُودٍ، وَدُنُوٍّ مِنْ طَلْعَةٍ مَا لا تعرفُونَ، أَلا إِنَّ مَنْ أَدركَهَا مِنَّا يَسْرِي فِيهَا بِسِرَاجٍ مُنيرٍ، وَيَحْذُو فِيهَا عَلَى مِثَالِ الصَّالحين، لِيَحلَّ فِيهَا رِبْقاً وَيُعْتِقَ فِيهَا رِقّاً، وَيَصْدَعَ شَعْباً، وَيَشْعَبَ صَدْعاً، فِي ستْرةٍ عَنِ النَّاسِ، لا يُبْصِرُ الْقَائِفُ أَثَرَهُ وَلَوْ تَابَعَ نَظَرَهُ، ثُمَّ لَيشحَذنَّ فِيهَا قَوْمٌ شَحْذَ الْقَيْنِ النَّصْلَ، تُجْلَى بِالتَّنْزِيلِ أَبْصَارُهُمْ، ويُرْمَى بِالتَّفْسِيرِ فِي مَسَامِعهِم، وَيغْبقُونَ كَأْسَ الحِكْمَةِ بَعْدَ الصَّبُوحِ».
مصادر الحديث:
* نهج البلاغة - صبحي الصالح: ص208، خطبة 150:
* شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج9 ص126 – كما في نهج البلاغة.
* البحار: ج51 ص116 ب2 ح16 – عن نهج البلاغة، وفيه: «طعناً».
* ينابيع المودة: ج3 ص271 ب74 ح4 – عن نهج البلاغة، وفيه: «منا المهدي يسري في الدنيا».
* منتخب الأثر: ص270 ف29 ب2 ح2 – عن ينابيع المودة، وعن نهج البلاغة.