(٥٣٥) فَإنّي أَسْأَلُكَ بِالإِلهِ الذِي تَعْبُدُهُ لَئِنْ أَنَا أَجَبْتُكَ...
ما ورد عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في كلامه مع يهودي:
أَسْأَلُكَ عَنْ ثَلاثٍ فَإِنْ أَجَبْتَنِي سَأَلْتُ عَمَّا بَعْدَهُنَّ، وَإِنْ لَمْ تَعْلَمْهُنَّ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ فِيكُم عَالِمٌ، قَالَ عَلِيٌّ (عليه السلام):
«فَإنّي أَسْأَلُكَ بِالإِلهِ الذِي تَعْبُدُهُ لَئِنْ أَنَا أَجَبْتُكَ فِي كُلِّ مَا تُرِيدُ لَتَدَعَنَّ دِينَكَ وَلَتَدْخُلَنَّ فِي دِينِي».
قال: مَا جِئْتُ إِلّا لِذَاكَ، قَالَ:
«فَسَلْ».
قال: أَخْبِرْنِي عَنْ أَوَّلِ قَطْرَةِ دَمٍ قَطَرَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَيُّ قَطْرَةٍ هِيَ؟ وَأَولِ عَيْنٍ فَاضَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، أَيُّ عَيْنٍ هِيَ؟ وَأَوَّلِ شَيْء اهْتَزَّ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَيُّ شَيْء هُوَ؟ فَأَجَابَهُ أَميرُ المؤمنينَ (عليه السلام) فَقالَ لَهُ:
«أَخْبِرْنِي عن الثلاث الأُخر».
أَخْبِرْني عَن مُحَمَّدٍ كَمْ لَهُ مِنْ إِمَامِ عَدْلٍ؟ وَفِي أَيِّ جَنَّةٍ يَكُونُ؟ وَمَنْ سَاكِنُهُ (مُسَاكِنُهُ) مَعَهُ فِي جَنَّتِهِ؟ فقال:
«يا هارونيُّ، إِنَّ لِمُحَمَّدٍ اثْنَيْ عَشَرَ إِمَامَ عَدْلٍ، لا يَضُرُّهُمْ خِذْلانُ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلا يَسْتَوْحِشُونَ بِخِلافِ مَنْ خَالَفَهُمْ، وَإِنَّهُم في الدِّينِ أَرْسَبُ (أَرْسَى) مِنَ الجِبَالِ الرَّوَاسِي فِي الأرْضِ، وَمسكَنُ مُحَمَّدٍ فِي جَنَّتِهِ مَعَهُ أُولَئِكَ الاثْنَا عَشَرَ الإمام العَدْلَ».
فَقَالَ: صَدَقْتَ وَاللهِ الذي لا إله إلّا هُوَ إِنِّي لأجِدُهَا فِي كُتُبِ أَبِي هَارُونَ، كَتَبَهُ بِيَدِهِ، وَإِمْلاءُ مُوسى عَمِّي (عليه السلام).
مصادر الحديث:
* الكافي: ج1، ص529 - 530، ح5 - عِدَّةٌ من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم، عن حنان بن السراج، عن داود بن سليمان الكسائي، عن أبي الطفيل قال: شهدت جنازة أبي بكر يوم مات وشهدت عمر حين بويع وعلي (عليه السلام) جالسٌ ناحية، فأقبل غلام يهودي جميل [الوجه] بهيٌّ، عليه ثياب حسان، وهو من ولد هارون حتى قام على رأس عمر فقال: يا أمير المؤمنين أنت أعلم هذه الأمة بكتابهم وأمر نبيهم؟ قال: فطأطأ عمر رأسه، فقال: إياك أعني وأعاد عليه القول، فقال له عمر: لم ذاك؟ قال: إني جئتك مرتاداً لنفسي، شاكاً في ديني، فقال: دونك هذا الشاب، قال: ومن هذا الشاب؟ قال: هذا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وهذا أبو الحسن والحسين ابني رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وهذا زوج فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فأقبل اليهودي على علي (عليه السلام) فقال: أكذاك أنت؟ قال: نعم، قال: إني أريد أن أسألك عن ثلاث وثلاث وواحدة، قال: فتبسم أمير المؤمنين (عليه السلام) من غير تبسم وقال: يا هاروني ما منعك أن تقول سبعاً؟ قال:
وفي: ص531 - 532، ح8 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن مسعدة بن زياد، عن أبي عبد الله ومحمد بن الحسين عن إبراهيم، عن أبي يحيى المدائني، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: كنت حاضرا لما هلك أبو بكر واستخلف عمر أقبل يهودي من عظماء يهود يثرب وتزعم يهود المدينة أنه أعلم أهل زمانه، حتى رفع إلى عمر فقال له: يا عمر إني جئتك أريد الاسلام، فإن أخبرتني عما أسألك عنه فأنت أعلم أصحاب محمد بالكتاب والسنة وجميع ما أريد أن أسأل عنه، قال: فقال له عمر: إني لست هناك لكني أرشدك إلى من هو أعلم أمتنا بالكتاب والسنة وجميع ما قد تسأل عنه وهو ذاك - فأومأ إلى علي (عليه السلام) قال: أخبرني عن ثلاث وثلاث وواحدة، فقال له علي (عليه السلام): يا يهودي ولم لم تقل: أخبرني عن سبع، فقال له اليهودي: إنك إن أخبرتني بالثلاث، سألتك عن البقية وإلّا كففت، فإن أنت أجبتني في هذه السبع فأنت أعلم أهل الأرض وأفضلهم وأولى الناس بالناس، فقال له: سل عما بدا لك يا يهودي قال: أخبرني عن أول حجر وضع على وجه الأرض؟ وأول شجرة غرست على وجه الأرض؟ وأول عين نبعت على وجه الأرض؟ فأخبره أمير المؤمنين (عليه السلام)، ثم قال له اليهودي: أخبرني عن هذه الأمة كم لها من إمام هدى؟ وأخبرني عن نبيكم محمد أين منزله في الجنة؟ وأخبرني من معه في الجنة؟ فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) إن لهذه الأمة اثني عشر إمام هدى من ذرية نبيها، وهم مني، وأما منزل نبينا في الجنة ففي أفضلها وأشرفها جنة عدن، وأما من معه في منزله فيها فهؤلاء الاثنا عشر من ذريته، وأمهم وجدتهم وأم أمهم وذراريهم، لا يشركهم فيها أحد.
* غيبة النعماني: ص97 - 99، ب4، ح29 - أخبرنا أبو العباس أحمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة الأشعري من كتابه قال: حدثنا إبراهيم بن مهزم قال: حدثنا خاقان بن سليمان الخزاز، عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني، عن أبي هارون العبدي، عن عمر بن أبي سلمة ربيب رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: قالا: - كما في رواية الكافي الثانية بتفاوت.
* إثبات الوصية: ص228 - 229 - قريباً مما في رواية الكافي الأولى، بسند آخر، عن إبراهيم بن أبي يحيى المزني، عن أبي عبد الله (عليه السلام):