الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

العدد: ٣٩/ شعبان/ ١٤٣٣ه

المقالات لا تستغربوا

القسم القسم: العدد: ٣٩/ شعبان/ ١٤٣٣هـ الشخص الكاتب: هيئة التحرير التاريخ التاريخ: ٢٠١٢/١٢/١٦ المشاهدات المشاهدات: ٤٦٤٠ التعليقات التعليقات: ٠

لا تستغربوا

مجموعة من النقولات التاريخية تهدف إلى رفع حالة الاستغراب التي تنشأ من الادعاءات الكاذبة. إذ يرصد وعبر التاريخ أسماء من ادّعوا الإلوهية أو النبوة أو الإمامة أو البابية والنيابة أو غيرها

هيئة التحرير

تواجهنا أثناء مسيرة الحياة الكثير من القضايا والأحداث التي نقف عندها مستغربين ولا نتعقل كيف أن هذه القضايا تحدث ولماذا تحدث؟. ونتساءل عنها كثيراً ونجعل لها قسطاً وافراً من اهتماماتنا وأوقاتنا وذلك لاستغرابنا من نشوء هذه القضية أو تلك فيما يفترض أنها لا تحدث لأنها أما بديهة البطلان أو لأنّ من يدّعيها شخص قد فقد أي أهلية للوقوف عندما يدعي ويقول لسذاجة ما يدعيه وسخافة ما يقوله.

فإننا لا نستغرب عندما ينقل لنا شخص من الأشخاص قضية ادّعاء فرعون وهامان ونمرود وغيرهم ممن أنست أذهاننا بدعواهم الربوبية، وكذلك لا نستغرب عندما ينقل إلينا دعوى مسيلمة وسجاح وطلحة العبدي النبوة، ولانستغرب كذلك دعوى الشلمغاني والعبرتائي وغيرهم النيابة أو الإمامة، لا نستغرب ذلك لاستئناس أذهاننا ببطلان دعوى هؤلاء جميعاً بسبب تراكم الزمان، وكثرة النقل عن بطلان دعواهم وانقراضها واتباعها، فأصبحت قضاياهم تضرب للأمثال وتؤخذ منها العبر، لا أنها تمثل واقعاً يؤثّر أو يتأثر به.

بينما نستغرب كثيراً إذا سمعنا في هذه الأيام دعوى شخص يدّعي الإلوهية أو الربوبية أو النبوة أو العيسوية أو الخاتمية أو الإمامة أو السفارة أو الاتصال بعالم الغيب أو القدرات الخارقة على الشفاء من بعض الأمراض وغيرها، كل ذلك نستغرب منها ونعجب لحصولها وكثير ممن لا حظ له ولا تثبت يسترسل مع هؤلاء ويصبح أداة لتحقيق أهدافهم الرخيصة في تعبيد الناس لهم والتسلق على أكتاف الغير لنيل الطموحات اللامشروعة والمنافع التي لم يكن ليحصلوا عليها إلاّ بالطرق الملتوية والأساليب المعوجة، والتفنن باختيار العبارات، ودس السم في العسل وإضفاء القدسيات اللامشروعة على حركاتهم وادعاءاتهم وأفعالهم.

ولكي نقف عند هذه القضية ونضع لها حلولاً وجدانية وان كانت الحلول العلمية متيسرة وكثيرة إلاّ أنه _وفي بعض الأحيان_ يحتاج الإنسان إلى أن تقدم له مجموعة من الحلول لا تلبس الطابع العلمي إلى حد ما، من أجل إبطال ما يُعتقد به، وقد قيل على لسان بعض العلماء إنّ الاستغراب من القضايا _بالتكرار_ يزول ويضمحل إلى حد يوجب عدم الالتفات إليها، فعلى سبيل المثال لو قال لنا شخص من الأشخاص في الزمن السابق أن له قدرة على نقل الصوت والصورة من بلد إلى بلد لكذبّناه واتهمناه بالجنون، ولو كانت له هذه القدرة ولو تنزلاً لقلنا أنه مرتبط بعالم الغيب وله قدرات خارقة، بينما في يومنا الحالي فإنّ من ينكر نفس هذه القضية نتهمه بالجنون وخفة العقل مع أن القضية واحدة ولم يختلف فيها سوى الزمان الذي لا يتجاوز المئتي عام في أعلى التقادير.

إذن قضية واحدة قد تتأرجح بين الرفض والمقبولية ولا تحتاج في الرفض أو في المقبولية إلى أدلة سوى الوجدان وشاهد الحال.

ونحن في زمان كثر فيه ادعاء الباطل وأهلية من ليسوا بأهل لتسنم المناصب الروحية، سواء على مستوى الإلوهية أو النبوة أو الإمامة أو غيرها من المناصب الأخرى، ولكي لا نستغرب عندما نواجه دعوة من مثل هذه الدعاوى فلاّبد لنا أن نبرز قضايا قديمة وحديثة تتحد موضوعاً مع موضوع هؤلاء الأدعياء، بينما لا نستغرب من تلك ونستغرب من هذه، ولا نتعجب من تلك ونتعجب من هذه ولا نهتم بتلك ونهتم بهذه، وهذه السلسلة التي عنونّاها بسلسلة (لاتستغربوا) التي تحاول أن تضع بين يدي القارئ الكريم مجموعة من ادعوا الإلوهية أو الربوبية أو النبوة أو العيسوية أو الخاتمية أو الإمامة أو غير ذلك على طول خط الزمان وبيان آليات ادعائهم، وأنها في أغلبها تكاد تكون من واد واحد، فوضع هذه المادة بين يدي القراء وتحت انظارهم يخفف قوة الصدمة ويزيل حالة الاستغراب عندما يواجه دعوة من مثل هذا القبيل، وسنحاول في كل حلقة من حلقات هذه السلسلة أن نرصد دعوى شخص ادعى الإلوهية أو ادعى النبوة وشخص ادعى الإمامة وشخص ادعى السفارة وهكذا وإن كنا في بعض الأحيان نرصد تحت عنوان واحد أكثر من دعوى لتداخلها فإن بعض الأشخاص يتأرجح في دعواه فتارة يدعي النبوة وأخرى يدّعي الإمامة ويترقى فيدعي الإلوهية فيرصد مثل هذا الشخص في مراحل ثلاثة لأنّه ادعى بدعواه الباطلة ثلاث مراتب.

إذن سلسلة (لا تستغربوا) هي في الحقيقة مادة وجدانية قريبة من القارئ تدعمه بأدلة ترفع عنه حالة الأنبهار والأستغراب لتخفف وطأة الصدمة وتبعده عن التصديق والإيمان بأهل الباطل.   

وهذه بعض أمثلة نطلعكم عليها ... فلا تستغربوا ...

الإله الفلسطيني ٢٠١٠:

مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلامشاب اسمه (أحمد حساين) عمره (٢٦) سنة من مدينة قلقيلية الفلسطينية ينتمي إلى حركة فتح، يعمل حلاقاً، ويؤكد أهله أنه شخص عادي ولم يكن يتوقع منه ان يكون في يوم من الأيام إلهاً!

قام بإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) وأنشأ اكثر من صفحة الكترونية كانت اسماؤها (الله حي لم يمت) و(مؤمنون بالله الجديد)، وقد وصل عدد أعضاء صفحاته الالكترونية في غضون ساعات إلى عشرين مليون مشترك.

(ويدّعي في صفحته أنّه الله _تعالى ربنا عن ذلك علواً كبيرا_ وأنه غاضب من عباده وعلى البشرية، ونقلت أحد المواقع بعض المقاطع من كلماته إذ يقول: فالمؤمنون يدعونني أن أحرر فلسطين منذ عقود ... ولم أفعل.

ويقول: تسأل عن عنواني، أنا في السماء السابعة تحويلة سدرة المنتهى! من كان يؤمن حقاً بوجود الله تعالى وقدرته على كل شيء فلماذا لا ينشئ الله حساباً في تويتر، ما المستحيل في الموضوع؟

ويقول: توضأ وصل ركعتين وقل في سجودك: اللّهم اقبض روحي الآن وسترى النتيجة.

ويقول: تسأل عن يوم القيامة؟ يوم تكون السماء كالشوربة وتكون الجبال كالصوف ... ويقول: ولا يملّ الله حتى تملوا).

هذه نماذج من آيات هذا المدعي يقدمها لنا دليلاً على إلوهيته.

قد تناولت الصحف والمواقع الالكترونية كثيرا من أخباره وأقواله، ويعبّر عنه في كثير من المقالات (بإله الفيس البوك).

تم إلقاء القبض عليه من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية وخضع للتحقيق وبذلك انتهت قصة إله الفيس بوك.

يصعب علينا أن نتصور في هذا الزمان أن يدعي شخص أنه هو الله، ولكن مع ذلك قد ادعى

 فلا تستغربوا!.

مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلاممركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام

النبي الأمريكي٢٠٠٦:

مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلامراعي كنيسة أمريكية يتزوج ٧٨ امرأة ويدعي أنه نبي ٢٠٠٦:

ادعى (وارين جيفز) الذي يبلغ من العمر ٥٥ عاماً، وهو زعيم الطائفة المورينية النبوة وقد قبض عليه عام ٢٠٠٦ في لاس فيغاس (نيفادا غرب الولايات المتحدة الامريكية) حيث أحيل بعدها إلى FBI ليصنف كأحد أخطر عشرة مطلوبين.

ادعى هذا الشخص الذي يتزعم هذه الطائفة الغريبة أنه نبي مرسل وأنه مقدس وكان له من الأتباع عشرة الاف عضو على مستوى العالم، وقد حكم عليه بأكثر من قضية بالسجن مدى الحياة وأضيف اليها عشرين عام أخرى بتهمة تعدد الزوجات وادعاء النبوة حيث تزوج من ٧٨ امرأة يقال أن منهن ٢٩ زوجة كانت امهات له عن طريق الزواج بأبيه (رولن جيفز) الذي كان سلفاً له في زعامة الكنيسة، وقد كان من بين الزوجات ٥٦ منهن أخوات، بعضهن شقيقات، وأربعة وعشرين منهن كن تحت سن ١٧ عاماً.

يقول جيفز: لو عرف العالم ماذا أفعل سيشنقونني من أعلى شجرة.

تسجل لائحة النظام الذي يعمل به وارين هذه النقاط المهمة، إذ أن قسماً منها يشترك فيه الكثير من الأدعياء وهي:

* تحريم الضحك والتلفاز والانترنت والنشاطات الترفيهية ككرة السلة والسباحة.

* إجبار الصبيان على القيام بأعمال مرهقة عوضا عن الذهاب إلى المدرسة.

•* انتزاع الفتيات الصغار من أسرهن وتزويجهن لرجال يكبروهن بالسن. وربما يقوم في إحدى نزواته بنقل الفتاة إلى رجل آخر.

إنه يقنع أتباعه بأنه هو المتحكم بكل شيء فيما يخصهم. ولذلك فإنّ من يعصي أوامره أو يترك طائفته أو يتمرد عليه فإنّ عقابه سيكون شديداً.

ولكي لا نستغرب كثيراً فلنتأمل في قوانينه ودعواه ثم نراجع ضمائرنا، ونرى كم هو الفارق بين هذا وغيره ممن يدعون ما ليس لهم ويتبوّؤن مقاعد هم ليسوا بأهل لها

 فلا تستغربوا !.

مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلاممركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلاممركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام

المهدي المغربي ٢٠١١:

مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلامادعى رجل مغربي يدعى (بومدين خوار) من مواليد ١٩٧٨م أنه المهدي المنتظر وسمى أتباعه بـ(الجماعة المهداوية) يتبنى معتقدات شاذة وغريبة ومن قوانينه التي أسسها لجماعته ما يلي:

١. إن هذا الزعيم مقدس ولا يجوز المساس به ولا بد أن يبجّل ويحترم، وأن ذاته لا تمس.

٢. الطاعة المطلقة له في جميع الاوامر والافكار.

٣. تغيير أسماء أتباعه السابقة لان اسماءهم السابقة مدنّسة فلابّد أن تغير إلى أسماء جديدة بعد دخولهم في الجماعة.

٤. ضرورة التخلص من ممتلكاتهم والتبرع بها للجماعة.

٥. لا يحق لأي شخص أن يعاشر زوجته إلاّ بعد طلب الإذن بالمعاشرة من قبل زعيم الجماعة.

وقد ألقي القبض عليه من قبل الشرطة المغربية وأحيلت قضيته إلى التحقيق وتم التوصل إلى أن هناك دعماً خارجياً يصله من بعض الجهات يتم من خلاله صرف الأموال الطائلة التي تصل إليه لتقوية أتباعه ومريديه ليضمن بذلك الانضباط لدى الجماعة في ممارسة العقائد المنحرفة.

لاحظ أخي القاريء دساتير هؤلاء ومشتركاتهم مع غيرهم لكي

 لا تستغربوا ...

مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلاممركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلاممركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام

التقييم التقييم:
  ٢ / ٣.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء