الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

الصفحة الرئيسية » العدد: ٤٠/ رمضان/ ١٤٣٣هـ » (مجالسنا مدارسنا) هل حفظت مهدويتنا؟
العدد: ٤٠/ رمضان/ ١٤٣٣ه

المقالات (مجالسنا مدارسنا) هل حفظت مهدويتنا؟

القسم القسم: العدد: ٤٠/ رمضان/ ١٤٣٣هـ الشخص الكاتب: محمد حسن عبد الخاقاني التاريخ التاريخ: ٢٠١٢/١٢/١٦ المشاهدات المشاهدات: ٥٢٣٧ التعليقات التعليقات: ٠

(مجالسنا مدارسنا) هل حفظت مهدويتنا؟

محمد حسن عبد

مجالسنا مدارسنا.. عبارة قالها العارفون.. ردّدها آخرون.. حين كان التعليم عندنا بعيد المنال.. وقد أستعصت الطباعة أو كادت.. وعز القرطاس.. وندرت المدارس.مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام

فلم يبق الاّها.. مجالسنا.. هي مدارسنا.. ولكنها ليست ككل المدارس.. لا تعلّم الحرف ولاتدرب على الحساب.. لم تتّبع طرقاً معهودة دولية.. ولا تخضع لسلطة رسمية.. ولا تنفّذ توجيهات حكومية.. إنها غرس قيمي.. ترسيخ للثوابت.. وتأصيل عقدي.. دون خطة مرسومة.. ولا تخطيط مسبق.. أليست هي تعليم تلقائي.. وتربية عفويّة؟

ليس لنا بدٌ.. هي دواويننا.. نتحدث.. نسمر فيها.. نتداول شؤوننا.. نفكّ عقد حياتنا.. نذلّل مشاكل تعترضنا.. تنغّص مسار عيشنا أو تعترينا.

ينبري الكبار بالمبادأة.. _فلكل حادثة عندهم حديث_ يأخذون بناصية الكلام.. يشاركهم بالمشورة من القوم الكرام.. فيسمع الجلاس حكماً .. درراً وما به ينتفعون.

والويل كل الويل لمن شذّ موقفه و نشز كلامهُ.. فخالف العرف أو خدش المعتقد.. فذلك خط أحمر .. شديدةٌ على  متجاوزه قتامته.. وعر سبيله.. غير محمود آخره ومآله.

لقد كان في ذلك الزحام.. زحام الثوابت والقيم مكان معلوم.. ومكانة محفوظة.. وحصة أوفى للقيمة الأعلى.. للعقيدة الأسمى.. وكان للتوحيد منزلة .. وللعدالة الإلهيّة إقرار.. و بلطف السماء إذعانٌ.. وهناك اعتراف بسلسلة الهداية النبوية.. موصولة بالإمامة المعصومة مختومة بالمهدوية.

أحاديث أخذت مداها.. تتداول باستمرار.. حكايات تدور.. واسئلة تثار.. لتكون عناوين لما يقال.. لم غاب إمامنا؟ لم طال الغياب.. أغائب هو أم عن انظارنا مختف.. ما حكمة الخفاء.. أغائب هو أم حاضر.. يا ترى كم له هو من العمر اليوم.. أهو كهل أم شاب.. وبأية هيأة يكون الظهور.. أشيخ يظهر.. أم بوضع الكهول؟

وماذا نفعل تجاه من ننتظر.. وكيف يكون الانتظار؟

وهل نكتفي أن نقبع فيه مكتوفين.. أم نعمل جاهدين.. ممهدين.. نعدّ السبيل لمقدم من على يديه يظهر الله دينه على كل دين؟

ماهو الموقف من الذين تقمّصوا المهدوية.. مدّعين وكالة أو سفارة لخاتم الوصيين.. وأين نحن من صيحات المؤيّدين لهم والمروّجين؟

بعد ذلك كيف يدعو المنتظر لمولاه.. كيف يكسب رضاه؟

نعم كان في مجالسنا كل ذلك.. بكل التفاصيل.. ولا غرو فهو فيها جبلّة راسخة.. وفطرة أصيلة. 

نعم كان ذلك.. ولكن الآن.. هل أبقى اتّساع التعليم.. وتيسّر الطباعة وانتشار المطبوع.. كثرة الورق وتوفّر الصحائف.. _وحتى الإلكتروني منها_ على بهجة مجالسنا.. وجلساتنا.. رونق نوادينا ومنتدياتنا.. تجمعاتنا وجمعياتنا.. وهل بقي من بهاء اجتماعنا.. و ثمرة اتفاقنا.. واستقامة منهجنا؟ وهل من مكان في كل ذلك لعقيدتنا.. بعد دهشتنا بتطورات تقنية.. وانبهارنا بالحداثوية ..

هل انطلقت حواسّنا؟ وهل نشطت جوارحنا أو أنّها قد شلت بعصف الانبهار حتى أطرافنا.. ووصلت تلك العدوى أفكارنا.. فبات على قلوب أقفالها؟

هل بات لمجالسنا اهتمام بفخر العقيدة؟ أم أننا نسينا هناك أنفسنا أو أُنسيناها؟ هل بقيت دعائم القوة فيها؟ أم إنها انهارت أساطينها وسقطت خاوية على عروشها؟

وهل صمد المرتادون أم فزعوا من صفير صافرِ؟ أم أنها عميت الأبصار بمجرد  مرور هباء عابر؟ فران ماران على البصائر؟

وهل يرى الإنسان في عتمة الجهل وعمه أمّية الحرف بامتياز.. ولا يكاد يميّز آخر في نور القراءة والكتابة.. ونعمة الثقافة!

ألم تقدنا فطرتنا إلى صافي نبع العقيدة.. فهل ترشدنا ثقافتنا الآن إلى التمسك بهذا النبع.. فلا نحيد عنه؟ ونداوم عليه.. ولا نميل بعطفنا إلى المُعلّب والجاهز.. فنعطي جلّ اهتمامنا لكل مستجلب من خارج موروثنا.. ومتسلل  عبر حدود أصالتنا وفطرتنا.. ما قد استورد خصيصاً لتسفيه عقولنا.. وتخريب أذواقنا.. وبالتالي الضحك على ذقوننا.. وكل ذلك لتقويض بنائنا وهدم قلعة إيماننا.. وصرح إسلامنا.. بقطع صلتنا ونقض ما أعددناه أنكاثا.. فيتمزق نسيجنا.. وتنقطع صلتنا.. ويتزعزع تمسكنا بحبل الله الممدود.. ليتزلزل اعتصامنا بسلسلة الخير.. المعصومين أئمتنا .. وبآخرهم قائمهم  عليه السلام.

أيعقل أن يحافظ إنسان مجرّد إلاّ من سلاح إيمانه.. فيتمسك بعقيدته كاملةً مُكتملة غير منقوصة.. لا يعتري اعتقاده وهنٌ ولا يكتنفه خلل.. ثم يأتي الذي يدّعي أنه مسلّح بكل أسلحة الثقافة فيفرّط بالمعتقد.. بل يبدّد خزينهُ ويبذّر كنوزهُ.. ويهزأ بمن يحفظونه ويحتفظون به.. أو يستجلبُ بوهن تفكيرهِ كل عيب.. فينسبهُ لعقيدة شرّفها الله.. وأرادها مسلكاً وسبيلاً يكملُ بها الإنسان مسيرة تكاملهِ البشري.. السعادة الدنيوية والضمانةُ الأخرويّة؟

فهل تسلّح  هذا المدّعي بكل سلاحٍ ونسي سلاح المروءة والذوق السليم؟ وهل شر البلية ما يضحك!

أويعقل أن ينتظم مجلس على بداءة المعرفة .. فيعتمد العقل مثابة والعرف منهجاً.. ويلتزم الإيمان _كامل الإيمان_ مبدأ ً؟

أيستوعب عقل تمتّع بأدنى قدرة.. أن يأخذ أناس على عواتقهم مسألة إيمانهم.. تسمعها آذانهم وتعيها عقولهم.. لتكون رائدهم.. يستضيؤون بها في حياتهم.. وأن يصمَّ من أطّلعوا على نماذج الثقافة مسامعهم.. يتركون معرفتهم وراء ظهورهم.. أو يتخذون مما زيّف من الثقافة صنماً يعبدُ من دون ثقافة الإيمان _توحيداً وعدلاً ومعاداً.. نبوةً وإمامةً مهدويةً_ وهل ذلك منهم إلا نشوزاً في القول واستكباراً في العمل.

فهل ياتُرى لنشاز ليس من فطرتنا.. لا يناغم موروثنا.. ولا يلائم تربيتنا.. أما له من رفض وإقصاء من مجالسنا؟

وهل نبذت هذه المجالس ما يخالف إيماننا.. وهل التزمت مسألتنا الكبرى..  هل حفظت قضيتنا المركزية.. قضية الوجود والمصير.. قضية المآل والقسط والعدل الإلهي.. قضية إمامنا المهدي المنتظر عليه السلام.

أوليست هي قضيةٌ أُمرنا في التكوين أن نتولاّها.. تعبداً.. نعدّ لها.. ننتظر .. نمهّد الطريق لقائدها وإمامها .. المهدي بن الحسن العسكري عليه السلام.

فيا ترى هل ما زالت مجالسنا مدارسنا.. أم أنّها بقيت فقط (مجالسنا)؟

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء