الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

العدد: ٥٤/ ذو القعدة/ ١٤٣٤ه

المقالات الوهابية فرقة مارقة

القسم القسم: العدد: ٥٤/ ذو القعدة/ ١٤٣٤هـ الشخص الكاتب: جميل صدقي الزهاوي التاريخ التاريخ: ٢٠١٣/٠٩/١٤ المشاهدات المشاهدات: ٦١٠٣ التعليقات التعليقات: ٠

الوهابية ومعوقات التمهيد

سلسلة من الأبحاث تسلط الضوء على الحركة الوهابية وتكشف ارتباطاتها الخفية

_الوهابية فرقة مارقة_

الوهابية فرقة منسوبة إلى محمد عبدالوهاب، وابتداء ظهور محمد هذا كان سنة ١١٤٣، وإنما اشتهر أمره بعد الخمسين، فأظهر عقيدته الزائغة في نجد، وساعده على إظهارها محمد بن سعود أمير الدرعية، بلاد مسيلمة الكذاب، مجبراً أهلها على متابعة ابن عبدالوهاب هذا فتابعوه! ومازال ينخدع له في هذا الامر حي بعد حي من أحياء العرب، حتى عمت فتنته وكبرت شهرته، واستفحل أمره، فخافته البادية!
وكان يقول للناس ما أدعوكم إلاّ إلى التوحيد وترك الشرك بالله تعالى في عبادته، وكانوا يمشون خلفه حيثما مشى حتى اتسع له الملك.
أما ولادته فقد كانت سنة ١١١١هـ، وتوفي سنة ١٢٠٧هـ وكان في ابتداء أمره من طلبة العلم، يتردد على مكة والمدينة لأخذه عن علمائهما، وممن أخذ عنه في المدينة الشيخ محمد بن سليمان الكردي، والشيخ محمد حياة السندي، وكان الشيخان المذكوران وغيرهما من المشايخ الذين أخذ عنهم يتفرّسون فيه الغواية والإلحاد، ويقولون سيضل الله تعالى هذا ويضل به من أشقاه من عباده، فكان الأمر كذلك! وكذا كان أبوه عبدالوهاب وهو من العلماء الصالحين يتفرّس فيه الإلحاد ويحذّر الناس منه، وكذلك أخوه الشيخ سليمان، حتى أنّه ألّف كتاباً في الرد على ما أحدثه من البدع والعقائد الزائغة.
وكان محمد هذا بادئ بدئه كما ذكره بعض كبار المؤلفين مولعاً بمطالعة أخبار من ادعى النبوة كاذباً كمسيلمة الكذاب وسجاح والأسود العنسي وطليحة الاسدي وأضرابهم، فكان يضمر في نفسه دعوى النبوة، إلاّ أنّه لم يتمكن من إظهارها، وكان يسمي جماعته من أهل بلده الأنصار، ويسمي تابعيه من الخارج المهاجرين!
وكان يأمر من حجّ حجة الإسلام قبل اتّباعه، أنْ يحجّ ثانية قائلاً:
إنّ حجّتك الأولى غير مقبولة، لأنّك حججتها وأنت مشرك!
ويقول لمن أراد أنْ يدخل في دينه: إشهد على نفسك أنّك كنت كافراً، واشهد على والديك أنّهما ماتا كافرين، واشهد على فلان وفلان، ويسمّي له جماعة من أكابر العلماء الماضين أنهم كانوا كفاراً!
فإنْ شهد بذلك قبله وإلاّ أمر بقتله!
وكان يصرّح بتكفير الأمّة منذ ستمائة سنة، ويكفّر كل من لايتبعه وإنْ كان من اتقى المسلمين ويسميهم مشركين! ويستحل دماءهم وأموالهم! ويثبت الإيمان لمن اتبعه وإنْ كان من أفسق الناس.
وكان عليه ما يستحق من الله ينتقص النبي صلى الله عليه وآله وسلم كثيراً بعبارات مختلفة منها قوله فيه أنه (طارش) وهو في لغة العامة بمعنى الشخص الذي يرسله أحد إلى غيره، والعوام لا يستعملون هذه الكلمة فيمن به حرمة عندهم.
ومنها قوله: إنّي نظرت في قصة الحديبية فوجدت فيها كذا وكذا من الكذب! إلى غير ذلك من الألفاظ الاستخفافية، حتى أنّ بعض أتباعه يقول بحضرته: إنّ عصاي هذه خير من محمد، لأنّي أنتفع بها ومحمد قد مات، فلم يبق فيه نفع! وهو يرضى بكلامه.
وهذا كما تعلم كفر في المذاهب الأربعة.
ومنها: أنّه كان يكره الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وينهى عن ذكرها ليلة الجمعة، وعن الجهر بها على المنابر، ويعاقب من يفعل ذلك عقاباًً شديداً، حتى أنّه قتل رجلاً أعمى مؤذناً لم ينته عما أمره بتركه من ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد الآذان!.
ويلبس على أتباعه قائلاً إنّ ذلك كله محافظة على التوحيد!
وكان قد أحرق كثيراً من كتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كدلائل الخيرات وغيرها، وكذلك أحرق كثيراً من كتب الفقه والتفسير والحديث، مما هو مخالف لأباطيله، وكان يأذن لكل من تبعه أنْ يفسر القرآن بحسب فهمه.
وتمسك ابن عبد الوهاب في تكفير الناس بآيات نزلت في المشركين فحملها على الموحدين! وقد روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر، في وصف الخوارج: أنّهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين! وفي رواية أخرى عن ابن عمر أنّه صلى الله عليه وآله وسلم قال (أخوف ما أخاف على أمتي رجل متأول للقرآن يضعه في غير موضعه) فهذا وما قبله صادق على ابن عبد الوهاب وأتباعه.
ويظهر من أقواله وأفعاله انّه كان يدّعي أنّ ما أتى به دين جديد، ولذلك لم يقبل من دين النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلاّ القرآن!
وقبوله إياه إنّما كان ظاهراً فقط، كيلا يعلم الناس حقيقة أمره!
والدليل على ذلك أنّه واتباعه كان يؤوّلون القرآن بحسب أهوائهم، لا بحسب ما فسره النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، والسلف الصالح وأئمة التفسير.
وما كان يقول بأحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأقاويل الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين، ولا بما استنبطه الأئمة من الكتاب والسنة، ولا يأخذ بالإجماع ولا القياس الصحيح، وكان يدعي الانتساب إلى مذهب الإمام أحمد كذباً وتستراً، وقد ورد عليه أضاليله كثير من علماء الحنابلة، وألّفوا في ذلك رسائل عديدة، حتى أخاه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب ألّف رسالة في الرد عليه كما ذكرناه.
وكان يقول لعماله: (اجتهدوا بحسب نظركم واحكموا بما ترونه مناسباً للدين، ولا تلتفتوا لهذه الكتب المتداولة، فإن فيها الحق والباطل!).
وقتل كثيراً من العلماء والصالحين، لأنّهم لم يوافقوه على ما ابتدعه.
ثم انّه صنّف لابن سعود رسالة سماها (كشف الشبهات عن خالق الارض والسماوات) كفّر فيها جميع المسلين، وزعم أنّ الناس كفار منذ ستمائة سنة، وحمل الآيات التي نزلت في الكفار من قريش على أتقياء الأمّة، واتخذ ابن سعود ما يقوله وسيلة لاتساع الملك وانقياد الاعراب له، فصار ابن عبد الوهاب يدعو الناس إلى الدين، ويثبت في قلوبهم أنّ جميع من هو تحت السماء مشرك ومن قتل مشركاً فقد وجبت له الجنّة.
وكان ان سعود يمتثل كلما يأمره به، فإذا أمره بقتل إنسان أو أخذ ماله سارع إلى ذلك، فكان ابن عبد الوهاب في قومه كالنبي في أمته! لا يتركون شيئاً مما يقوله ولا يفعلون شيئاً إلا بأمره، ويعظمونه غاية التعظيم، ويبجلونه غاية التبجيل، وما زالت أحياء العرب وقبائلها تطيعه حتى اتسع بذلك ملك ابن سعود وملك أولاده.
ومن قبائح ابن عبد الوهاب الشنيعة: أنه منع الناس من زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فبعد منعه خرج أناس من الأحساء وزاروه صلى الله عليه وآله وسلم، فلمّا رجعوا مرّوا على ابن عبد الوهاب في الدرعية، فأمر بحلق لحاهم وأركبهم مقلوبين إلى الأحساء.
قد أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن هؤلاء الخوارج في أحاديث كثيرة، فكانت من أعلام نبوته عليه الصلاة والسلام، لانّ فيها إخباراً بالغيب.
فمنها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (يخرج ناس من قبل المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه (يعني موضع الوتر) سيماهم التحليق).
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله وفي نجدنا؟ قال: هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان!
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (يخرج ناس من المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، كلما قطع قرن نشأ قرن حتى يكون آخرهم مع المسيح الدجال سيماهم التحليق).
وفي قوله صلى الله عليه وآله وسلم (سيماهم التحليق) تنصيص على هؤلاء القوم الخارجين من المشرق، التابعين لمحمد بن عبد الوهاب فيما ابتدعه، لأنهم كانوا يأمرون من اتّبعهم أنْ يحلق رأسه، ولا يتركونه إذا تبعهم حتى يحلقوا رأسه، ولم يقع مثل ذلك من إحدى الفرق الضالة التي مضت قبلهم.
وكان ابن عبد الوهاب يأمر بحلق رؤوس النساء أيضاً ممن اتبعنه!
وفي مرة أمر امرأة دخلت في دينه أنْ تحلق رأسها فقالت له: لو أمرت بحلق اللحى للرجال لساغ أنْ تأمر بحلق رؤوس النساء، فإنّ شعر الرأس للنساء بمنزلة اللحية للرجال، فلم يجد لها جواباً!
ومن قبح ابن عبد الوهاب: إحراقه كثيراً من كتب العلم، وقتله كثيراً من العلماء وخواص الناس وعوامهم، واستباحة دمائهم وأموالهم!
ونبشه لقبور الأولياء! وقد أمر في الأحساء أنْ تجعل بعض قبورهم محلاً لقضاء الحاجة! ومنع الناس من قراءة المولد الشريف، ومن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنابر بعد الآذان، وقتل من فعل ذلك ومنع الدعاء بعد الصلاة.
وكان يصرّح بكفر المتوسل بالانبياء، والملائكة والاولياء ويزعم انّ من قال لاحد: مولانا أو سيدنا، فهو كافر!
ومن اعظم قبائح الوهابية أتباع ابن عبد الوهاب: قتلهم الناس حين دخلوا الطائف قتلاً عاماً حتى استأصلوا الكبير والصغير، وأودوا بالمأمور والأمير، والشريف والوضيع، وصاروا يذبحون على صدر الأم طفلها الرضيع!! ووجدوا جماعة يتدارسون القرآن فقتلوهم عن آخرهم، ولما أبادوا من في البيوت جميعاً خرجوا الى الحوانيت والمساجد وقتلوا من فيها، وقتلوا الرجل في المسجد وهو راكع أو ساجد، حتى أفنوا المسلمين في ذلك البلد، ولم يبق فيه الاّ قدر نيف وعشرين رجلاً، تمنعوا في بيت الفتني بالرصاص أنْ يصلوهم، وجماعة في بيت الفعر قدر المائتين وسبعين، قاتلوهم يومهم، ثم قاتلوهم في اليوم الثاني والثالث، حتى راسلوهم بالامان مكراً وخديعة فلما دخلوا عليهم وأخذوا منهم السلاح قتلوهم جميعاً، وأخرجوا غيرهم أيضاً بالامان، والعهود إلى وادي (وجّ) وتركوهم هناك في البرد والثلج، حفاة عراة مكشو في السوآت، هم ونساؤهم من مخدرات المسلمين!
ونهبوا الأموال والنقود والاثاث، وطرحوا الكتب على البطاح، وفي الازقة والاسواق تعصف بها الرياح.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء