الشيعة هم الفرقة الناجية
الشيعة هم الفرقة الناجية
سماحة آية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي(دام ظله)
قال سماحته الذي نحتج به لكون الفرقة الناجية هم الشيعة الإمامية وأتباع علي والأئمة من ولده عليه السلام، مضافا إلى ما أخرجه أخطب خوارزم، وابن مردويه، والحافظ محمد بن موسى الشيرازي، عن أنس، وعلي عليه السلام من أنهم شيعة علي وأصحابه، أمور:
1ـ إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عيّن الفرقة الناجية والفرقة الهالكة صراحة في الحديث المشهور الصحيح الذي أخرجه جمع كثير من الحفاظ: "إن مثل أهل بيتي فيكم، مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك".
فالفرقة الناجية هي الفرقة المتمسكة بأهل البيت عليهم السلام، والفرقة الهالكة هي المتخلفة عنهم.
ولا ريب في استناد الشيعة في الأصول والفروع، وجميع العلوم الدينية كالتفسير والعقائد والفقه إلى أهل البيت عليهم السلام، وليس لغيرهم هذا الاستناد والاختصاص والتمسك بفتاويهم، لو لم نقل بإعراضهم عن أهل البيت عليهم السلام.
وهذه كتب القوم مشحونة بالاحتجاج بأحاديث النواصب، وفتاوى أعداء العترة أمثال معاوية، وعمرو، وكعب الأحبار، وعكرمة، ومقاتل، وعمران بن حطان، وحريز بن عثمان، ومروان، وغيرهم، ولم يخرجوا عن أهل البيت الا نزراً قليلاً لا يعتد به أبداً، كما لم يحتجوا بفتاويهم في الفقه أيضاً.
2 ـ وقد عينهم صلى الله عليه وآله وسلم في غير أحاديث السفينة أيضا ، في الأحاديث الكثيرة التي بعضها متواتر ، مثل أحاديث الثقلين الدالة على انحصار الامن من الضلال في التمسك بهم عليه السلام وبالكتاب، وعدم افتراقهم عليه السلام عنه، وعصمتهم عن الخطأ، وأن التخلف عنهم سبب للهلاك، ويشهد لذلك مثل أحاديث الأمان، وأحاديث الخلفاء والأئمة الاثني عشر.
ومثل ما أخرجوه في تفسير قوله تعالى: "الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ".
عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: لعلي عليه السلام: "تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضيــــــن مرضيين، ويأتي أعداؤك غضابا مقمحين ".
ومثل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أنه وشيعته، هم الفائزون يوم القيامة.
ومثل ما أخرجه في منتخب كنز العمال عن ام سلمة رضوان الله عليها انه قال: "علي مع القرآن، والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض".
وما أخرجه أيضاً في المنتخب عنه انه قال: "من أحب أن يحيا حياتي ويموت موتى، ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي، فان ربي عز وجل غرس قضبانها بيده، فليتول علي بن أبي طالب، فإنه لم يخرجكم من هدى، ولم يدخلكم في ضلالة".
واخرج أبو نعيم في فضائل الصحابة عن مطير والبارودي, وابن شاهين, وابن منده, عن زياد بن مطرف,عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: "من أحب أن يحيا حياتي، ويموت ميتتي، و يدخل الجنة التي وعدني ربي قضبانها غرسة بيده، وهي جنة الخلد، فليتول عليا وذريته من بعده، فإنهم لن يخرجوكم من باب هدى، ولن يدخلوكم في باب ضلالة".
وما أخرجه ابو نعيم أيضاً عن كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: "تكون بين أمتي فُرقة واختلاف ، فيكون هذا وأصحابه على الحق - يعني عليا -".
والأحاديث بهذه المضامين كثيرة ، وإحصاؤها صعب جدا .
وانتهاء الامامية إلى علي عليه السلام، وذريته، و انقطاعهم إليهم، ظاهر من كتبهم في الحديث، ومذاهبهم في الفقه.
3 ـ وقد اتفقت مذاهب أهل السنة فيما هو السبب للنجاة والخلاص من النار _أي الشهادتين_ والآتيان بالأركان الخمسة: الصلاة والزكاة والحج ، والجهاد ، ووافقهم الشيعة في جميع ذلك ، وزادوا على هذه الأمور ولاية الأئمة من أهل البيت عليهم السلام بدلالة روايات متواترة أخرجها حفاظ الفريقين . فالامامية قد أخذوا بما هو ملاك النجاة عند أهل السنة ولا عكس، فيجب أن تكون الهالكة غيرهم.
فقد اشتركت الشيعة، وأهل السنة في أصول العقائد من التوحيد، والنبوة، والمعاد، وغيرها، وفي الفروع مثل الصلاة، والصوم، والحج، والزكاة، والجهاد، والامر بالمعروف، والنهي عن المنكر وغيرها، وامتازت عن أهل السنة في مسألة الإمامة . كما نص النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الأحاديث المخرجة في أصح كتب حديث أهل السنة،وأخرجه عن غير واحد من الصحابة كجابر بن سمرة، وابن مسعود، وأنس.
فهذه عقيدة تشهد على صحتها ونجاة صاحبها صحاح الأحاديث.
فالفرقة الناجية، إن كانت هي الشيعة فهي، وإن كانت غيرهم من أهل السنة، يجب أن تكون الشيعة أيضا من الناجية لاشتراكها مع أهل السنة في أصول العقائد الاسلامية، و في الفروع العملية.
4 ـ إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد اختلفوا في مسائل كثيرة، ولم يحصل منهم الاتفاق على جميع الأمور، ولم يعلم عصمة طائفة منهم بالخصوص، ولم يتفق الفريقان في جواز الرجوع إلى شخص معين منهم، غير علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام, فالمتمسكون بهداهم، الآخذون بحجزتهم، أهل النجاة والفلاح قطعا واجماعا بخلاف المتمسك بغيرهم، كائنا من كان. فان نجاة المتمسك بغيرهم غير مقطوع به، ولا متفق عليه.
5ـ وإن الأخبار الصحيحة قد دلت على ارتداد أكثر الصحابة إلا القليل منهم، مثل ما رواه البخاري في كتاب الحوض، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: "بينما أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم! فقلت: أين؟ قال: إلى النار والله. قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري. ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم! قلت: أين؟ قال: إلى النار والله. قلت ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم".
واذا ثبت ارتداد جمع كثير من الصحابة، فلا تكون متابعتهم مطلقا، وإن لم يثبت ثبات المتبوع، وعدم ارتداده سببا للاندراج في الفرقة الناجية، كما أن الحكم بنجاة جميعهم مخالف لصريح هذه الأحاديث.
واتفق الفريقان على أن عليا وفاطمة والحسن والحسين، و شيعتهم، كأبي ذر والمقداد وسلمان وعمار وغيرهم من الصحابة، لم يكونوا من المرتدين، فمن تمسك بهم، ولم يعدل عنهم إلى غيرهم في الأمور الدينية، سواء كانت اعتقادية أم عملية، يكون من الفرقة الناجية.
: آية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني