الفهرس
لتصفح الصحيفة بـ Flsh
لتحميل الصحيفة كـ Pdf
المسار
صدى المهدي » العدد: ٧ / ذي الحجة / ١٤٣٠ هـ
مواضيع العدد
العدد: 7 / ذي الحجة / 1430 هـ

التقوى احدى أهم آليات الإنتظار

التقوى احدى أهم آليات الإنتظار

مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلامالسيد محمد علي الحلو

في حديثه لجماعة الانتظار

قال سماحة السيد محمد علي الحلو في حديثه لجماعة الانتظار عن منهجية البناء الحضاري:

إذا كانت الحضارة هي مجموع ثقافات الأفراد للمجتمع الواحد ومن ثَمَّ هي حصيلة ثقافات ذلك المجتمع، وإذا كانت الثّقافة بمعناها الأعمّ هي السّلوك (الرّاقي) الذي تتحقق به طاعة الله تعالى وذلك من خلال انتهاج التّعاليم الشرعية المأمور بها الفرد، وهذه بمجموعها تسمّى التّقوى التي من خلالها تتحقق سمة الالتزام الشّرعي لذلك الفرد، ومعلوم أنّ هذه التّقوى التي حثّ عليها الأئمّة الأطهار عليهم السلام هي إحدى أهمّ آليات الانتظار.

ففي الكافي بسنده عن أبي الجارود قال: قلت لأبي جعفر: يا بن رسول الله هل تعرف مودتي لكم وانقطاعي إليكم وموالاتي إيّاكم؟

قال: فقال: "نعم"، قال: فقلت: فإنّي أسألك مسألة تجيبني فيها فإني مكفوف البصر قليل المشي ولا أستطيع زيارتكم كل حين، قال: "هات حاجتك"، قلت: أخبرني بدينك الذي تدين الله تعالى به أنت وأهل بيتك لأدين الله تعالى به ، قال: "إن كنت أقصرت الخطبة فقد أعظمت المسألة، والله لأعطينك ديني ودين آبائي الذي ندين الله تعالى به، شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله, والإقرار بما جاء به من عند الله, والولاية لولينّا, والبراءة من أعدائنا، والتّسليم لأمرنا، وانتظار قائمنا والاجتهاد والورع".

على أنّ أئمّة أهل البيت عليهم السلام حدّدوا تكليف أتباعهم وما يجب أن يعملوه إبّان غيبة إمامهم، وما هي حدود مسؤولية كلّ واحد منهم اتجاه نفسه واتجاه الآخرين، أي تحديد التكافل الاجتماعي الذي من خلاله يتاح للمكلف أن يتكامل, وللمجتمع الإسلامي أن يرقى إلى درجة الكمال والبناء.

روى (المجلسي) بسندٍ صحيح عن جابر قال: دخلنا على أبي جعفر محمّد بن علي علیه السلام ونحن جماعة بعدما قضينا نسكنا فودّعناه وقلنا له: أوصنا يا بن رسول الله، فقال: "لِيَعِن قويّكم ضعيفكم، وليعطف غنيكم على فقيركم، ولينصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه، واكتموا أسرارنا، ولا تحملوا الناس على أعناقنا، وانظروا أمرنا وما جاءكم عنّا، فإن وجدتموه في القرآن موافقاً فخذوا به، وإن لم تجدوه موافقاً فردوه، وإن اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده، وردوه إلينا حتّى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا، فإذا كنتم كما أوصيناكم ولم تعدوا إلى غيره فمات منكم ميّت قبل أن يخرج قائمنا كان شهيداً، ومن أدرك قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين، ومن قتل بين يديه عدواً لنا كان له أجر عشرين شهيداً.

والرّواية بذلك تحدّد المعالم العامّة للسلوكّية الشّيعيّة إبّان الغيبة ووظيفة المكلّف عند الانتظار، فقد حدّد الإمام علیه السلام سلوكيّة المكلّف على المستوى العملي وعلى المستوى العلمي الفكري كذلك.

العدد: ٧ / ذي الحجة / ١٤٣٠ هـ : ٢٠١٢/١٢/٠٣ : ٤.٨ K : ٠
: السيد محمد علي الحلو
التعليقات:
لا توجد تعليقات.