من وكلاء الإمام المهدي عليه السلام في عصر الغيبة الصغرى
من وكلاء الإمام المهدي عليه السلام
في عصر الغيبة الصغرى
القاسم بن العلاء
علي اسعد
حياته:
لم ترد في كتب الرجال ترجمة كاملة لتاريخ ولادته أو وفاته، ولا تفاصيل حياته بينهما، ولكن الذي نستنتجه من الروايات أنه كان موجوداً في حياة الإمام الرضا عليه السلام حيث ورد في رواية الاردبيلي (انه كان عليه قميص خلعه عليه أبو الحسن الرضا عليه السلام).
كما كانت ترد عليه التوقيعات في حياة الشيخ "أبي جعفر محمد بن عثمان العمري" والشيخ "أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي", وهما السفيران الثاني والثالث للإمام المهدي عليه السلام, وهذا دليل على حياته أثناء فترة سفارتهما.
وتذكر الروايات أنه عمّر مئة سنة وسبع عشرة سنة، منها ثمانون سنة صحيح العينين، لقي الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام، وأصيب بالعمى بعد الثمانين، وكان مقيماً بمدينة الران من أرض اذربيجان.
وثاقته:
تؤكد الرواية التي أوردها الشيخ الطوسي عن الشيخ المفيد على وثاقته وملازمته للإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام كذلك ما بعثه إليه الإمام المهدي عليه السلام من توقيع يخبره به بموته، وما أرسله إليه من الثياب.
وكالته:
نستشف وكالته للإمام المهدي عليه السلام من الأحداث والوقائع التالية:
1 ـ العبارات التي وردت في رواية الشيخ الطوسي التي تشعر بوكالته للإمام عليه السلام، وعباراته مع ولده حول وقف الإمام عليه السلام، ودعائه لولده المطابق لدعاء الإمام المهدي عليه السلام.
2 ـ الرواية تؤكد أنه كانت لا تنقطع توقيعات مولانا صاحب الزمان عليه السلام إليه على يد "أبي جعفر محمد بن عثمان العمري" "وأبي القاسم الحسين بن روح" وهما سفيرا الإمام المهدي عليه السلام.
3 ـ ورود اسمه في جملة من وقف على معجزات صاحب الزمان عليه السلام ورآه من الوكلاء. في كتاب "كمال الدين وتمام النعمة" "للشيخ الصدوق رضي الله عنه قوله: "حدثنا أبو علي الأسدي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي أنه ذكر عدد من انتهى إليه ممن وقف على معجزات صاحب الزمان عليه السلام ورآه من الوكلاء ببغداد... ومن أهل اذربيجان القاسم بن العلاء. "
4 ـ كذلك أورد اسمه السيد "ابن طاووس" في كتابه "ربيع الشيعة" في قوله: (ممن رآه, وخرج إليهم التوقيع من الوكلاء... من أهل اذربيجان القاسم بن العلاء).
5 ـ ما رواه الكشي في رجاله (وورد على القاسم بن العلاء نسخة ما كان خرج في لعن ابن هلال (أحمد بن هلال العبرتائي الكرخي) المدّعي للوكالة زوراً، فأنكر رواة أصحابنا بالعراق ذلك لما كانوا قد كتبوا من رواياته، فحملوا القاسم بن العلاء أن يراجع في أمره، فخرج إليه من الإمام عليه السلام بيان مفصل نصه (وقد كان أمرنا نفذ إليك من المتصنع ابن هلال ـ لا رحمه الله ـ بما قد علمت، ولم يزل ـ لا غفر الله ذنبه ولا أقال عثرته ـ يداخلنا في أمرنا بلا إذن منا ولا رضى، يستبد برأيه فيتحامى ديوننا، ولا يمضي من أمرنا إياه إلا بما يهواه ويريده، أرداه الله في نار جهنم، فصبرنا عليه، بتر الله بدعوتنا عمره...).
6 ـ ما رواه "الشيخ المفيد" في "الإرشاد" عن القاسم بن العلاء نفسه: قال: "ولد لي عدة بنين، فكنت أكتب وأسأل الدعاء لهم فلا يكتب لي شيء من أمرهم، فماتوا كلهم، فلما ولد لي الحسين ـ ابني ـ كتبت أسأل الدعاء له، فأُجبت وبقي, والحمد لله).
من كل ما تقدم تظهر لنا وثاقة الرجل وحسن سيرته وارتباطه بالأئمة المعصومينK ووكالته للإمام المهدي عليه السلام في زمن الغيبة الصغرى التي تتأكد بورود التوقيعات عليه عن طريق السفراء وبالخصوص الشيخ "أبي جعفر محمد بن عثمان العمري" والشيخ "أبي القاسم الحسين بن روح"، وهو ما يمثل مهمة الوكلاء الذين ترد عليهم التوقيعات من المنصوبين من الأصل...