ظاهرة الادعاء في القضية المهدوية
ظاهرة الادعاء في القضية المهدوية
سلسلة في حلقات الحلقة الثالثة
السيد أحمد الاشكوري
عرفنا في سابق حديثنا في هذا الموضوع ان القضية المهدوية اقترنت بظاهرة خطيرة الا وهي الادعاء, ولم تنفك هذه المقارنة عنها, من حين الولادة إلى حين الإنجاز.
ان ظاهرة النبوة والرسالة كذلك, وعلى طول خط سيرها صحبت المقنعين أي الأدعياء أيضاً.
وعرفنا من خلال ذلك الحديث ان هناك اموراً علينا أن نلاحظها في هذا الادعاء, منها (طوائف المدعين), (ومناشيء الادعاء) (وقد مر ذكر ذلك بالتفصيل), ومنها أيضاً:
ثالثاً: مناشيء تأثير الادعاء على القواعد الجماهيرية:
وهي أن نقف على مناشئ تأثير القوى الظلمانية على القواعد الجماهيرية، والتي منها:
1 _ الجهل، والمبالغة في الغيب، وعزل عالم التزاحم عن الأسباب الطبيعية، وتفسير الظواهر الكونية على أسس تخرّصية.
2 _ الفقر،ولو ان نفس الفقر ليس منشأ، وإنَّما المنشأ هو الإحساس بالفقر، والمظلومية، والحرمان وتسجيله واحتسابه على المؤسسة الدينية، أو اعتبار أنَّ المؤسسة السياسية هي المؤسسة الدينية، أو الإحساس الموهوم النفسي بذلك.
فإنَّ الإحساس بالفقر برؤية سلبية قد يكون منشأ لنفوذ هذا الفكر، إمَّا عن طريق ضخّ الأموال وشراء النفوس، وإمَّا بكون الفقر عاملاً مساعداً للارتباطات الروحية المزيّفة ولو على نحو التخدير أو العجز عن محاربة الفقر بالأسباب الطبيعية.
فيتوسَّل عندها بعوامل ما وراء الطبيعة أو العوامل الطبيعية للتغلّب على الفقر، أو البحث عن جهة حاضنة لمحاربة الفقر كفارس للأحلام.
3 _ تنشيط الخطاب التخويني التكفيري، وإضفاء الحركة الحماسيّة في الخطاب، واستعمال هالة القداسة، وتوزيع أوسمة رمزية للمنتمين.
4 _ استعمال أساليب جذّابة خطابياً وتثقيفياً، كمقولة: الفناء في الله، أو العودة إلى الله، أو عين اليقين وحقّ اليقين.
فإنَّ بعض هذه الخطابات وإن كانت حقّة، إلاَّ أنَّها توزَّع بأبخس الأثمان وتُعامَل على أساس عرفاني مغلوط, ومنها الدعوى إلى المبالغة في حبّ آل البيتK إلى حدّ بلوغ مرتبة الباطنية في ذلك.
5 _ الهدم المنهجي للشخصية في الأفكار والمعتقد والقيم والسلوك، وذلك عن طريق التكرار والتقليد واستعمال أسلوب العقل الجمعي، والانقياد الأعمى، والتلقين، وخلق روح التمرّد على الروافد الفكرية.
6 _ عزل الأشخاص عن العلماء وإيجاد روح الكراهية والبغضاء لهم في النفوس، بل إباحة دمائهم عن طريق تشويه صورهم بكونهم سبباً لعدم ظهور الإمام عليه السلام، أو الترويج لفكرة أنَّ قتل العلماء يعجّل في ظهوره عليه السلام.
7 _ الازدواجية في العمل، فمن جانب نجد شخوص هذه القوى يدعون إلى طقوس خاصّة دخيلة، ومن جانب آخر يدعون إلى تعطيل التكاليف الشرعية بدعوى أنها تكاليف ظاهرية, وأنه لا بدَّ من البلوغ إلى باطن الشريعة، بل بلغ ببعضهم من ارتكاب المحرَّمات أن حرَّم ما هو محلَّل بالضرورة أو حلَّل ما هو محرَّم كذلك.
أما رابعاً وما بعدها فسوف نأتي عليها في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.