سلسلة ومضات مهدوية
سلسلة ومضات مهدوية
(الحلقة الأولى)
انكار المرجعية انكار للامامة الالهية
السيد محمد القبانجي
لايختلف اثنان من المسلمين على ان إنكار رسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرجع بالحقيقة الى انكار جميع الرسالات السماوية، وهكذا تتفق الطائفة المحقّة على ان إنكار بعض الائمة عليهم السلام هو إنكار لرسالة النبي وإنكار لجميع الائمة كما ورد في الحديث الشريف عن جابر بن عبد الله الانصاري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ان ذكر الائمة بأسمائهم قال: ((هؤلاء يا جابر خلفائي وأوصيائي وأولادي وعترتي، من أطاعهم فقد أطاعني، ومن عصاهم فقد عصاني، ومن أنكرهم أو أنكر واحداً منهم فقد أنكرني...)).
وهكذا قوله صلى الله عليه وآله وسلم ((من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما اُنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم)) فكل هذا قد اتفقت عليه الطائفة وأجمعوا عليه.
ولكن الذي ينبغي تسليط الضوء عليه هو إن انكار السفارة أو بعض السفراء أو واحد منهم يساوق إنكار الامامة أيضاً على حد سواء، وهذا ماتجده ظارهاً من كتاب الغيبة للشيخ الطوسي في باب((ذكر المذمومين الذي ادعوا البابية)).
قال أبو علي بن همام: كان أحمد بن هلال من أصحاب أبي محمد عليه السلام فاجتمعت الشيعة على وكالة محمد بن عثمانJ بنص الحسن عليه السلام في حياته، ولما مضى الحسن عليه السلام قالت الشيعة الجماعة له: ألا تقبل أمر أبي جعفر محمد بن عثمان وترجع اليه وقد نص عليه الامام المفترض الطاعة؟
قال لهم: لم أسمعه ينص عليه بالوكالة وليس انك أباه- يعني عثمان بن سعيد- فأمّا أن اقطع أنّ أبا جعفر وكيل صاحب الزمان فلا أجسر عليه، فقالوا: قد سمعه غيرك، فقال: انتم وما سمعتم.
ووقف على أبي جعفر فلعنوه وتبرَّؤوا منه.
ثم ظهر التوقيع على يد ابي القاسم بن روح رحمه الله بلعنه والبراءة منه في جملة من لعن.
وهو ظاهر من أنّ استحقاق اللعن لمنكر أحد السفراء وعموم السفارة الخاصة من باب أولى.
ويرجع الفقهاء سبب ذلك الى إنكار الامامة وتكذيب قول الامام عليه السلام
وكما سبق فانّ إنكار الامامة أو تكذيب الامام عليه السلام ينتج عنه إنكار النبوة وتكذيب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي (لاينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى)
وهذا الموقف الحازم والحكم الشرعي الالهي يمكن توسعته ليشمل إنكار المرجعية ودورها كممثل شرعي وحيد عن الامام عليه السلام في عصر الغيبة، بعد تنقيح المناط وتوحيد العلة، إذ أن الرجوع الى الفقهاء لم يكن اعتباطياً من قبل الطائفة، بل كان على أساس انهم سفراء عامون له عليه السلام
فما نشهده اليوم من حملة مسعورة يقوم بها البعض حول التشكيك بالمرجعية وتمثيلها لمنصب الامامة في عصر الغيبة، يراد منه النيل من دور الامام المهدي عليه السلام لريادة الامة وقيادتها عبر سفرائه العامين والذين هم كما نص عليهم الحديث الشريف (حجة الله على الناس).