تحت المجهر
تحت المجهر
سلسلة مقالات تتناول بالدراسة أدعياء المهدوية والسفارة قديما وحديثا
حركة (الممهدون) المولوية
الجزء الثاني
اعداد: هيأة التحرير
مقدمة:
عرفنا في الحلقة الأولى ان حركة (الممهدون المولوية) هي حركة تعتمد السرية والتكتم الشديدين وإنها سميت بالمولوية لأن أتباعها يكثرون من مصطلح (الولي) واستقامتها فيما بينهم وبصورة لافتة, وأن هذه الحركة تقوم بالدعوة العلنية لإسقاط التكاليف والأحكام الشرعية, وبهذا يتحول الأتباع بأيديهم إلى آلات وأشخاص ممسوخين فقدوا ارتباطهم بمجتمعهم وتمردوا على كل انتماءاتهم, وتخلوا عن كل المنظومة الدينية والأخلاقية والوطنية وحتى العاطفية.
وفي هذه الحلقة سنواصل ما بدأنا الحديث عنه فنقول:
ب- العقائد الثانوية للجماعة المولوية: وهي بعض معتقداتهم وممارساتهم ومنها:
1- يؤمنون بأنهم خارقون ومحروسون من الإمام واليماني والموالين.
2- عند الزيارة لا يزورون المراقد المقدسة.
- لا يهتمون للصلاة ومواقيتها ويتعاملون معها بإهمال، فهم يقرأون ورقة فيها بضعة كلمات في فترة الصلاة تعتبر عندهم مجزية عن الصلاة.
4- يدعون إن يوم ظهور المهدي قريب جداً ويكون في الكوفة في يوم حظر للتجوال.
5- يدعون إن اليماني موجود بينهم وهو إنسان بسيط وفلاح.
6- ممارسة السحر والشعوذة والإدعاء بأنها كرامات كي يخدعوا بها السذج والبسطاء.
7- التماس الأعذار لجرائم الإرهابيين بحق الشيعة،واعتبارها أرادة إلهية، وان علينا أن نستغفر لهؤلاء الإرهابيين وأن لا نؤذيهم لان الإمام عليه السلام لا يرضى ان نؤذي أحدا، ومن ناحية أخرى فهم يقولون بتكفير عموم الشيعة ممن يختلفون معهم.
- إن الملاحظ على جميع الحركات أنها متعاطفة مع الجماعات الإرهابية، كذلك فان أعداداً كبيرة من السنة ينتمون أليها ويعملون في صفوفها رغم الاختلافات العقائدية، وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة تدعو للتأمل والبحث حول دور بعض الجهات الإرهابية والبعثية في صناعة وتسيير ورسم خطوات هذه الحركات.
فليس مستبعداً في النهاية وبمقاييس العمل المخابراتي أن يكون اليماني الذي يسير هذه الحركات هو احد عتاة الوهابيين أو البعثيين من أمراء الإرهاب والذبح.
نماذج من ممارساتهم المنحرفة:
إن الإنسان الذي يعتقد بإسقاط جميع التكاليف الشرعية، وضرورة إكثار الفساد في الأرض للتعجيل بالظهور، سيكون قطعا مستعداً لفعل أي شيء يؤمر به أو يطلب منه، خاصة بعد تعرضه لعمليات (غسل دماغ) وترويض على الطاعة حولته إلى جهاز ينفذ فقط وفقط، لذلك فلا غرابة فيما يصدر من هؤلاء من أفعال مشينة يأباها العقل والذوق والفطرة السليمة، فهم أشبه ما يكونون (بالإنسان المسير).
وسنعرض أدناه جملة من هذه الممارسات المشينة على نحو المثال لا الحصر:
أ- عملية إلغاء الذات أو نزع الذات/ حيث يؤمر التابع بان يصلي عريانا، وهو ينزع ذاته ويتوجه إلى الله عاريا من كل شيء، وهو يجب أن يطيع (المولى)- إذا أمره فعليه الطاعة فلو قال له ان الشمس تشرق من المغرب فيجب عليه التصديق، وعليهم أن يختبروا أنفسهم في تلك اللحظات فكل من يشك أو يستغرب أو ينفر من هذا المشهد فهنالك خلل في إيمانه عليه إصلاحه.
ب- يجيزون الزنا، والشذوذ الجنسي، (اللواط والسحاق) وأخيرا تبادل الزوجات والزنا بالمحارم، وهو حديث شاع بصورة واسعة جداً عنهم، ويعتبر من أعلى مراحل التضحية للتعجيل بظهور الإمام عليه السلام.
مصادرهم في التلقي
أما أهم مصادر المعرفة والفكر الديني والعقيدي عندهم فهي:-
1- التأويل الباطني للقرآن/ حيث تؤول الآيات حسب الأهواء وليس وفق ضوابط التفسير وعلوم اللغة والحديث وباقي العلوم الشرعية، معتمدين في ذلك على حديث (إن للقرآن ظاهراً وسبعين باطناً) وهو ان صح فان المقصود فيه بمعرفة ظاهر القرآن من بواطنه هم العلماء والمجتهدون والمفسرون وذوو الاختصاص من أصحاب اليد الطولى في هذه العلوم، وليس أشخاصاً مغمورين تحوم الشكوك والشبهات حول ماضيهم وحاضرهم.
وهم برفعهم لشعار (السبعون باطن) إنما يطلقون العنان لأنفسهم كي يصولوا ويجولوا ويحرفوا الكلم عن مواضعه ويؤولوا بما تشتهيه أنفسهم من غير رقيب ولا حسيب.
2- اقتناص الروايات العامة والمتشابهة حول قضية الإمام المهدي عليه السلام ليقوموا بتوظيفها بالاتجاه الذي يريدون للاستدلال على مدعياتهم.
3- يستندون على دعواهم المغالية بالخطبة التطنجية أو خطبة البيان المنسوبة إلى الإمام على عليه السلام ، وهي خطبة ظاهرة في الغلو والشرك، إذ ترتفع بالإمام علي عليه السلام إلى درجة الإلوهية وقد كانت هذه الخطبة ومنذ القدم رافداً من روافد الغلو ومصدراً لأفكار الفرق المنحرفة والمغالية، وقد أعلن أكثر العلماء وأخيراً السيدين الخوئي قدس سره والسيستاني دام ظله، ان لا صحة لنسبتها إلى الإمام علي عليه السلام (فهي من موضوعات الغلاة).
4- ادعاء اللقاء المباشر بالإمام المهدي والأخذ عنه، وفي هذه الحالة فلا حاجة للقرآن والحديث والأحلام والكشوف، ما داموا يلتقون بالمعصوم ويأخذون عنه.
5- الأثر الصوفي والعرفاني واضح التأثير في أدبياتهم وأفكارهم ومناهجهم فهم يستدلون على عقادئهم بالمكاشفات والأحلام والإلهامات وغيرها من الأدلة غير القابلة للإثبات، ولكنهم قد حرفوه عن منهجه الصحيح والذي هو تعميق الإيمان بالله والالتزام بالشريعة والزهد في الدنيا، ليتحول على أيديهم إلى منهج للشرك في نظرية (الاتحاد والحلول)، ولإسقاط العملية السياسية والحكومية الشرعية المنتخبة، بدل الزهد في الدنيا وتقوى الله.
خطابهم
إن خطابهم تكفيري تخويني معارض للوضع الجديد في العراق بكل تفاصيله، بل إنه يكاد أن يتطابق مع الخطاب التكفيري الوهابي (للقاعدة) في سعيه لإسقاط العملية السياسية، بل ويتطابقان حتى في تكفير عموم الشيعة وتجويز قتلهم، وأهم معالم هذا الخطاب ما يلي:
1- يتفقون على الحط من شأن مراجع الدين، ويعتبرون تقليدهم باطلاً، ويثقفون أتباعهم على ان الإمام إذا ظهر سوف يقتل جميع العلماء، لأنهم علماء ضلال، (وإن ما لم يتحقق في الزركة سوف نحققه) كما يزعم احد قادتهم.
2- معاداة الديمقراطية ونظام الانتخابات.
3- رفض الدستور.
4- معاداة العملية السياسية بكل تفاصيلها.
5- الإيمان بمبدأ العنف المسلح، ولديهم ميلشيات.
6- تجويز استهداف الجيش والشرطة.
7- لهم اتصالات مع المجاميع الإرهابية (الوهابية)، ومع بعض القوى السياسية المعادية للحكومة.
تمويلهم:
تقوم الحركة بتمويل نفسها بالطرق التالية
1- التمويل الذاتي والتبرعات.
2- يقوم بتمويل هذه الحركة رموز (بعثية وطائفية) كبيرة داخل العراق.
3- دعم خليجي/سعودي- إماراتي- قطري/ مفتوح.
وللحديث بقية