الفهرس
لتصفح الصحيفة بـ Flsh
لتحميل الصحيفة كـ Pdf
المسار
صدى المهدي » العدد: ١٢ / جمادي الأول / ١٤٣١ هـ
مواضيع العدد
العدد: 12 / جمادي الأول / 1431 هـ

انتظارنا للامام لا يعني تغييب الاسباب؟

انتظارنا للامام لا يعني تغييب الاسباب؟

بقلم: محمد الخاقاني

من الناس من يعطل العمل اكتفاءً بالأمل، ويهرب من إصلاح الواقع المرير _بحجة أن الله عز وجل سيصلحه_ ويتوقف عن السعي للتمكين لدين الله بحجة أن المهدي عليه السلام هو الذي سيفعل ذلك. ولا شك أن هذا ابتعاد عن الواقع وهروب للأماني، مع تعطيل الأسباب الشرعية.

إن هذا الانحراف في ترقب ظهور المهدي عليه السلام مظهر سلبي يعكس الانحراف في فهم العلاقة بين الأمور الكونية، وبين الأمور الشرعية وما أصدق ما جاء في ذلك عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام حيث يقول: ((إن الله أراد بنا أشياءً، وأراد منا أشياء. فما أراده بنا أخفاه عنا، وما أراده منا بينه لنا)).

إن الله تعالى أمر مريمP أن تأخذ بالأسباب، وهي في أشد حالات ضعفها، فقال عز من قائل: ((وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا)).

فالاتجاه الإيجابي في حل معضلة الأمة وملء الفجوة هو الاتجاه الذي يقوم أصحابه بمواجهة الواقع، ومجابهتهم الباطل_ والمثابرة على الأخذ بأسباب نهوض الأمة.

إن أهم الأسباب في هذا المضمار هو التمكين للإسلام.. أي أن يعود المسلمون إلى دينهم ويتوبوا إلى ربهم ويؤدوا واجبهم في إبلاغ الإسلام إلى البشرية.. ويبذلوا الجهد في النهوض من كبوتهم.

أما حصول خوارق العادات فمرجع أمره إلى الله وما علينا نحن إلا العمل.. يقول تعالى: ((أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ)).. فحكمة الله جل وعلا اقتضت أن يبتلى الناس ببعضهم لتكون العاقبة للتقوى.

إن دولة الإسلام سوف تتحقق إذا أخذ المسلمون بالأسباب الموجبة لذلك، لقوله تعالى: ((إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ)), وقوله تعالى: ((وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ...)).

فهل الانتظار على هذا.. هو القعود حتى يتحول الغيب إلى شهادة.. أم هو بذل الجهد.. والإعداد لكل أمر عدته، .. وأخذ أهبته.. وتشمير ساعد الجد وتجريد حسام العمل من الغمد.. والانطلاق حتى يقع النصر.. ويتطابق أمر الشرع مع القدر.. فإن المهدي عليه السلام لا يخرج إلى قوم قاعدين.. أو سينصره أناس خاملون.

وهل الانتظار أن نأخذ من الدين أخباراً عن المستقبل، نجعلها سدّاً أمام الحركة.. وعائقاً في وجه التقدم.

إن الانتظار لا يحتاج علاجاً سحرياً _ولا يحتاج متمهدين بل يريد ممهدين_ ويحتاج إلى قادة يملكون من الوعي القيادي ما يستطيعون من خلاله أن يقودوا الأمة نحو شاطئ الرشاد.

فالانتظار الحقيقي للإمام المهدي عليه السلام يعني أن لا يتناسى المسلمون بحال من الأحوال توفير أسباب التغيير الذي يرومونه..

العدد: ١٢ / جمادي الأول / ١٤٣١ هـ : ٢٠١٢/١٢/٠٦ : ٤.٦ K : ١
: محمد حسن عبد الخاقاني
التعليقات:
: جواد كاظم
: العراق
: موفقين جزاكم الله خيراً واحسن عاقبتكم .. امنياتي لكم دوام التوفيق والنجاح بحق محمد وال محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الاطهار الميامين
: ٢٠١٦/١٢/٠٤