الوهابية ومعوقات التمهيد
الوهابية ومعوقات التمهيد
سلسلة من الأبحاث تسلط الضوء على الحركة الوهابية وتكشف ارتباطاتها الخفية لسحق الاسلام باسمه
بقلم عبد الله القحطاني
قتل المسلمين ومناصرة المستعمرين
يجاهر الوهابيون بتنكيلهم بالمسلمين في كل أرض ومصر استطاعوا الوصول إليه بحجة انحراف المسلمين عن كتاب الله, في الوقت الذي يعطون فيه المواثيق للمستعمرين النصارى بأن لا يمسوهم بأذى, ففي كتاب وجهه أمير الوهابية سنة 1810م إلى حكومة الهند البريطانية قال: (إن سبب الخصومات المستمرة بيني وبين من يسمون أنفسهم مسلمين انحرافهم عن كتاب الخالق ورفضهم الامتثال لنبيهم محمد, فلست أشن حرباً على فرقة أخرى, ولست أتدخل في عملياتهم المعادية, ولا أساعدهم ضد أحد... وفي هذه الظروف رأيت من الضروري أن أبلغكم بأني لن أدنو من شواطئكم, وأني منعت أتباع عقيدة محمد من أن يقوموا بأي تنكيل بسفنكم) نعم هذه هي الوهابية, قتال المسلمين بداعي تصحيح انحرافهم! وترك الكافرين, بل والتعهد بحمايتهم, وهو عين ما أراده النصارى (المتصهينون).
وفي تنكيل الوهابيين بالمسلمين فأنهم لم يكتفوا بجهودهم الذاتية في حرب المسلمين, بل استنصروا بالقوات البحرية البريطانية لإغلاق البحر في وجوه المسلمين!! فقد أرسل أميرهم كتاباً يتذلل فيه للمقيم البريطاني في البصرة يقول فيه (لقد أثبتنا لكم سلفاً بأننا نحترم كل المنتسبين إليكم ولم ينلكم أي أذى مهما كان طفيفاً من أتباعنا, وعليه فإنه يتحتم عليكم في مقابل ذلك أن لا تصدروا تصاريح إبحار لأعدائنا).
وقد بلغ الوهابيون بالفتك بالمسلمين مبلغاً أثار حتى شفقة النصارى انفسهم على الأبرياء, فطالبوا الوهابيين بكف أيديهم عنهم, ومن ذلك ما فعله المقيم البريطاني في البصرة عندما رأى مجازر أعراب نجد مع الناس وسلب أموالهم, فطلب منهم سنة 1817م تصحيح بعض الوضع بإعادة ما نهبوه إلى أصحابه فرد عليه أمير الوهابية برسالة يقول فيها: (كيف تطلب منا أن نرد ما غنمناه من أعدائنا من أهل مصر وجدة وشحر والمكلا ومسقط والبصرة وأهل فارس التابعين لسعيد بن سلطان! إنهم كلهم أعداؤنا, فسنقتلهم حيث ثقفناهم, تنفيذاً لأوامر الله فيهم, الله أكبر), هكذا وبكل وضوح: المسلمون أعداؤهم, والنصارى أولياؤهم!.
لقد تمردت الدولة الوهابية الفتية على كل الثوابت الأخلاقية التي لا يرضى بتجاوزها حتى النصارى المستعمرون فأباد الوهابيون ألوفاً لا تحصى من أهل جزيرة العرب وما حولها وفرضوا عليهم الجزية- أخزاهم الله- حتى اضطرت بريطانيا لتهديدهم في بعض المواقف ليكفوا عن الناس.
ويوم آذنت شمس الإمبراطورية البريطانية بالأفول تولت رعاية دولة الوهابية قوة جديدة هي الولايات المتحدة الأمريكية ليبدأ عصر جديد.
فتاوى في خدمة الاستعمار
الكثير من مواقف علماء الوهابية الخاصة بقضايا الأمة المصيرية ووحدتها مثار تساؤل واستغراب.
-لقد أجاز كبار علماء الوهابية دخول اليهود والنصارى أرض الحرمين الشريفين لضرب أهل العراق المسلمين, بل وأفتى كبيرهم ابن باز بجواز قتل العراقيين وإن كانوا في الصلاة أي أقرب ما يكونون إلى الله, مع أنه هو ذاته-ابن باز- الذي حرم استعانة جمال عبد الناصر بالخبراء الروس في محاربة إسرائيل!.
-ولقد أجاز رئيس هيئة كبار العلماء والمفتي العام للوهابية للملك لبس الصليب بدعوى أن في ذلك مصلحة للإسلام!
-وقد أفتى علماء الوهابية بمنع الدعاء على دول اليهود والنصارى بحجة أن ذلك ليس من أخلاق الإسلام!!.
-ولقد وقف الوهابيون ضد كل حركة تحاول لم شتات المسلمين وموقفهم المفضوح ضد الوحدة السورية المصرية عام 1958 وتآمرهم عليها أحد الشواهد المنسية, حيث أنفقوا اثني عشر مليون جنيه من أجل إسقاطها في 28/9/1961.
-ووقفوا ضد الوحدة اليمنية الأولى بكل طاقتهم, فقد ذكرت جريدة (النداء اللبنانية), بتاريخ 29/6/1973 أنه: (بعد التوقيع على اتفاقية الوحدة بين شطري اليمن أخذت السعودية تسرع في تجميع الهاربين منذ مدة من اليمن الديمقراطية وتقيم لهم المعسكرات وتسلحهم وتمدهم بالمال للقيام بنشاط تخريبي ضد اليمن الديمقراطية , كما قامت السعودية باستكمال تنظيم ما يسمى (بجيش تحرير جنوب الجزيرة العربية وحضر موت) بهدف فصل حضر موت والاستيلاء عليها).
نعم ايها المسلمون إنه الكره الشديد لأي وحدة صف بين المسلمين, إنه الولاء اليهودي والنصراني المتصهين, ولكن أخطر ما فيه أن أصحابه يلبسون مسوح أهل التقوى, وليس لهم هم إلا قتال المسلمين وشغلهم ببعضهم!.
إن في ذلك لعبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.