اثر الاعلام في تنشئة الطفل مهدوياً
اثر الاعلام في تنشئة الطفل مهدوياً
الشيخ احمد الفرج الله
في الحديث عن الاعلام ودوره تتعدد الجوانب, ومنها هل ان الاعلام ادى الدور الذي عليه فيما يرتبط ببيان العقيدة المهدوية للناس.
ولا نريد الحديث عن ذلك الان وانما نريد ان نتحدث عن الدور الفرضي للاعلام في تنشئة الطفل مهدويا, اي ان حديثنا يتناول الزاوية التي سيؤديها الاعلام فيما لو قام بتأدية ما عليه من دور.
ان اثر الاعلام في البناء الفكري وتشكيل منظومة المتلقي المعرفية والعقائدية فيما يرتبط بالقضية المهدوية تحتم علينا ان نبلور دور الاعلام وان نفعّله ونعطيه تمام الاهتمام دون ان نقصيه أو نلغي دوره, فان الاعلام فيما لو أحسن استخدامه, لا نجد ان هناك وسيلة من الوسائل البيانية أو وسائل ايصال الفكرة انفع من دوره بانواعه المختلفة مرئيا أو مسموعا أو مقروءا.
اذن لابد ان نضع آليات وبرامج تمكننا من استثمار الاعلام في تنشئة جيل يتغذى بالعقيدة المهدوية وفقا للضوابط العقائدية الصحيحة.
وينبغي الالفات إلى ان دور الاعلام السلبي في ضرب العقائد وترويج المنحرف منها بات واضحا, ويشكل اخطر الاسلحة حيث اننا نجزم ان بالامكان تغيير عقيدة أو عادة لأي شعب من الشعوب فيما لو وظفت لذلك طاقات اعلامية هائلة ووجهت تجاه ذلك الشعب.
و نعتقد ان دور الاعلام يتمحور بمحورين:
المحور الأول:
على مستوى المفهوم وكيفية ايصال المفاهيم الصحيحة للمتلقي.
والمحور الثاني, على مستوى السلوك, حيث اننا نرى ان الشباب أو الاطفال يقلدون الحركات الاعلامية التي تنعكس إليهم من خلال وسائل الاعلام بشكل سريع وملفت.
ثم انه لابد لنا ان نفهم جيداً ان الاعلام يخاطب في الانسان عنصرين هامين.
الاول هو مخيلة الانسان من خلال الصورة الصامتة أو المتحركة أو من خلال الكلمة أو النغمة.
والعنصر الثاني هو عواطف الانسان الاعم من الجانب الغريزي أو الوجداني.
وعلى ذلك يجب أن نضع للناس منظومة اعلامية نؤمن بها, ونقويها في نفوسهم من خلال رفدها بالمفاهيم الصحيحة لتنعكس سلوكيات مستقيمة من خلال عنصري الاعلام الآنفي الذكر.
فلكي يؤدي الاعلام دوره بشكل صحيح ومن اجل ان نستفيد من ذلك التأثير الاعلامي الكبير في تنشئة الاطفال يجب علينا بيان مضامين الشريعة فيما يرتبط بالعقيدة المهدوية وبما يتناسب وروح العصر من خلال بيان مفردات المنظومة المهدوية الدقيقة, وما يتناسب وفهم الناس لاننا إذا افهمنا الناس منظومتهم المعرفية, فبالمقابل سنكون قد شكلنا لهم حصانة ثقافية وفكرية وعقائدية تقويهم تجاه الاختراق الاعلامي المضاد الذي يهدف إلى انتزاع عقائدهم منهم.
فمن المناسب ان نفهم دور الاعلام بشكل جيد وان نوظف الطاقات الاعلامية لتحصيل هذا الدور الايجابي وان نساعد الاعلاميين ونمكنهم من اداء دورهم لننشئ جيلا مهدويا صالحاً.