من صاحب هذه الغيبة؟
من صاحب هذه الغيبة؟
الشيخ ابن ابي زينب النعماني/ صاحب كتاب الغيبة
عن أيوب بن نوح, قال: ( قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: إنا نرجو أن تكون صاحب هذا الأمر, وأن يسوقه الله إليك عفواً بغير سيف, فقد بويع لك, وقد ضربت الدراهم باسمك, فقال عليه السلام: ما منا أحد اختلفت الكتب إليه, وأشير إليه بالاصابع, وسئل عن المسائل, وحملت إليه الأموال, إلا اغتيل أو مات على فراشه, حتى يبعث الله لهذا الأمر غلاماً منا خفي المولد والمنشأ, غير خفي في نسبه).
فمن صاحب هذه الغيبة غير الإمام المنتظر عليه السلام؟ ومن الذي يشك جمهور الناس في ولادته إلا القليل ؟ ومن الذي لا يأبه له كثير من الخلق ولا يصدقون بأمره, ولا يؤمنون بوجوده إلا هو؟
أوليس هو الذي قد شبهه الائمة الصادقون عليهم السلام الثابت على أمره والمقيم على ولايته عند غيبته مع تفرق الناس عنه ويأسهم منه, واستهزائهم بالمعتقد لإمامته, ونسبتهم إياهم إلى العجز، بخارط شوك القتاد بيده والصابر على شدته, وهي هذه الشرذمة المنفردة عن هذا الخلق الكثير المدعون للتشيع الذين ضاقت قلوبهم عن احتمال الحق والصبر على مرارته, واستوحشوا من التصديق بوجود الإمام عليه السلام مع فقدان شخصه وطول غيبته التي صدقها ودان بها وأقام عليها من عمل على قول أمير المؤمنين عليه السلام: (لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة من يسلكه), المبعدين عن العلم, فالله نسأل تثبيتاً على الحق, وقوة في التمسك به بإحسانه.