قصّة قصيرة
قصّة قصيرة:
لا يشغله عن الصلاة شيء
محمد حسن عبد
كان رشيق- صاحب المادراي-يأخذ المكان جيئة وذهاباً, متحيراً في امره.. لا يدري كيف سينفذ ما أمر به, فالمهمة صعبة اضافة إلى انها سرية. خاصة وان من كلفه بها هو الخليفة المعتضد نفسه.
شرع رشيق بالمهمة أخذ معه صاحبيه واجنبوا معهم فرسا اضافيا.. قصدوا سامراء..
وبعد وصولهم اخذ صاحب المادراي يسأل نفسه مترددا.. أسيكون الموصوف كما حدده الخليفة.. وهل سوف نجد الدار. لنكبسها ونأتي برأس من فيها؟!.
كانت الدار كما وصف لهم, اقتحموا الدار.. كان في الدهليز خادم اسود ينسج تكه.. سأله رشيق : من في الدار؟.
فأجاب على الفور ودونما اكتراث: صاحبها.
استمروا بالتوغل في الدار حتى بلغوا دارا سرية-مقابلها ستر نبيل..
سألوا انفسهم-ما في الدار أحد- لكنهم رفعوا الستر.
انه بيت كبير وكأن بحرا فيه.. وفي اقصى البيت حصير على الماء, وعلى الحصير رجل من احسن الناس هيئة, قائم يصلي.
لم يلتفت اليهم القائم, لكن احدهم وهو احمد بن عبد الله تخطى البيت فغرق في الماء.. اضطرب. فمد اليه رشيق يديه فخلصه.. غشى عليه ساعة ثم افاق.. وعاد صاحبه الاخر إلى نفس الفعل, فناله مثلما نال صاحبه احمد, فبقى مبهوتا مما حصل.
تقدم رشيق وهو خائف يرتجف من صاحب الدار وقال له: سيدي المعذرة إلى الله واليك.. فو الله ما علمت كيف الخبر ولا إلى من جئت.. واني تائب إلى الله, فما التفت القائم إلى شيء مما قاله, وما انفتل عما كان فيه, فهال الجميع ذلك ثم انصرفوا عنه.
رجع صاحب المادراي وصاحباه إلى الخليفة, الذي كان بانتظارهم وما ان وصلوا حتى امرهم الحجاب ان يدخلو عليه-فوافوه-
كانوا امام خليفتهم حيارى خائفين , وعندما سألهم عن الخبر حكوا له ما رأوه. فاستشاط غضبا. وقال لهم: ويحكم القيكم احد قبل؟
اجرى منكم إلى احد سبب أو قول؟
فقالوا بتعجل الخائف: لا
فقال لهم وحلف بأشد ايمان : ان بلغه هذا الخبر ليضربن اعناقهم, فما جسروا ان يتحدثوا به إلا بعد موت خليفتهم.