الفهرس
لتصفح الصحيفة بـ Flsh
لتحميل الصحيفة كـ Pdf
المسار
صدى المهدي » العدد: ٢٠ / محرم الحرام / ١٤٣٢ هـ
مواضيع العدد
العدد: 20 / محرم الحرام / 1432 هـ

تحت الأضواء

بحــوث ومقـالات للرد على ما يثار من تشكيكات وشبهات في العقيدة المهدوية من على شاشات الفضائيات المأجورة / فضائية (صفا) نموذجاً

تحت الأضواء 

-الولاء والانتماء بين الدين والقومية-

الشيخ حميد الوائلي

منذ ان اوجد الله سبحانه وتعالى البشرية على سطح هذه الارض حفظ لها حالة الولاء والانتماء للقومية والقبيلة قال تعالى: ((وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ )), فجعل هذا الولاء من سبل الارتقاء بالبشرية للوصول إلى حالة من التعارف تذوب معها الانعكاسات السلبية لهذه الولاءات, قال تعالى: ((لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)),ليبرز في الاخير ولاء واحد وانتماء فارد وهو ذاك الولاء العقدي الديني المعبر عنه في القرآن الكريم بالتقوى.

وقد ذمت الشريعة ان يكون الولاء للقومية والقبيلة على حساب الدين, بينما مدحت الولاء الذي يرسخ حالة الايمان.

ومن المؤسف حقا ان نجد في الزمن الذي ينبغي ان  تذوب فيه كل الولاءات في ولاء واحد فيما لو تقاطعت مع ولائها للدين، وهو ذاك الولاء الذي يكون السلك الواصل والخيط الرابط بيننا وبين الله سبحانه وتعالى,  من يتهم الآخر بالاصطفاف خلف الولاء القومي والقبلي مستغلا ذلك لضرب دينه ومعتقده.

حيث نجد اكثر من يتهم اتباع اهل البيت عليهم السلام  من مشايخ البترو دولار ومن على شاشات الفضائيات الفاضحة  يقول: بانهم اتباع للقومية الفارسية على حساب الدين والمذهب, واعداء للقومية العربية الاسلامية, وهذه بضاعة راجت في الفترة الاخيرة كثيرا واصبحت تهمة التشيع هي الفارسية على حساب القومية العربية.

وفي الحقيقة اننا نجد ان هذا الاتهام هو محاولة لتشويش الواقع,  واظهار الصورة على خلاف ما هي عليه,  وما ذلك إلا خوفا من الانتشار الشيعي والاقبال المنقطع النظير من قبل البشرية على هذا المذهب  المبارك, في مقابل الانحسار الواضح لاتباع المذهب السلفي الوهابي  والمتهمين صراحة  بالعداء للبشرية وتمزيق الانسانية.

وهذا امر بات يؤرق وعاظ السلاطين واصحاب الدكاكين فلم يجدوا بدا ولا مسلكا ليبيضوا صفحة ولائهم الاسود على طول التاريخ إلا بلصق التهم, وكيل ما هم متلبسون به للآخر.

فاثناء متابعتي لبعض هذه الفضائيات سمعت احد المشايخ يقول:

(اقسم بالله العظيم الذي يرانا ان كثيرا من علماء الشيعة يعلمون انها خرافة-المهدوية- ولكن لا يستطيعون ولا يتجرأون على اظهار ذلك!. انا اريد تعليقا على معنى ان يقول (يزدجرد) المهدي من ولدي,  ويكتبونها في كتبهم, اليست هذه هي  المجوسية؟. ان يزدجر يعرف ان ولده سوف ينتقم).

ثم يقول (هذا الشيخ) (لذلك عرفت السر في قتل المهدي للعرب, هذه الرواية تسقط كل مسيرة المهدي وهي مذكورة في البحار),انتهى.

وقبل التعليق  نضع كلام هذا الشيخ  في نقاط,  ثم نرد عليها الواحدة تلو الاخرى,  فهو يحاول من خلال كلامه السابق ارسال عدة  رسائل مفادها هي:

اولا:  كان ادعاءه ان (يزدجرد) ملك الفرس قال ان المهدي من ولدي وان المهدي عليه السلام  سينتقم له (اي ليزدجرد) من العرب.

ثانيا:  ان السر وراء رواية قتل المهدي للعرب هو الانتقام ليزدجرد ردا  على ما حصل له في معاركه مع المسلمين.

ثالثا:  ان هذا الشيخ يعتقد ان هذه الرواية التي يدّعي انها موجودة في البحار كفيلة باسقاط سيرة الإمام المهدي عليه السلام  باكملها.

رابعا :  ان من يؤمن بهذه العقيدة فهو مجوسي وعدو للعرب.

خامسا: يحاول هذا الشيخ  بكل طاقته ان يميز بين العرب والفرس, ويتهم التشيع بانه فارسي,  واذا واجه استفهاما بان هناك شيعة عرب يقول و-كما صرح في لقاءات اخرى سمعتها منه-  ان من يعتقد عقائد الفرس فهو ليس بعربي وليس له ولاء للعرب,  وانما هو فارسي وان كان من اصل عربي.

هذا ما يمكن استخلاصه من حديث هذا الشيخ  اما الرد عليه  فيكون في محاور:

المحور الاول:  القومية والانتماء للدين, وايهما المقدم على الآخر:

عندما خلق الله سبحانه وتعالى الانسان اراد من خلقه له ان يصل  به إلى افضل نقطة واعلى مرحلة من الكمال وشرع   في سبيل تحصيل هذا الوصول   سبلا سماها بالشرائع والاديان وجعلها حدا فاصلا بين من يصل  ومن يتخلف عن تحصيل الغاية واودع هذه الشرائع والاديان قوانين تضمن للجميع فرصة الوصول المناسبة للافراد دونما تمييز ,  وجعل التنافس بين مخلوقاته في القدرة   على استثمار الشريعة والدين من اجل تحقيق الهدف, فجعل المميز في ذلك ما يمكن ان يحصله الفرد بجهده وطاقته وامكاناته,  ولم يجعل مميزا من المميزات حالة قهرية عند بعض دون البعض الآخر كاللون والعرق والزمان والمكان,  لأن جعل لون خاص أو عرق خاص أو زمان خاص أو مكان خاص مميزا بين الافراد وباعثا لتحصيل الكمال والهدف والغاية يستلزم منه بحكم العقل الظلم,  وحيث ان الظلم يتنافى مع التوحيد فلا بد من نفيه, فلا بد من نفي  هذه المميزات  القهرية,  وهذا ما نطقت به جملة كثيرة من الآيات والروايات التي تجعل المائز  هو التقوى المتاح للجميع,  والعمل الصالح القادر على اتيانه الكل ولم تجعل المائز قبيلة أو لونا أو غيرها.

نعم ان طبيعة التشكل البشري تستلزم قهرا التعدد القبائلي واللغوي والعرقي وهكذا,  لكن الله سبحانه وتعالى لم ينظر لذلك فيجعله عنصر تنافس إلى الكمال,  بل  مدح سبحانه  بافضل المديح من اذابه وانطلق منه إلى العناصر التي اتاحها   للوصول  إلى  الاهداف.

فنجزم من خلال معطيات الادلة المتنوعة ان الانتماء ليس لقومية ما وانما هو للدين,  وان المقدم من بينهما هو الولاء الديني والارتباط الالهي الذي يفوق كل ارتباط ويلزم الموالي بقطع كل العلائق   من دونه والا عد الانسان في نظر الله تعالى مشركا متخذا غير الله  بديلا.

المحور الثاني:  المنهج في اثبات الاخبار والاحتجاج بها:

ان كل من له ادنى معرفة بالآثار والاخبار التي وردت عن الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم وعن اهل بيته عليهم السلام يعلم ان هناك طرقا علمية متقنة يجب سلوكها للوقوف على الوقائع وتحديد الموضوعات واستنباط الاحكام وتحديد المفاهيم وضبط العقائد واتخاذ المعارف,  وان هذه الطرق العلمية مودعة في الكتب المتخصصة ومتاحة لروادها وانهم على علم ودراية بها وبكيفية استخدامها.

فأية حالة تشويش أو تزييف للحقائق وقفز على الوقائع وتصدير  للاحكام دون المرور بتلك الطرق امر مكشوف ومستقبح. 

ولكن الذي يحصل في هذه الايام انه هناك جماعة اتخذوا الهرج والمرج والتشويش والصياح وسيلة لطمس الحقائق واضعاف النور وبهت الواقع.

 فلو وردت رواية فانها لا تحدد عقيدة فضلا عن حكم إلا بعد ان تخضع لتلك الطرق  واذا خضعت له  فان تصميم المعارف والعلوم يخضعها مرة أخرى ليرى هل انها تصلح لاثبات مادة من مواده ومسألة من مسائله ام انها لا تصلح لذلك.

وعلى سبيل المثال فان هذه الرواية رواية واحدة وان كانت صحيحة سندا اي انها سارت في الطريق العلمي وتخطته ووصلت إلى النهاية لكنها  لا تثبت عقيدة مع صحتها بل انها تتجه إلى جادة الاحكام الشرعية ليُستنبطَ منها حكم شرعي.

 وعلى هذا الاساس فلو جاءتنا رواية واحدة صحت أو لم تصح فانها لا تبني عقيدة, فهل يا ترى ما قدمه هذا الشيخ يصح ان يكون رواية,  فضلا عن ان تكون صحيحة. حتى يأتي بعد ذلك ليفرع عليها حكما بل عقيدة, لا  بل  ويجعلها معولا  به ليهدم مذهبا! فاي منطق هذا واي عالم يحترم نفسه يتكلم بمثل هذا الكلام.

المحور الثالث:  حال العرب عند ظهور المهدي عليه السلام  في الروايات التي يعتمدها المذهب الذي ينتمي اليه هذا الشيخ ويتدين به وهو المذهب الوهابي:

ان الروايات التي ترويها المصادر التي يتدين بها هذا الشيخ تذم العرب ايّما ذم,  وتنكل بهم ايما تنكيل فتجعل المدينة ومكة اشرف بقاع الإسلام, خالية منهم عند خروج عدوهم وعدو الله, وانهم بمنأى  كذلك عن ارض خليفة الله ومهد خروجه  إذ ان الروايات التي ترويها صحاحهم ومسانيدهم تؤكد على ضعف دور العرب عند ظهور المهدي عليه السلام في آخر الزمان. واليك جملة منها:

جاء في صحيح البخاري ج8 س88-90 :

 باب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم  (ويل للعرب من شر قد اقترب).

  وجاء في فيض القدير شرح الجامع الصغير - للمناوي - ج 6 - ص 476 – 477, 9647 – في باب  (ويل ) كلمة تقال لمن وقع في هلكة ولا يترحم عليه بخلاف (ويح)  كذا في التنقيح ( للعرب ) يعني المسلمين ( من شر قد اقترب )  والخطاب للعرب.

وجاء في مسند احمد - للإمام احمد بن حنبل - ج 2 - ص 291, عن سعيد بن سمعان قال سمعت أبا هريرة يخبر أبا قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  قال يبايع لرجل ما بين الركن والمقام ولن يستحل البيت الا أهله فإذا استحلوه فلا يسأل عن هلكة العرب.

وجاء في فتح الباري ج 13 - ص 80

وأخرج أبو نعيم في ترجمة حسان بن عطية أحد ثقات التابعين من الحلية بسند حسن صحيح إليه قال لا ينجو من فتنة الدجال الا اثنا عشر ألف رجل وسبعة آلاف امرأة.

اقول  فاين المليار مسلم من ابناء العامة ,ام ان الوهابية هم الناجون فقط  وهل ان عددهم اثنا عشر الف؟؟؟.

وجاء في صحيح مسلم ج 8 - ص 207, وعن  جابر بن عبد الله يقول أخبرتني أم شريك انها سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم  يقول: (ليفرن الناس من الدجال في الجبال قالت أم شريك يا رسول الله فأين العرب يومئذ قال هم قليل).

وعند ابن ماجة في هذه الرواية زيادة تتحدث عن كون العرب القليل يتواجدون في بيت المقدس.

اذ يقول :- في سنن ابن ماجة   ج 2 - ص 1360 , (...حتى ينزل عند الظريب الأحمر ، عند منقطع السبخة . فترجف المدينة بأهلها ثلاثا رجفات . فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه . فتنفي الخبث منها كما ينفى الكير خبث الحديد . ويدعى ذلك ا ليوم يوم الخلاص) . فقالت أم شريك بنت أبي العكر : يا رسول الله ! فأين العرب يومئذ ؟  قال ( هم يومئذ قليل . وجلهم ببيت المقدس . وإمامهم رجل صالح . فبينما إمامهم قد تقدم يصلى بهم الصبح ، إذ نزل عليهم عيسى عليه السلام  بن مريم الصبح . فرجع ذلك الامام عليه السلام ينكص ، يمشى القهقرى ، ليتقدم عيسى يصلى بالناس . فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له : تقدم فصل . فإنها لك أقيمت . فيصلى بهم إمامهم). فهل العرب الموجودون الآن في ارض الجزيرة وعددهم بالملايين يدخلون في طاعة الدجال ام انه  يحصل شيء آخر لا نعلمه؟

فاين عرب الحجاز وشبه الجزيرة العربية

وجاء في مسند احمد بن حنبل - ج 5 - ص 31 ,عن  رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:  (يقول لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل حتى يقال من بقي من بني فلان فعرفت انه يعني العرب لان العجم إنما تنسب إلى قراها).

فهذا اعتراف صريح وواضح بان الذم الوارد في الروايات من مصادرهم  يقصد به العرب.

وبذلك لا يجوز لهم أن يقولوا ان الامام المهدي عليه السلام  يهلك العرب او ان روايات مصادر مدرسة اهل البيت عليهم السلام  تريد ان تنتقص من العرب او تذمهم. وتبين  ان هناك عداءا شخصيا  بين الامام المهدي عليه السلام  واتباع مدرسته للعرب.

فقد اتضح من خلال هذه الاخبار أن الذم للعرب وارد في الروايات من مصادرهم.

واتضح وسيتضح بشكل مفصل   انه ليس هناك عداء للعرب بل ان المتحدث والملايين من ابناء جلدته  من اشد الناس دفاعاً عن العرب وهم عربيو الاصل  الى الآف السنين, ولكن عندما تتعارض هويتان الهوية الاسلامية التي بها نحاسب عند الله سبحانه وتعالى والهوية العربية   فاننا نرتبط بهويتنا الاسلامية اكثر,  وهذا الذي فعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما ضيق العرب عليه الخناق فهاجر بدينه وقدم الهوية الدينية على الهوية القبلية.

 المحور الرابع:  هل تكفي رواية واحدة في اسقاط عقيدة؟!. وهل فعلا ان هذا الخبر موجود؟  ويظهر منه المضمون الذي ذكره الشيخ؟

ذكرنا في المحور الثاني في اثبات منهجية الاخبار ان الروايات التي تثبت العقائد ليست بمستوى الروايات التي تثبت الاحكام الفقهية.

 هذا من جهة ومن جهة  أخرى,   فاننا عندما نراجع هذا الخبر نجد ان ا لراوي له هو العلامة المجلسيH  في (بحار الانوار) جزء 51 ص 134 حيث قال في  الباب 11 باب نادر فيما اخبر به الكهنة واضرابهم فما وجد من ذلك مكتوبا في الالواح والصخور,  ثم ذكر هذا الخبر قائلا روى ابن عياش  في المقتضب عن الحسين بن علي بن سفيات  البزوفري عن محمد بن علي بن الحسن قال: البوشنجاني عن ابيه عن محمد بن سليمان عن ابيه عن النوشجاني بن البودمردان قال لما جلى الفرس عن القادسية وبلغ يزدجرد بن شهريار ما كان من رستم وادالة العرب عليه وظن ان رستم قد هلك والفرس جميعا وجاء مبادر واخبره بيوم القادسية وانجلائها عن خمسين الف قتيل خرج يزدجرد هاربا في اهل بيته ووقف في باب الايوان وقال السلام عليك ايها الايوان ها انذا منصرف عنك وراجع اليك انا أو رجل من ولدي لم يدن زمانه ولا آن اوانه قال سليمان الدليمي فنقلت  لابي عبد الله عليه السلام فسألته عن ذلك وقلت له ما قوله أو رجلا من ولدي فقال عليه السلام ذلك صاحبكم القائم عليه السلام بامر الله عز وجل السادس من ولدي قد ولده يزدجرد فهو ولده.

فهذه الرواية هي التي يستدل بها (شيخ صفا)  تجد انها لا سند لها وانما اودعها المجلسي كتابه لانه كتاب جامع للاخبار والاثار سواء صحت  ام لم تصح.

ونحن نطرح تحدينا  لهذا الشيخ ونقول له  من كل واحدة مئة نذهب إلى جوامع اخباركم وآثاركم وتذهبون إلى جوامع اخبارنا وآثارنا فالواحدة علينا بمئة ونرى من سيثبت عقيدته؟!  إذ لو اننا رجعنا إلى صحاح كتبهم كالبخاري ومسلم فضلا عن غيره من الصحاح الثمانية ومجاميع الاخبار الاخرى  لوجدنا المئات بل الالاف من الاخبار التي تتحدث عن امهات العقيدة في التوحيد والنبوة والعدل,  والالتزام بها يخرم دينكم  ويذبح اعتقادكم من الوريد إلى الوريد فهل يقبل هذا الشيخ بهذا التحدي ام انه سوف يقول ان  للعلم اصولا ولاقتفاء اثر الاخبار قواعد!.

المحور الخامس:  القتل الذي يحصل عند ظهور المهدي عليه السلام ما هو الملاك فيه؟ هل القومية ام عدم الايمان به عليه السلام؟, وبما جاء به من تصحيح للاسلام, وان المهدي عليه السلام عند الوهابية خليفة الله,  وهل يصح لنا ان نعترض على خليفة الله ام نأخذ منه الاحكام.

ان القتل الذي يحصل عند ظهور المهدي عليه السلام نحاكمه وفق نظرنا واتباعنا لاصول مدرسة اهل البيت عليهم السلام انه الإمام المعصوم عليه السلام  الذي لا يفعل عن هوى أو عصبية أو ميلا إلى عرق أو قومية فما يصدر من افعال لا محالة تمثل ارادة الله سبحانه وتعالى وعند غيرنا،  فان المهدي عليه السلام اذا خرج فعنوانه عندهم خليفة الله فهل يا ترى لو فعل ما فعل ايعترض عليه احد؟. الا يكون هذا الاعتراض اعتراضا  في مقابل النص,  الا يكون جرأة على الله بالتعدي على خليفته؟.

اذن فالمسألة ليست بأهواء وعصبية,  وليست خاضعة للمحاكمات التشويشية والصياح  ونعيق الغراب,  انما هي مسألة علمية تخضع لموازينها وتحاكم باصولها .

وها هي نتيجتها:

1-الرواية ضعيفة السند بل لا سند لها.

2-ان رواياتهم   شديدة الذم والتنكيل بالعرب زمن الظهور,  فهل هم من وهابية  الفرس والمجوس ام سيتخذون قومية أخرى؟

3-اننا نجد ان الباعث وراء ذلك كله هو الخوف من هذه النهضة الفكرية الدينية الاجتماعية للتشيع   خوفا من ان تجتاح الاوطان وتطيح  بالعروش.

العدد: ٢٠ / محرم الحرام / ١٤٣٢ هـ : ٢٠١٢/١٢/٠٩ : ٤.٧ K : ٠
: الشيخ حميد الوائلي
التعليقات:
لا توجد تعليقات.