رصدنا
رصدنا
صفحة الرصد المهدوي تهتم بتوثيق ونشر كل ما يتعلق بالقضية المهدوية من أخبار وموضوعات في المواقع الالكترونية والمنتديات والقنوات الفضائية والصحف والمجلات والإذاعات وتقويمها ورد الشبهات التي فيها إن كانت تتطلب ذلك خصوصا الموضوعات المنقولة من المواقع المخالفة للقضية المهدوية بهدف إطلاع القارئ على ما يدور في تلك المواقع ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وكذلك تحديد الايجابيات والسلبيات في كيفية تناول القضية المهدوية في تلك الوسائل والتواصل معها في سبيل تطوير الايجابيات ومعالجة السلبيات.
هيئة التحرير
المسيحيون الصهاينة والتمهيد لعودة المسيح المنتظر
الصهيونية حركة يهودية سياسية تهدف إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين, وذلك بتشجيع هجرة اليهود إلى فلسطين وشراء الأراضي لإقامة المستعمرات اليهودية هناك.
وكلمة (صهيونية) مشتقة من كلمة (صهيون) وهي احدى اسماء جبل صهيون والذي يعتبر الاقرب الى مكان بناء معبد الهيكل المزعوم, وتعّبر هذه الكلمة عن ارض الميعاد عندهم ، ولابد هنا من التفريق بين كلمتي صهيوني ويهودي, لانه ليس كل اليهود صهاينة وليس كل الصهاينة يهود.
ورصدنا في هذا العدد تسلط الضوء على الصهاينة من غير اليهود, ومايقومون به تمهيدا لعودة المسيح المنتظر الثانية.
النشأة:
ومن اولئك الصهاينة, هم المسيحيون المؤيدون للمبادئ الصهيونية القائمة أساساً على دعم حق (إسرائيل) في الوجود, واستمرارها. ويعتقد هؤلاء أن لليهود حقاً مقدساً في الأرض المقدسة - فلسطين- على اعتبار أنهم الشعب المختار.
نشأت المسيحية الصهيونية على حد قول مؤسسيها على أساس كلمة (الرب)، ووعده لبني (إسرائيل) بالعودة وتأسيس دولتهم من جديد, لذلك فنشأتها في الأصل سياسية على أساس ديني.
وتعد الأصولية المسيحية عنصرا أساسيا في التاريخ الديني و الاجتماعي و السياسي الغربي, وقد انتعشت في البيئات البروتستانتية, وبلغت ذروتها في القرن التاسع عشر, مع بداية التوسع الاستعماري و الإمبريالي، حيث كان مركزها في البداية أوربا, لكنها انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاحقا, و أصبحت نصيرة الحركة الصهيونية العالمية, والعاملة على تحقيق أهدافها.
وقد بدأت ملامح المسيحية الصهيونية تتبلور منذ القرن السادس عشر الميلادي على يد مسيحيي بريطانيا، ففي هذا القرن بدأت الكنيسة في روما تفقد السيطرة على بعض الكنائس الأخرى وخاصة في بريطانيا وبدأت الحركة البروتستانتية بالظهور، و في القرن الثامن عشر بدأت حركة المسيحيين الصهاينة بالنمو بعد انضمام عدد من الكتاب والسياسيين الأوروبيين ورجال الدين إليها. وكان أشهر هؤلاء (ثوماس نيوتن)، راهب مدينة بريستول. ومع بداية الثورة الفرنسية وحروب نابليون بونابرت التوسعية شهدت المسيحية الصهيونية فترة ذهبية من عمرها. وفي القرن التاسع عشر استمرت المسيحية الصهيونية بالنمو, ومع بدايات القرن العشرين اتسعت بشكل كبير ونجحت الحركة في زرع رجالها في حكومات بعض الدول وخاصة بريطانيا، فرئيس وزرائها (ديفيد لويد جورج) كان أشد إخلاصاً للصهيونية المسيحية من وزير خارجيته اللورد جيمس آرثر. وذكر الصحفي (كريستوفر سايكس) أن مستشاري لويد جورج كانوا عاجزين عن إقناعه بتغيير رأيه بشأن فلسطين خلال المباحثات التمهيدية التي أدت إلى توقيع اتفاقية فرساي, وذلك كونه مسيحياً صهيونياً متعصباً.
ابرز رجالها:
في عام 1587م تمّ حرق رجل يدعى (فرانسيس كيت) لإشهاره نبوءة الإنجيل بعودة اليهود إلى ما دعاه أراضيهم.
وفي عام 1607 نشر رجل الدين المسيحي (توماس برايتمان) في بازل - سويسرا كتاباً بعنوان ((كشف الستار عن سفر الرؤيا)) أشار فيه إلى أن الأنبياء كافة تحدثوا عن عودة اليهود وتجمعهم مرة أخرى في فلسطين. وهو من أوائل الذين كتبوا عن اليهود وحقهم الديني في فلسطين، ودعا البريطانيين إلى تأييد هذا الحق.
وأكد السفير الفرنسي في الدنمارك (إسحق دي لا بييرر) 1594 - 1676) في أحد كتبه على أن عودة اليهود إلى فلسطين مؤكدة.
وفي عام 1621 كتب (هنري فينش) أحد أبرز أعضاء مجلس النواب البريطاني إن اليهود سيعودون إلى ديارهم وإنهم سيرثون تلك الأراضي التي كانت ملكهم يوما ما وسيعيشون بأمان، وسيبقون هناك إلى النهاية وأن الله سيبارك الشعوب التي تؤيد اليهود.
واستمر رجال الدين الأنجليكانيين ببثّ أفكارهم حول حق اليهود في فلسطين, واعتبروها الخطوة الأولى الممهدة لعودة السيد المسيح عليه السلام، فقد نشر (لويس واي) مقالات عديدة في مجــلة ((التفسير اليهودي)) وجدت بعض الصدى في المجتمع البريطاني.
وسار رجل الدين الايرلندي (جوم نيلسون داربي) (1800 - 1881) على نهج صاحبه وكتب ((الولادة الأخرى للمسيحيين)) و((الفرحة الكبرى)) حيث كانت عودة اليهود وإعادة بناء دولتهم هي محور طروحاته الفكرية.
اما (داربي) فقد استمر في عمله التنصيري مدة 60 سنة, قام خلالها بستّ جولات في الولايات المتحدة زرع خلالها بذور المسيحية الصهيونية فيها.
واشتهر من رجالها في هذه الفترة كل من (أنطوني أشلي كوبر وإيرل شافتيسبيري) الذي أشار في مذكراته إلى أن كل الإشارات التي تتحدث عن عودة اليهود إلى فلسطين هي صحيحة. وكان شافيتسبيري من المقربين من زعماء مجلس النواب البريطاني ونشر عام 1839 مقالاً تحت عنوان ((الدولة والبعث اليهودي)) دعا فيه إلى تشجيع اليهود على العودة إلى فلسطين بأعداد كبيرة ليعودوا ملاّك أراضي الجليل ويهودا على حد قوله، وشافتسبيري هو أول من أطلق دعوة ((أرض بلا شعب لشعب بلا أرض)). واستمر بدعوته 57 سنة ووجدت هذه الدعوة صدى إيجابيا بين السياسيين، الصحافيين ورجال الدين المسيحيين في كل من بريطانيا واميركا. وبلغ تأثير شافيتسبيري ذروته عام 1838 حين تمكن من إقناع حكومة بلاده بافتتاح قنصلية لها في القدس لتكون أول بعثة رسمية لبريطانيا إلى أرض فلسطين. تبع ذلك تعيين اليهودي (ميخائيل سلمون ألكسندر) كاهناً أنجليكانياً للقدس.
وعرفت الحركة منظّراً بارزاً في الترويج لأفكارها هو (تشارلز هنري تشرشل) الذي كان موفد بريطانيا إلى دمشق. وأرسل تشرشل في عام 1841 إلى (موسى مونتيفيور)، أحد المموّلين اليهود رسالة أشار فيها إلى أنه على يقين من أن إقامة دولة لليهود في فلسطين, وهو أمر قابل للتحقيق على شرط تحقيق أمرين: أولهما، أن على اليهود أخذ زمام المبادرة والبدء بالتحرك. وثانيهما، إن على الدول الأوروبية مساعدتهم في ذلك.
ومن المنظرين البارزين لهذه الحركة (جورج غاولار) (1796 - 1869) الذي نشر كتاباً تحدث فيه عن يقينه بقرب عودة اليهود إلى فلسطين.
وهناك رجالا مخلصون لمبادئ المسيحية الصهيونية عرف منهم (إدوارد كازاليت) 1827 - 1883) وهو صناعي بريطاني، و(لورانس أوليفانت) (1829 - 1931) والاميركي وليم بلاكستون الذي كان يلقب ((بالاميركي المسيحي أب الصهيونية)). ففي عام 1891 قاد بحملة شعبية وإعلامية ضخمة للتأثير على الرئيس الاميركي بنيامن هريسون مطالباً إياه بتأييد إقامة دولة لليهود في فلسطين. والغريب في الأمر إن بلاكستون لم يكن يهودياً إنما مسيحياً صهيونياً.
أما مموّلو هذه الحملة فقد كان منهم الملياردير ورجل النفط (جون روكفلر)، والإعلامي البارز (شارلز سكريبنر) والصناعي مورغان.
وعرفت الحركة كذلك رجلاً بارزاً من أعلامها هو (وليم هيتشلر) (1845 - 1931) المسؤول الديني في السفارة البريطانية في فيينا، وكانت لهيتشلر علاقات مع (ثيودور هيرتزل). الذي أمضى 30 سنة في خدمته للصهيونية وللحركة اليهودية رغم كونه مسيحياً. وحضر المؤتمر الأول للحركة الصهيونية العالمية الذي عقد في بازل - سويسرا في أغسطس عام 1897. وقد استغل هيتشلر منصبه السياسي للترويج لأفكاره بين النخب السياسية الحاكمة في أوروبا و قد قام بترتيب لقاءات لهيرتزل مع زعماء أوروبيين أبرزها مع قيصر ألمانيا وآخر مع السلطان العثماني. وكان للقاء هيتشلر مع جيمس بلفور عام 1905 أكبر الأثر في صدور وعد بلفور المشؤوم بإقامة دولة لليهود في فلسطين عام 1917.
وكان جيمس آرثر بلفور وزير الخارجية البريطاني مسيحيا صهيونيا كما ذكرت ابنة أخته ومؤلفة سيرته الذاتية (بلانش دوغديل).
المعتقدات والافكار:
-يعتقد المسيحيون الصهاينة أن قيام دولة إسرائيل الحديثة شرط أساس من أجل العودة الثانية للمسيح وقيام معركة (أرمجدون) النهائية حيث يهزم المسيح أعداء المسيحية-حسب ما يقولون-كما يعتقدون بعودة كل يهود العالم إلى فلسطين لإقامة دولة إسرائيل التي ستفرض سيطرتها على كل الأراضي الممتدة من النيل إلى الفرات وإعادة بناء هيكل سليمان في مكان قبة الصخرة المقدسة لدى المسلمين بمدينة القدس.
و يؤمن المسيحيون الصهاينة بأن الله قد قال لإبراهيم عليه السلام أن الله سيبارك من يبارك اليهود وسيلعن من يلعنهم، وأن حب الله لأحد يأتي من خلال حب اليهود. -وحسب رأي المسيحيين الصهاينة- إلى ضرورة دعم اليهود سياسياً واقتصادياً وأخلاقياً ودينياً من قبل كل من يؤمن بذلك. ويعتقدون بأن الله سيحقق وعده لليهود بإقامة الدولة المزعومة مهما طال الزمن. كما يؤكدون أن وعد الله لهم قد تم خلال نفي البابليين لهم في القرن الخامس قبل الميلاد.
-اما الأساس الثاني الذي تقوم عليه مبادىء المسيحية الصهيونية هو مبدأ الاختيار، فبنظرهم أن الرب قد اختار اليهود كشعب مفضل فوعده للنبي إبراهيم عليه السلام وابنائه عليهم السلام بإعطاء فلسطين لليهود هو وعد أبدي وليس مشروطاً بسلوك معين كي يستحقوا ذلك أو يحرموا منه، وبالتالي فهم أصحاب حق في أرض فلسطين، خاصة وأن الله رغم عصيانهم له وكفرهم بنعمه لم يحرمهم هذا الحق. ورغم أنه قد قضى بتشريد اليهود من أرض فلسطين على يد الكلدانيين عام 586 ق.م. والرومان عام 70 ق.م. إلا أنه -على حد زعمهم- قد وعدهم بالعودة وإقامة دولتهم من جديد.
-وأخيراً يعتبر مبدأ البعث أو الإحياء الركنً الأساس في الاعتقاد الديني والثقافي للمسيحية الصهيونية. وان وعد الله لإبراهيم وأبنائه عليهم السلام ما زال قائماً, وعليه فيجب على اليهود والمسيحيين الذين يدورون في فلكهم العمل على تحقيق هذه النبوءة التوراتية حيث يقول (لويس سبيرري شافر) رئيس ومؤسس كلية الدراسات الدينية في دالاس، وهي واحدة من اشهر معاهد التدريس الديني ذي الفكر المسيحي الصهيوني في العالم، إن (إسرائيل) أمّة خالدة ترث أرضاً أبدية وتقيم مملكة خالدة على مدى العصور وتحكم بشريعة داوود أبد الدهر).
وتؤكد معظم الدراسات بان الكنائس كانت المغذي والمحرك الأول لانطلاقة المسيحية الصهيونية في أمريكا والتي أمنت (بالالفية)، وهي تقوم على نوع من (المهدية المسيحية) التي تقول: لا بد من أن يتغير العالم على يد المسيح العائد حيث تأثرت الصهيونية المسيحية بحركات ثلاث تنطلق جميعها من النبوءات الدينية التوراتية. الأولى تهتم بقضية مؤشرات نهاية الزمن، وتهتم الثانية بقضية التقرب من اليهود من أجل المسيح، أما الثالثة فإن اهتمامها يتركز على الدفاع عن إسرائيل وعلى مباركتها، ورغم تباين هذه الاهتمامات، وتناقضها أحيانا، فإنها تلتقي حول التأويل الحرفي للتوراة، والإيمان بأن المستقبل الكارثي للإنسانية أمر مبرمج ومقرر إلهيا، وثم حول وجوب مساعدة اليهود على التجمع في فلسطين.
ظاهرة المحافظين الجدد
يخطىء من يتصور أن ظاهرة المحافظين الجدد في امريكا أو من يسمون أحياناً بتيار (المسيحية الصهيونية) هو تيار جديد يعود فقط إلى منتصف القرن الماضي, لأن الحقائق التاريخية تعود بها إلى (مارتن لوثر 1483-1546) الذي اتصف بزعامة حركة الإصلاح الديني داخل الكنيسة الغربية ,وأعطي ألقاباً لا يستحقها,لأنه في محصلته الأخيرة كان هو الأب المؤسس لهذه المسيحية الصهيونية بكل عدوانيتها على حقوق وعقائد الغير وبخاصة المسلمين, وهناك عشرات الصحف الأميركية التي تعمل في خدمة هذا اللوبي الصهيوني أو التيار المحافظ أو المسيحية الصهيونية, فكلها مترادفات لعصابة واحدة خطفت أميركا كلها لمصلحة إسرائيل.
وهناك مؤسسات إعلامية تحمل لواء التيار الأصولي الصهيوني, منها مؤسسة (بنادور) للعلاقات العامة والتي من بين مؤسسيها (ريتشارد بيرل وجيمس ووليسي) رئيس ال CIA الأسبق,بالاضافة إلى مجموعة الصحف التي يمولها الملياردير اليهودي (روبرت ميردوخ) وكذلك المجلس الذي أسس عام 1985 وهو مؤسسة تتكون من 30 عضواً ترسم وتخطط لفكر وقرارات المحافظين الجدد ومؤسسها هم مجموعة من العسكريين والسياسيين السابقين ذوي الرؤية الأصولية الصهيونية, وكان يرأسه (دوغلاس فيث), ومن أعضائه (كين أدلمان وريتشارد بيرل) وهو من أعز أصدقاء وزير الدفاع الأميركي الحالي دونالد رامسفيلد,وداخل هذا المجلس يوجد أيضاً (هنري كيسنجر) وزير الخارجية السابق و(توم فولي ونيوت غينغريتش),اللذان كانا رئيسين سابقين لمجلس النواب الأميركي.
وهناك مراكز بحثية وصحف تعمل في خدمة هذا التيار المحافظ وتدفع في اتجاه نشر افكاره وأبرزها: معهد هدسون - مؤسسة هرتدج/التراث/- معهد أمريكان انترابرايز- المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي- مراكز دراسة السياسة - منتدى الشرق الأوسط- معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط- معهد أبحاث ميديا الشرق الأوسط/ميمري والذي أسسه بالمفارقة الضابط الإسرائيلي ايجال كارمون وهو مستشار سابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي في شؤون الإرهاب!! وهذا المعهد ينشر كل ماينسب للعرب والمسلمين باسم معاداة السامية.
النشاطات الاعلامية:
اقتحم القس (جيري فولويل) الحياة السياسية الأمريكية في مطلع الستينيات ببرامج متلفزة ومسموعة, من بينها برنامج (ساعة من إنجيل زمان ) والذي يبدو فيه أكثر تشدداً في دعم (إسرائيل) من كثير من اليهود الأمريكيين, ولم تقف طموحاته عند حدود الوعظ, بل عمل على بناء مؤسسات تعليمية تملك أجهزة إعلامية, وتأسيس منظمة سياسية للعمل السياسي باسم (منظمة الأغلبية الأخلاقية) لممارسة الضغط على الكونجرس والإدارة الأمريكية.
اما القس (مايك ايفانز) فمن اهم برامجه الاستعراضية المرئية برنامج يسمى (إسرائيل مفتاح أمريكا للبقاء), الذي اعتاد أن يستضيف في برامجه قادة من (إسرائيل), وتغطي برامجه أكثر من 25 ولاية أمريكية, وبضمنها الإعلانات الصحفية الباهظة الثمن دعماً لإسرائيل ولسياساتها, ويرى أن بقاء (إسرائيل) حيوي لبقاء أمريكا, وأنتج فيلماً واسع الانتشار أسماه (القدس دي. سي) ويعني ذلك القدس عاصمة داوود, مستخدماً حرفـي(D) و(C) ليـرتبـط هـذا المسمـى في أذهان الأمريكيين بحرفي D وC فـي عاصمتهم واشنطـن دي. سي (Districtof Colombia), بهدف التدليل على أن القدس هي عاصمة (إسرائيل) مثلما أن واشنطن هي عاصمة الولايات المتحدة.
ومن بين المنظمات التي تمارس أساليب الضغط السياسي (اللوبي) مؤسسة (جبل المعبد), ولها امتداداتها داخل (إسرائيل) وتركز هدفها على إنشاء (الهيكل) في القدس, ولها شبكة هائلة من المتعاونين معها من رجال أعمال وقساوسة ولها فروعها في عدد من المدن الأمريكية, كما أن لها تفرعاتها على شكل لجان كنسية, وتعمل في مدينة القدس, وهي توفر الدعم المالي لغلاة اليهود العاملين على هدم المسجد الأقصى وبناء (الهيكل) مكانه, كما توفر دعماً قانونياً لأولئك اليهود الذين اقتحموا المسجد الأقصى واعتدوا عليه, وتجمع الأموال المعفاة من الضرائب وتبعث بها إلى (إسرائيل), كما تقوم بشراء الأراضي في الضفة الغربية المحتلة لمصلحة الإسرائيليين وبخاصة في القدس الشرقية وضواحيها, كما تتولى عمليات تدريب الكهنة اليهود وإعدادهم, وتجنيد خبراء في الآثار والتصوير وإيفادهم إلى فلسطين للتنقيب تحت المسجد الأقصى.
وهناك العديد من المنظمات الصهيونية المسيحية من أمثال منظمة (مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل) التي تأسست في عام 1975, و(الصندوق المسيحي الأمريكي لأجل إسرائيل), المتخصص في شراء الأراضي العربية وحيازتها لأغراض بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية, وكذلك (الرابطة الصهيونية المسيحية لدعم إسرائيل), و(وسطاء لأجل إسرائيل), و(الكونجرس المسيحي الوطني) الذي يشارك فيه رهبان كاثوليك وقساوسة بروتستانت.
ومن المنظمات الصهيونية المسيحية النشيطة داخل (إسرائيل) نفسها, المنظمة المسماة بـ(السفارة المسيحية الدولية) وقد جاء تأسيسها تعبيراً, وتأكيداً لأهمية العمل المسيحي, نيابة عن (إسرائيل), وقد تأسست عام 1980 وبحضور أكثر من ألف رجل دين مسيحي يمثلون 23 دولة, وافتتحت لها فروعاً في عدد كبير من عواصم العالم, ولها أكثر من عشرين مكتباً في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويقدر عدد المنظمات التابعة للمسيحيين الصهاينة في اميركا والعالم بما يزيد على 250 منظمة.
كلمة رصدنا:
المقام لايتسع لذكر جميع التفاصيل المتعلقة بهذه المنظمات وعملها السياسي ذي الطابع الديني الذي يسعى لتحقيق هدفها وهو السيطرة على العالم من خلال التمهيد لعودة المسيح المنتظر وقمع كل من يخالفهم.
وعليه لابد من توخي الحذر من هكذا منظمات من جهة, ودراسة منهجها في العمل من جهة اخرى, علما ان قيام دولة اسرائيل لديهم شرط لمجيء السيد المسيح المنتظر.
وبعقيدتنا ان هذه الدولة زائلة علي يد الإمام المهدي عليه السلام كما اخبر عن ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا *فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاَهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولاً *ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا *إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا).
لذلك نجد ان هناك تيارا يهوديا متشددا يرفض قيام دولة لإسرائيل خشية تحقق هذا الوعد الإلهي مثل (يهود جبل جزريم) في نابلس الذين يرفضون الصهيونية يرفضون العقيدة التلمودية اصلا، كذلك عقيدة الشعب المختار, وهم لا يسعون للسيطرة على العالم مثل بقية اليهود، وينطبق نفس الأمر أيضا على فرقة (اليهود القرائين)، وغيرهم من الذين يرفضون إسرائيل وسياستها العنصرية, ويرفضون تعنتها في وجه السلام، وهذا الرفض لاينطلق من منطلق إنساني، وإنما خوفا على إسرائيل وشعبها اليهودي ورغبة في إنقاذهم لاعتقادهم بأن إسرائيل زائلة.