الإمام الثاني عشر ولادته وعهد الإمامة
الإمام الثاني عشر عليه السلام ولادته وعهد الإمامة
السيد هادي عيسى الحكيم
من المتعارف عليه عند بني البشر انهم اذا ارادوا اثبات ولادة احدهم فانهم يسألون في ذلك القابلة التي تولت امر ولادته.
اما وقد اثيرت التساؤلات في امر ولادة ولي الله الاعظم الحجة بن الحسن عليه السلام،فها هي السيدة حكيمة (رضوان الله عليها) تتحدث بهذا الخصوص.
فقد روى الشيخ الصدوق في كتابه (اكمال الدين) ص400 بسنده عن موسى بن احمد بن القاسم بن حمزة بن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام قال : حدثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن - علي بن أبي طالب عليهم السلام، قالت : بعث إلي أبو محمد الحسن بن عليL فقال : يا عمة اجعلي إفطارك هذه الليلة عندنا فإنها ليلة النصف من شعبان فإن الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة وهو حجته في أرضه ، قالت : فقلت له: ومن أمه ؟ قال لي : نرجس، قلت له : جعلني الله فداك ما بها أثر، فقال : هو ما أقول لك، قالت : فجئت ، فلما سلمت وجلست جاءت تنزع خفي وقالت لي : يا سيدتي وسيدة أهلي كيف أمسيت ؟ فقلت: بل أنت سيدتي وسيدة أهلي ، قالت : فأنكرت قولي وقالت : ما هذا يا عمة ؟ قالت : فقلت لها : يا بنية إن الله تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيدا في الدنيا والآخرة قالت : فخجلت واستحيت. فلما أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت وأخذت مضجعي فرقدت، فلما أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث ثم جلست معقبة ، ثم اضطجعت ثم انتبهت فزعة وهي راقدة ، ثم قامت فصلت ونامت قالت حكيمة : وخرجت أتفقد الفجر فإذا أنا بالفجر الأول كذنب السرحان وهي نائمة فدخلني الشكوك، فصاح بي أبو محمد عليه السلام من المجلس فقال : لا تعجلي يا عمة فهاك الامر قد قرب، قالت : فجلست وقرأت ألم السجدة ويس، فبينما أنا كذلك إذ انتبهت فزعة فوثبت إليها فقلت : اسم الله عليك ، ثم قلت لها : أتحسين شيئا ؟ قالت : نعم يا عمة ، فقلت لها : اجمعي نفسك واجمعي قلبك فهو ما قلت لك ، قالت : فأخذتني فترة وأخذتها فترة فانتبهت بحس سيدي فكشفت الثوب عنه فإذا أنا به عليه السلام ساجدا يتلقى الأرض بمساجده فضممته إلي فإذا أنا به نظيف متنظف فصاح بي أبو محمد عليه السلام هلمي إلي ابني يا عمة فجئت به إليه فوضع يديه تحت أليتيه وظهره ووضع قدميه على صدره ثم أدلى لسانه في فيه وأمر يده على عينيه وسمعه ومفاصله ، ثم قال : تكلم يا بني فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم صلى على أمير المؤمنين وعلى الأئمة عليهم السلام إلى أن وقف على أبيه، ثم أحجم . ثم قال أبو محمد عليه السلام : يا عمة اذهبي به إلى أمه ليسلم عليها وائتني به ، فذهبت به فسلم عليها ورددته فوضعته في المجلس ثم قال : يا عمة إذا كان يوم السابع فأتينا قالت حكيمة : فلما أصبحت جئت لأسلم على أبي محمد عليه السلام وكشفت الستر لا تفقد سيدي عليه السلام فلم أره، فقلت : جعلت فداك ما فعل سيدي ؟ فقال : يا عمة استودعناه الذي استودعته أم موسى موسى عليه السلام .
وبعد ان ولد الإمام المهدي عليه السلام كان ابوه الحسن العسكري عليه السلام يخفيه ويستر امره عن الناس الا ان خواص شيعته الذين يثق بهم وبمحافظتهم على اسرار اهل البيت عليهم السلام وكان المعتمد العباسي يلتمس انواع الحيل في قتل الإمام العسكري عليه السلام حتى دس اليه السم فلما مرض وكّل به عشرة من ثقاته بلزومه ليلاً ونهاراً وأمر المتطببين بالاختلاف اليه صباحاً ومساءً واظهر ان الغرض من ذلك ان يتعاهدوا خدمة الإمام عليه السلام ولكن غرضه الحقيقي الإطلاع على ولده المهدي عليه السلام وما زال الاطباء يتعاهدونه وثقاة المعتمد العباسي العشرة ملازمين له حتى حضرته عليه السلام الوفاة _وحينما خرجوا من عنده آيسين من اطلاعهم على ولده قيض الله له رجلاً من شيعته الثقاة فدخل ليعوده هو وابو سهل اسماعيل بن علي النوبختي على ما رواه عنه الشيخ الطوسي في كتابه (الغيبة) بسنده انه قال دخلت على ابي محمد الحسن عليه السلام في مرضه التي مات فيه وانا عنده اذ قال لخادمه عقيد وكان قد خدم من قبله على بن محمد عليه السلام وهو الذي ربى الحسن عليه السلام فقال له ياعقيد اغل لي ماءً بمصطكي فاغلى له،ثم جاءت به صقيل الجارية ام الخلف عليه السلام فلما صار القدح في يديه قال لعقيد ادخل البيت فانك ترى صبياً ساجداً فاتني به قال ابو سهل: قال عقيد فدخلت اتحرى فإذا انا بصبي ساجداً رافعاً سبابتيه نحو السماء فسلمت عليه فأوجز في صلاته فقلت ان سيدي يامرك بالخروج اليه ،اذ جاءت امه صقيل فاخذت بيده واخرجته إلى ابيه الحسن عليه السلام قال ابو سهل : فلما مثل الصبي بين يديه عليه السلام سلم واذا هو دري اللون وفي شعر رأسه قطط مفلج الاسنان.
فلما رآه الحسن عليه السلام بكي وقال: ياسيد أهل بيته اسقني الماء فاني ذاهب إلى ربي واخذ الصبي القدح المغلي بالمصطكي بيده ثم حرك شفتيه ثم سقاه،فلما شرب قال هيئوني للصلاة فطرح في حجره منديلاً فوضأه الصبي واحدة واحدة ومسح على رأسه وقدميه،فقال له ابو محمد عليه السلام (ابشر يابني فأنت صاحب الزمان وانت المهدي وانت حجة الله على ارضه وانت ولدي ووصي وانت خاتم الائمة الطاهرين وبشر بك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسماك وكناك بذلك،عهد الي ابي عن آبائك الطاهرين صلى الله على اهل البيت عليهم السلام ربنا انه حميد مجيد ومات الحسن عليه السلام بن علي من وقته).