من فقهائنا
سلسلة من المقالات تسلط الضوء على حياة الفقهاء النواب للإمام المهدي القائم عليه السلام
من فقهائنا
آية الله العظمى الشهيد الشيخ علي الغروي قدس سره
ولادته ونشأته قدس سره:
ولد الشيخ علي بن الشيخ اسد الغروي التبريزي سنة ( 1349 هـ ) في مدينة تبريز ، وتوفي والده وعمره لم يتجاوز السنتين ، فنشأ في أحضان السيدة العلوية والدته ، فأفاضت عليه من حنانها وغذّته مكارم الأخلاق ، وحثته منذ الصغر على طلب العلم .
دراسته قدس سره :
توجه نحو طلب العلم في محل ولادته وهو لم يتم السنة السادسة من عمره . بعد أن أنهى دراسة المقدمات وجزءاً من مرحلة السطوح العالية ، هاجر إلى الحوزة العلمية في مدينة قم لمواصلة دراسته .
أنهى دراسة السطوح بما فيها السطوح العالية ، ثم درس إلى جانبها العلوم الفلسفية .
عندما بلغ عمره ستة عشر عاماً أخذ يحضر دروس البحث الخارج في حوزة قم ، وبقي مواظباً على ذلك مدة خمس سنوات .
هاجر إلى النجف الأشرف لمواصلة دراسة البحث الخارج وبدأ يحضر حلقات الدرس عند علمائها المعروفين .
أساتذته قدس سره :
نذكر منهم :
1-آية الله السيد محمد حجت الكوهكمري .
2- آية الله العظمى السيد أحمد الخونساري .
3- آية الله العظمى الشيخ عباس علي الشاهرودي .
4- آية الله العظمى الشيخ حسين الحلّي .
5- آية الله العظمى الشيخ باقر الزنجاني .
6- آية الله العظمى السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي .
مكانته العلمية قدس سره :
بدأت علامات النبوغ عنده منذ الصغر ، فقد كان من مقرري درس استاذه السيد الكوهكمري وعمره لم يتجاوز العشرين عاماً .
وفي بداية العقد الثالث من عمره أي في عام ( 1379 هـ ) شرع بإلقاء دروسه في البحث الخارج ،وكان مجلسه عامراً بالفضلاء والنخبة الواعية من طلاب العلوم الدينية .
أمّا عن أسلوبه في التدريس، فإنه كان يعتمد على العبارات السلسة في إيصال المادة إلى الطلاب ،لذلك كان ينتفع بدرسه طالب الحوزة الذي دخل البحث الخارج تواً كما ينتفع منه السابقون .
وكان ( رحمه الله ) يدعو إلى التجديد في طريقة تدريس علمي الفقه والأصول بالابتعاد عن البحوث المتشعبة التي لا نفع فيها ،حتى تثبت الأفكار الأساسية في عقول الطلاب بدون لبس وتشويش .
سيرته قدس سره :
كان الشيخ الغروي داعياً إلى سيرة الأئمة المعصومين عليهم السلام بالصمت كما دعا الإمام الصادق عليه السلام، والدعوة الصامتة التي قصدها هي التطبيق العملي لسيرة أهل البيت عليهم السلام.
كما كان دقيقاً في صرف الأموال الشرعية حتى أن استاذه السيد الكوهكمري قال في إحدى المرّات :
أتمنى لو جمعت الحقوق الشرعية في بيت وجعلت مفاتيحه في يد الشيخ الغروي .
وبالاضافة إلى ذلك كان الشيخ شديد الالتزام بالعبادات المستحبة جاهداً على ترك المكروهات ،موطناً نفسه على إقامة شعائر الله وعلى رأسها زيارة الإمام الحسين عليه السلام في كل ليلة جمعة، وقراءة زيارة عاشوراء كلَّ يوم في مرقد أمير المؤمنين عليه السلام.
أقوال العلماء فيه قدس سره :
1ـ قال فيه آية الله العظمى السيد الخوئي قدس سره :
بلغ الشيخ الغروي بحمد الله الدرجة العالية في كل ما حضره من أبحاثنا في الفقه والأصول والتفسير ، وأنعش آمالي ببقاء نبراس العلم في مستقبل الأيام ، فلم تذهب أتعابي بل أثمرت تلك الجهود بوجود أمثاله من العلماء, فللّه درّه فيما كتب ودقق وحقق .
2ـ قال فيه آية الله العظمى السيد الكوهكمري : لا أعلم أيّهما أطوع للشيخ الألفاظ أم الخاتم الذي يديره في إصبعه كيف يشاء !
مؤلفاته قدس سره :
لا تزال أكثر مؤلفات الشيخ الغروي مخطوطة ، ونأمل من المؤسسات المعنيّة السعي نحو إحيائها ،وبهذه المناسبة سنذكر المطبوع منها :
1ـ التنقيح : وهو تقريرات دروس البحث الخارج في الفقه لأستاذه السيد الخوئي قدس سره، في عشرة مجلدات .
2ـ الرسالة العملية : في العبادات والمعاملات لمقلديه .
شهادته قدس سره :
اغتيل على يد النظام الصدامي بحادثة غدر دنيئة مدبرة, نفذت من قبل عصابات النظام وذلك في الطريق بين مدينتي النجف الأشرف وكربلاء المقدسة بعد رجوعه من زيارة الامام الحسين عليه السلام وذلك في 23 صفر عام 1419 هـ ( حزيران 1998م).
ودفن في مقبرة (وادي السلام) في النجف الاشرف.