توحيد الكلمة بملاحظة الجهات المشتركة
توحيد الكلمة بملاحظة الجهات المشتركة
الشيخ حسين الأسدي
هناك حقيقة تكوينية تحكم أفراد البشر _ما عدا المعصومين _–هي أن ابن آدم خطّاء ، فرداً كان أو جماعة.
وتقابل هذه الحقيقة حقيقة أخرى هي أنه لا يوجد إنسان هو مجموعة من السيئات والنقائص والسلبيات ، ولا وجه مشرق لوجوده، كلا ، بل مهما كان له من سيئات ، فلا بد أن يكون له وجوه أخرى حسنة ، وهذا يعني أنه مهما اختلفت الآراء والأفكار بين الأفراد والجماعات ، فلا بد أن توجد أرضية اتفاق فيما بينهم.
وهذا يعني أنه يمكن جمع الشتات بملاحظة تلك المشتركات، أي يمكن لشخص ما أن يعمل على توحيد نظرات المختلفين بملاحظة المشتركات بينهم ، ويمكنه فيما بعد أن يلقي عليهم ما يريد من أفكار ورؤى ، لينخرط الجميع تحت لوائه.
ومن خلال هذه الحقيقة يمكن أن نفهم انخراط كثير من الفئات المنحرفة – خصوصاً الغربية منها - تحت الدعوة المهدوية زمن الظهور ، خصوصاً ونحن نعرف أن هناك عدداً يعتد به من السلوكيات الغربية هي في الحقيقة أخلاق إسلامية يمكنها أن تكون المنطلق لتوحيد الكلمة ، كلمة التقوى الموحدة بين البشر.
ولعل الروايات تشير إلى ذلك عندما ذكرت أن هناك عدداً من البلدان تخضع للفتوحات السلمية من دون أن تقاتل الإمام المهدي عليه السلام، مثل ما ورد في غيبة النعماني ص 334 عن الإمام الصادق عليه السلام : إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض في كل إقليم رجلا يقول : عهدك في كفك فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفك واعمل بما فيها ، قال : ويبعث جندا إلى القسطنطينية ، فإذا بلغوا الخليج كتبوا على أقدامهم شيئا ومشوا على الماء ، فإذا نظر إليهم الروم يمشون على الماء قالوا : هؤلاء ‹ أصحابه يمشون على الماء ، فكيف هو ؟ ! فعند ذلك يفتحون لهم أبواب المدينة ، فيدخلونها فيحكمون فيها ما يريدون).
كذلك إيمان كثير من اليهود والنصارى عندما يرون المسيح عليه السلام يصلي خلف المهدي المنتظر عليه السلام. في إشارة من المسيح عليه السلام إلى الأرضية المشتركة بينه وبين المهدي عليه السلام، بالإضافة إلى الإشارة الواضحة إلى أفضلية المهدي عليه السلام من خلال ذلك التقديم.