أقلامهم تتحدث عن المهدي ودولة آخر الزمان
أقلامهم تتحدث عن المهدي عليه السلام ودولة آخر الزمان
احمد الجزائري
يعتبر الالباني ناصر الدين من العلماء السلفيين المعاصرين الذي اسهم كثيرا في ارساء دعائم المذهب السلفي وله مؤلفات كثيرة في اصول العقيدة واصول الفقه، وفتاوى شملت اغلب وقائع الحياة وله المام بالقضايا التاريخية وتحقيقات في علم الرجال, ويعتبر الركن الثاني من اركان المدرسة السلفية في عقد الثمانينات بعد الشيخ ابن باز مفتي السعودية.
الكلام الذي يصدر من الالباني باعتبار ان له مساحة واسعة وجمهوراً عريضاً لان من يتبع كلامه جمهور غفير من المدرسة السلفية, فهو ذا قيمة عالية لكونه عنصر احتجاج يضاف الى العناصر التي تتمتع بها القضية المهدوية.
يقول ناصر الدين الالباني في مجلة (التمدن الاسلامي) المنتشرة سابقا في دمشق وهي مجلة مشهورة ومعروفة بمقال له حول المهدي عليه السلام: (اما مسالة المهدي فليعلم ان في خروجه احاديث كثيرة صحيحة, ثم يقول وانا مورد هنا امثلة منها ثم معقب ذلك بدفع شبهة الذين طعنوا فيها ويذكر حديث (لو لم يبق من الدنيا الا يوم) ثم يذكر طرق الحديث, فيقول عليه السلام (بعد ذلك الاحاديث الواردة في المهدي عليه السلام على اختلاف رواياته كثيرة جدا تبلغ حد التواتر), ثم ياتي الى ذكر شبهات حول احاديث المهدي فيقول: (ثم ان سيد رشيد او غيره لم يتتبعوا ما ورد في المهدي عليه السلام من الاحاديث ولا توسعوا في طلب ما لكل حديث منها), الى ان يقول (ان سيد رشيد رحمه الله ادعى ان اسانيدها لا تخلوا عن شيعي مع ان الامر ليس كذلك على الاطلاق على انه لو صحت هذه الدعوى لم يقدح ذلك في صحة الاحاديث لان العبرة في الصحة انما هو الصدق والضبط واما الخلاف المذهبي فلا يشترط في ذلك, وقد يعل بعلة اخرى بزعمهم ان احاديث المهدي عليه السلام سبب لحمل المسلمين على الاتكال عليها وانتظار خروج المهدي وعلى ترك الاخذ باسباب الحياة والقوة والمنعة وهذا خطا يشبه معالجة المعتزلة للايات فانهم اشتهروا بتاويلهم للايات وردهم للاحاديث الصحيحة اما اهل السنة فكانوا يؤمنون بهذه الآيات على ظاهرها وكذلك القول في احاديث المهدي عليه السلام فانه ليس فيها ما يدل ويشير ادنى اشارة الى ان المسلمين لا نهضة لهم ولا عز قبل خروج المهدي عليه السلام, ومن شبهات بعض الناس ان عقيدة المهدي عليه السلام قد استغلها بعض الدجالين فادعوا المهدوية لانفسهم وشقوا بسبب ذلك صفوف المسلمين وفرقوا بينهم ويستقصي افرادا من هؤلاء الادعياء كاحمد القادياني وغيرهم ويرد عليهم ان خلاصة القول ان عقيدة خروج المهدي عليه السلام عقيدة ثابتة متواترة عنه صلى الله عليه وآله وسلم يجب الايمان بها لانها من امور الغيب وان انكارها لا يصدر الا من جاهل او مكابر) انتهى كلامه.
وهذه المقاطع التي اخترناها من المقال الطويل للالباني تدل بشكل واضح على ان المهدوية عقيدة وليست مجرد روايات رويت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وارشفت تاريخيا, بل لابد من الايمان بها وان هذا الاعتقاد من واجبات الدين ولا يجوز انكاره.
والالباني هذا نجده يدخل في عمق القضية المهدوية فيتحدث عن تفاصيلها ثم ينتقل الى جانب آخر من حيثياتها فيرد الشبهات التي ترد عليها ويدافع عنها ويشيد اركانها وينتقل انتقالة ثالثة ليدفع ما يقال من ان المهدوية والانتظار يقعد الناس عن العمل والترويج للاسلام فيدفع ذلك ويبين ان الايمان بالانتظار لا يستلزم القعود وينتقل الى جانب رابع في القضية المهدوية ويبين ان انتحال المهدوية من قبل بعض الدجالين لا يعتبر عنصر تشكيك فيها بل هو عنصر قوة لها لانها باتت من الوضوح بمكان حتى ان هؤلاء تقمصوها ليتزلفوا من خلالها الى تحصيل مقامات ووجاهات, ثم يختم كلامه بتواتر القضية ووجوب الايمان بها.
وهذا الكلام من هذا الشيخ السلفي يعتبر عنصراً من عناصر الاستدلال لا لنفس الشخص الذي يؤمن بالقضية المهدوية من اتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام وانما لاجل الاحتجاج والمخاصمة لمن ينكر هذه القضية ويحاول ابرازها بشكل وكانها قضية شيعية صرفة.