شيعة موريتانيا مودة متأصلة
شيعة موريتانيا مودة متأصلة
انّ انتشار مذهب أهل البيت حالة حتمية سيؤول إليها أمر البشرية لا محالة، وان مسألة تحقيقها امر بات قريبا؛ لاسباب كثيرة، من ابرزها الفكر الضخم والاطروحة المفعمة بعلاج المشاكل البشرية المزمنة، فالدين المحمدي يمثل حالة التواصل الحيوي مع مبادئ السماء وإلى يومنا هذا من خلال ولي الله الأعظم الحجة بن الحسن عليه السلام.
ونحــــــن في ((صدى المهدي)) سنفرد لهـــــذه الظاهرة الحتمية صفحة خاصة نتناول خلال اعمدتها انتشار التشيع فكراً وعقيدة في أغلب بلدان العالم والذي يسهم ان شاء الله في تهيئة الأرضية المناسبة والجو الملائم للظهور المبارك لصاحــــــــب العصر والزمان عليه السلام.
اعداد: هيأة التحرير
موريتانيا / الواقع الجغرافي
موريتانيا أو الجمهورية الإسلامية الموريتانية، دولة تقع في غرب أفريقيا على شاطئ المحيط الأطلسي، يحدها من الشمال كل من المغرب والجزائر، والسنغال من الجنوب، ومالي من الشرق والجنوب.
تبلغ مساحتها 1,030.700 كم2، اما عدد السكان فيها فهو 3,069,000 ملايين نسمة حسب احصاء عام (2005).
العربية هي اللغة الرسمية حسب الدستور الموريتاني, رغم أن اللغة الفرنسية هي اللغة السائدة في الدوائر الحكومية.
الواقع الديمغرافي الديني
الإسلام هو الديانة السائدة في الجمهورية الاسلامية الموريتانية، فاهلها مسلمون 100% وعلى المذهب السني الاشعري امانسبة الشيعة فيها فهي 1,5% أي ما يناهز (50) الفا من تعداد السكان سنة 2011.
موريتانيا والاسلام
دخل الاسلام ارض موريتانيا في القرن الثالث الهجري على يد يحيى بن ابراهيم أحد زعماء صنهاجة البربرية وذلك عند عودته من الحج وبرفقته رجل اسمه عبد الله بن ياسين والذي أنشأ رباطاً على الساحل الاطلسي قرب العاصمة الحالية نواكشوط لتدريس علوم الدين.
موريتانيا والتشيع لآل البيت عليهم السلام
يقول بكار بن بكار زعيم الشيعة في موريتانيا: (ان تاريخ دخول مذهب التشيع الى موريتانيا كان في عام 1560م).
ان التشيع في موريتانيا اليوم اصبح ملموساً، واصبح نشطاؤه يسعوون اليوم لتنظيم انفسهم، علماً ان جل الدول الاسلامية التي قامت في افريقيا _ومنها موريتانيا_ كانت شيعية مثل دولة الادارسة الفاطميين، الموحدين، الحفصيين، والعلويين، لان معظم شعوب هذه الدول شيعية، في حياتهم اليومية، ومعتقداتهم، واخلاقهم، وتعلقهم بآل البيت عليهم السلام.
ان جميع الموريتانيين تقريباً بطبيعتهم وموروثهم يحبون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وآله عليهم السلام ويعظمونهم، وهذا هو التشيع بعينه، وان تزيي المرأة الموريتانية بالزي الاسود، ولبس العمامة السوداء عند الرجال هي من العادات المتجذرة عن الشيعة في المغرب العربي خاصة.
وينتمي اكثر المسلمين في موريتانيا الى (بني حسان) وهم فرع من (قبائل بني معقل) الزينبيين الذين قدموا الى موريتانيا مع بني هلال من الجزيرة العربية أبان الحكم الفاطمي (909-1171م).
والزينبيون نسبة (لعلي الزينبي) ابن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب عليه السلام، وأمه العقيلة زينبP بنت أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.
شخصيات شيعية موريتانية
تميزت في موريتانيا وبرزت على الصعيد العقدي شخصيات متحمسة للمذهب الشيعي ونشره، منهم :
- بكار بن بكار بن محمد علي: دخل التشيع رسميا عام 2006م. وهو زعيم الشيعة الموريتانيين الان. وله مؤلفات منها :
1. تعريف الموريتانيين بالشيعة.
2. هل الشيعة في موريتانيا اكثر من 1,5%.
- د. أحمدو بمبا: ويشغل رئيس المركز الافريقي للدراسات الصوفية والابحاث. وهو أمين عام منظمة آل البيت عليهم السلام في موريتانيا.
مؤسسات شيعية موريتانية
لشيعة موريتانيا بعض النشاط في مجال الجمعيات والمؤسسات التي منها :
- جمعية (بكار للثقافة والعلوم) في نواكشوط، ومديرها هو الشيخ بكار بن بكار بن محمد علي.
وتتركز نشاطاتها في أنها تهتم بنشر تعاليم اهل البيت عليهم السلام في موريتانيا خاصة، وفي اوساط المتشيعين. كذلك تنظيم الندوات والمهرجانات في المناسبات الدينية (المناسبات التي تخص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته عليهم السلام). كذلك تنظيم دورات قصيرة الامد حول مذهب آل البيت عليهم السلام.
- المركز الافريقي للدراسات والابحاث الصوفية.
- منظمة آل البيت عليهم السلام يديرها د. أحمدو بمبا.
الشيعة في موريتانيا يطالبون ببناء حسينية
قالت وكالة انباء (الحرية) ان مجموعة من الذين ينتسبون الى المذهب الشيعي في موريتانيا يسعون الى اقامة (حسينية) خاصة بهم في مقاطعة (دار النعيم).
وكان احد قياديي المذهب قد طالب وزير التوجيه الاسلامي الاسبق ـ يحيى ولد سيدي المصطفى ـ بالاعتراف بالشيعة في موريتانيا.
شيعة موريتانيا ورياح الوهابية الحاقدة
ما ان بدأ نجم الشيعة في موريتانيا يتألق، واسمهم يظهر، ونشاطهم يعلن، حتى بان حقد الوهابية وكرههم، وبتمويل سعودي واسناد من سلطات المغرب .. فكان سعار الحقد وتكالب قوة الكفر والضلال -وأسفاً_ تحت ذريعة نشر الدين ومكافحة تزايد نفوذ ايران _كما يزعمون_.
لقد دخلت الوهابية بوجهها الكالح السافر على الساحة الموريتانية فاشعلت نار الخلاف والصراعات بين المسلمين في موريتانيا، وكأن لا هم لها في ذلك الا تكفير _بني حسان- والشرفاء من بني الامام الحسن المجتبى عليه السلام، والتيجانيين ذوي الميول الشيعية الصوفية، ومحاربة _بكار بن بكار رئيس الشيعة الموريتانيين_ بشن الهجوم عليه واظهاره بانه يتبع دولة ايران.
شيعة موريتانيا ومشروعية الطموح
بغية اتمام نشر تعاليم اهل البيت عليهم السلام في موريتانيا وفي اوساط المتشيعين خاصة، يطمح الشيعة الموريتانيون الى اقامة اماكن عبادة وثقافة خاصة بهم، كذلك تأسيس قناة فضائية تعنى بهذا الجانب، اضافة الى اقامة الدورات التثقيفية بمذهب الحق الابلج مذهب آل بيت الرحمة عليهم السلام. وفتح معاهد للتدريس والتواصل الدائم مع ابناء المذهب وتكوين اطر لذلك وترابط مع الحوزة العلمية.
فهل تقع مسؤولية ذلك على بعض من محبي آل بيت النبوة عليهم السلام في عالمنا الاسلامي .. وفي زمن صحوته الجلية.