رصدنا
رصدنا
صفحة الرصد المهدوي تهتم بتوثيق ونشر كل ما يتعلق بالقضية المهدوية من أخبار وموضوعات في المواقع الالكترونية والمنتديات والقنوات الفضائية والصحف والمجلات والإذاعات وتقويمها ورد الشبهات التي فيها إن كانت تتطلب ذلك خصوصا الموضوعات المنقولة من المواقع المخالفة للقضية المهدوية بهدف إطلاع القارئ على ما يدور في تلك المواقع ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وكذلك تحديد الايجابيات والسلبيات في كيفية تناول القضية المهدوية في تلك الوسائل والتواصل معها في سبيل تطوير الايجابيات ومعالجة السلبيات.
هيئة التحرير
داء العظمة وراء ادعاء المهدوية في السعودية
تطالعنا الصحف العربية الالكترونية والورقية في الآونة الأخيرة بكثرة المقالات والأخبار حول شخص ادعى المهدوية هنا وآخر هناك، ومنهم من اتصل بأجندة خارجية لأهداف سياسية ودينية وغالبا ما تكون دعوته هذه عبارة عن حركة لها تنظيم خاص، وأخرى تعبر عن حالات مرضية وصراعات نفسية، ومما يثير الانتباه والتساؤل هو كثرة ادعاء المهدوية في المملكة العربية السعودية مؤخرا حتى ان صحفهم التفتت لهذه الظاهرة وعملت حولها تحقيقات صحفية مكثفة، وهذا ما ستلقي رصدنا الضوء عليه في هذا العدد.
فتحت صحيفة (عكاظ) السعودية ملفاً بتاريخ 12/5/2011 في العدد 3616 جاء في مقدمته: (أنا المهدي المنتظر.. ) عبارة: لها رواج في الفترة الحالية، فمن رجل في مكة، إلى شاب في المدينة، إلى دول أخرى كالكويت، وتلتها حادثة في القطيف، والأدهى في هذا هو التسارع والمدة الزمنية القصيرة التي لا تفصل تلك الدعوات عن بعضها كثيرا وكأن هناك ضابطا ورابطا في الوقت بينها خصوصا في ظل الثورات القائمة والتي ربطها البعض بكونها أحد أشراط الساعة، ولعل ما صرح به مدير مستشفى الصحة النفسية في المنطقة الشرقية بظهور ست حالات لمدعي المهدي المنتظر في الفترة الأخيرة مما يخلق تساؤلات عديدة منها: ما سر خروج هذه الدعاوى في هذا الوقت؟ وهل هناك علاقة بين كل هذه الدعاوى؟ وهل رأى _مدعوها_ في أنفسهم الأهلية والمشابهة لأوصاف المهدي التي ذكرها النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى وصف المدعي بالمهدي؟ واستعرضت الصحيفة العديد من القصص التي ظهرت في وسائل الإعلام سواء في المملكة أو خارجها ومنها خروج شاب في المدينة المنورة، في العقد الثالث من عمره، يدعي أنه المهدي، حتى بلّغ زملاؤه عنه، وأحيلت أوراقه للجهات المختصة.
وفي قصة مثيلة, ادعى شاب في إحدى القرى بأنه المهدي، وزعم امتلاكه لجيش من الملائكة، وأنه تّعرف على المسيح، وعلمه كثيرا من الحقائق الخفية.
ولم تكد تغلق هذه القصة حتى ظهر علينا مدّع جديد لكنه هذه المرة معتل نفسياً يخطف الميكروفون في الحرم المكي الشريف ويدعي أنه المهدي ليكتشف بأنه مريض نفسيا ويرحّل من البلد، لحقتها حادثة أخرى لم يفصلها عن سابقتها سوى أسبوع، لشاب يحث المارة في المدينة المنورة على اتباعه، أو حلول العذاب عليهم إن رفضوا بدعوى أنه المهدي المنتظر.
وهذه القصص حثت الصحيفة على التحقيق في الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة فالتقت بعميد كلية الدراسات الإسلامية في جامعة محمد بن سعود سابقا والذي رأى ضرورة قمع هذه الادعاءات بإدخال المدعي للمستشفى إن كان مريضا، أو عقابه إن كان صاحب هوى. وخلص العميد إلى أن المهدي موجود في كل الديانات. ووافقه أستاذ الدراسات العليا في جامعة القصيم في كلية الشريعة قائلا : ان لانتشار هذه الدعاوى اسبابا كالجهل بكتاب الله، والبعد عن نور النبوة، وهذا يسهم في نشر الضلالات، وأشار إلى أن البعد عن العلماء الراسخين، سبب لانتشار هذه الدعوى، إضافة إلى الاقتصار على كتب فاق صوابها اخطائها الكبيرة حتى تفاقمت المسألة وذكر أن حب الظهور، وابتلاء البعض به من اسباب ذلك.
اما صحيفة (الشارع السعودي) فقد نشرت مقالا تحت عنوان (مُدّعو (المهدي المنتظر) مرضى بـ (العظمة)) وجاء في مقدمته: لقد تزايدت خلال العام حالات ادعاء (المهدي المنتظر)، وبلغت نحو سبع حالات او اكثر، وأرجع أستاذ علم النفس الإكلينيكي في جامعة الملك سعود،سبب ادعاء المهدي إلى (مرض الفصام النفسي الهجاسي)، أو ما يسمى بـ (ذهان العظمة) مؤكداً انتشاره، ووجود العديد من المرضى، منومين في مستشفيات الصحة النفسية، مصابين به، ويحتاجون للرعاية والمتابعة وللعلاج الطبي بالدرجة الأولى، لما يشكله ذلك من خطر على الآخرين). لافتاً إلى أن العوامل البيئية والاجتماعية مساعدة. وشدد على أن للشخصية دوراً كبيراً جداً في حدوث المرض، إذ ان هناك شخصيات مهيأة للإصابة به.
وقد نشرت صحيفة (صدى) الاخبارية الالكتورنية السعودية تصريحاً للعريفي بتاريخ 28/4/2011 قال فيه: ان ظاهرة ادعاء البعض مؤخرا بأنه (المهدي المنتظر) ترجع إلى الأحداث التي تشهدها بعض الدول، وقراءة الناس لأشراط الساعة ومحاولة تطبيق ما ورد في الاحاديث النبوية على أرض الواقع، وان ينزلوا عددا من الأحاديث على بعض الحوادث التي تقع في واقعنا. وأكد في حديث له خطورة هذا الباب، وقال: ليس كـــل انسان يستطيع ان يقول ان هذا الحديــــث خــــاص بهذه الواقعة، بل الأمر يعتمد على ثقافة واسعة ومعرفة بأصول الشريعة وحيثياتها. ووصف ما يحــــدث اليوم من ادعــــاء للمهدوية بالأمر الخطير وقال: هؤلاء لا يعرفون الشروط الشرعية ولا الأحاديث النبوية التي وردت في المهدي المنتظر(انتهى)
وبينت صحيفة (المدينة) في مقال بعنوان (حقًّا يزداد عالمنا غرابة!!) نشر بتاريخ 01/07/2011 ان ثمة ظواهر اجتماعية غريبة تكثر في المجتمعات العربية والإسلامية، يتم التعامل معها بمنطق الإدانة الدينية، والاكتفاء بذلك، وإذا ما تم مقاربتها تحليليًّا فلا يكون امرها أكثر من إدخالها في حقل التحليل الديني، وهي مقاربة (كلامية) على أية حال، تنحو إلى الدحض والإدانة عن طريق كشف التناقضات مقارنة بـالصحيح من الدين، ومن أبرز هذه الظواهر والحالات ظاهرة ادّعاء المهدوية موضحا بقوله: لعلنا ما زلنا نتذكر حادثة الشخص الذي ادّعى النبوة قبل عام، وهو وافد عربي، وتمت محاكمته وأضاف ان الداعي للكتابة حول هذا الموضوع هو قلة المقاربات السسيولوجية لمثل هذه الظواهر، فللمسألة جانبها الاجتماعي الذي قلّما يتعرض له الباحثون، لأننا كثيرًا ما نغفل أثر، أو تأثير المناخ، أو الظروف الاجتماعية وانعكاساتها النفسية، ولماذا تأخذ هذه التأثيرات شكل ادّعاء الألوهية، أو النبوة، أو الرسالة تحديدًا؟ صحيح أن الدراسات النفسية في مثل هذه الحالات ضرورية، مثلما هي ضرورية لدراسة وتحليل شخصية الإرهابي الذي يندفع نحو تدمير المجتمع والذات في سبيل فكرة ترسخت في وجدانه وسيطرت عليه، إلاّ أن هذه الدراسات النفسية فيما أتصور لابد وأن تستصحبها دراسات سسيولوجية تتناول المحيط الاجتماعي وتأثيراته النفسية أيضًا. (انتهى)
وربط مقال نشرته صحيفة (الرياض) بعنوان (ادعاء النبوة الظاهرة والتاريخ بين ظاهرة ادعاء النبوة وادعاء المهدوية) مشيرا إلى ان ادعاء المهدوية هو امتداد لادعاء النبوة بقوله: ان ظاهرة ادعاء تفاقمت وانتشرت النبوة في العصر الحديث بشكل خطير تحت دعوى المهدي المنتظر.
واوضح في ختام الحديث عن هذه الظاهرة انه لا يتوقع تراجعها أو توقفها مستقبلا؛ فهي ليست فقط جزءاً من الحراك الديني بل هي حالة إنسانية يقف خلفها الطمع السياسي والتسيد الاجتماعي وكسب الولاء المطلق إضافة لاضطراب العقل، وانفصام الشخصية ، وإيحاء الشيطان زخرف القول غرورا.(انتهى)
هذا وقد أشارت الصحف السعودية الأخرى لهذه الظاهرة وتحت عناوين متنوعة تارة تشير إلى هوس أولئك المدعين وما يعانون من أمراض نفسية .
فقد نشرت صحيفة (الوطن السعودية) بتاريخ 7/3/2011 مقالاً عنوانه (مختلّ جديد ينضم إلى طابور مدعي المهدي المنتظر في المملكة) وقد اوضح صاحب المقال أن من يدعي المهدوية يعاني من اختلال عقلي حيث ذكر المقال في طياته ان الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية أوضح أن الشرطة لاحظت أن المقبوض عليه لم يكن طبيعياً، وتبدو عليه علامات المرض النفسي. (انتهى).
وقد نشر موقع (إسلام اون لاين) مقالاً عنوانه (ظاهرة (ادعاء المهدي المنتظر) سعودية بامتياز!) وهو عنوان ملفت للغاية جاء فيه : إن ظاهرة ادعاء بعض الأشخاص كونهم (المهدي المنتظر) باتت ظاهرة متكررة في السعودية أكثر من أي بلد آخر؛ حيث تجاوزت 10 حالات خلال العقود القليلة الماضية، وتعود الحادثة الأبرز لمثل هذا الادعاء إلى عام 1979، والتي تم خلالها اقتحام الحرم المكي الشريف بترتيب من جهيمان محمد سيف العتيبي قطب حركة (الجماعة السلفية المحتسبة) انتهى.
كلمة رصدنا
بين فترة و أخرى يظهر من يدعي المهدوية ويدعو الآخرين إلى اتباعه والسير خلفه، ولا تكاد تخلو فترة من الفترات منهم،وما تقدم يجعل رصدنا تتوصل إلى عدة نقاط حول هذه الظاهرة وتحديدا انتشارها في المملكة السعودية أهمها ان هناك تواتر على إن مكان ظهور الإمام المهدي المنتظر عليه السلام سيكون في مكة وان الأسباب الرئيسية وراء ادعاء المهدوية ترجع إلى أسباب نفسية وأخرى اجتماعية الى جانب الجهل بالحقائق الدينية ولكن هناك ما هو ابعد من ذلك وهو ان ضعف الإيمان وسذاجة الفكرمضاف إلى ضغوط الحياة اليومية من فقر وعوز ومرض تجعل من الإنسان ألعوبة مبتذلة لدى الشيطان فمن المؤسف ان ينحدر الإنسان إلى هذا المستوى من اللا تفكير واللاوعي بما يجري ويدور حوله، فيصبح كالبهيمة تسيره أهواؤه الشخصية ومغرياته الذاتية، فيصبح أسير نفسه الأمارة بالسوء، فتورده موارد الهلكة والانحطاط.