: 
: 
: 
: 
شيعة البانيا نور يشع في ظلمة القهر والظلم
انّ انتشار مذهب أهل البيت حالة حتمية سيؤول إليها أمر البشرية لا محالة، وان مسألة تحقيقها امر بات قريبا؛ لاسباب كثيرة، من ابرزها الفكر الضخم والاطروحة المفعمة بعلاج المشاكل البشرية المزمنة، فالدين المحمدي يمثل حالة التواصل الحيوي مع مبادئ السماء وإلى يومنا هذا من خلال ولي الله الأعظم الحجة بن الحسن عليه السلام.
ونحــــــن في ((صدى المهدي)) سنفرد لهـــــذه الظاهرة الحتمية صفحة خاصة نتناول خلال اعمدتها انتشار التشيع فكراً وعقيدة في أغلب بلدان العالم والذي يسهم ان شاء الله في تهيئة الأرضية المناسبة والجو الملائم للظهور المبارك لصاحــــــــب العصر والزمان عليه السلام.
شيعة البانيا نور يشع في ظلمة القهر والظلم
اعداد: هيأة التحرير
البانيا / الواقع الجغرافي :
جمهورية البانيا دولة ديمقراطية برلمانية تقع في جنوب شرق اوربا، يحدها من الشمال الغربي الجبل الاسود، وكوسوفو من الشمال الشرقي، واليونان من الجنوب والجنوب الشرقي.
تطل البلاد على البحر الأدرياتيكي من الغرب، وعلى البحر الأيوني من الجنوب الغربي.
تبلغ مساحة البانيا 28,748 كم2، وعدد سكانها 30639,453 نسمة، والالبانيون الذي يعيشون خارج البلاد اكثر من ذلك، حسب موسوعة ويكيبديا نقلا عن وكالة المخابرات المركزية.
عاصمتها تيرانا ويسكنها 350,000 نسمة تقريباً. ثم دورازو، فالباسان.
الواقع الديمغرافي / الديني:
تزيد نسبة المسلمين في البانيا على 70% من مجموع السكان، يليهم المسيحيون وأقليات أخرى، وقد بينت بعض المصادر ان تعداد الشيعة بالنسبة لمجموع السكان هناك اكثر من 25% بينما ذكرت مصادر أخرى كموقع وكيبديا نقلا عن وكالة المخابرات المركزية ان نسبة الشيعة من المسلمين والذين نسبتهم 70% من مجموع السكان وبذلك تكون نسبة الشيعة اكثر من 50% من مجموع السكان.
الواقع الاقتصادي:
لا تزال ألبانيا بلداً فقيراً بمعايير أوروبية شرقية حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي بـ 35% من المتوسط في الاتحاد الاوربي عام 2008.
اظهرت البانيا امكانات للنمو الاقتصادي بتزايد عدد الشركات التي تنتقل هنا، وبزيادة عدد السلع الاستهلاكية المتاحة التي ترد من تجار الاسواق الناشئة.
وتوجد في البانيا ثروة زراعية هائلة. ومن اهم محاصيلها الزراعية: القمح، البنجر، الارز، الذرة، وتمثل الزراعة دخلاً هاماً ومورداً من موارد الاقتصاد الالباني.
كذلك فيها ثروة حيوانية كبيرة حيث تغطى المراعي 30% من مساحة الاراضي، اما ما يربى فيها: الاغنام والماعز ثم الابقار.
اما الثروة المعدنية فتتمثل بـ : البترول، النحاس، الكروم، الحديد، الفحم، والذهب. حيث تصدر البانيا نسبة كبيرة منها.
وفيها بعض الصناعات المعدنية وموا البناء والزجاج والاثاث والمعلبات.
البانيا والاسلام:
بدأ الألبانيون يتعرفون على الإسلام في أول الأمر عن طريق التجار المسلمين القادمين من الأندلس ومناطق حوض البحر المتوسط؛ حيث ما زالت هناك آثار لمسجدين بمدينة بيرات بوسط ألبانيا يرجع تاريخهما إلى ما قبل دخول الأتراك إليها. ولكن انتشار الإسلام بشكل واسع وسط الألبانيين لم يتم إلا بعد الفتح العثماني لهذه البلاد عام (827هـ-1433م) حيث بدأ تحول الالبان الى الاسلام بشكل تدريجي بطيء، ولكنه مستمر حتى دخل معظم الالبانيين فيه طواعية، بمحض ارادتهم دون اكراه من الفاتحين، وانتشرت فيها المساجد حيث بلغت ثلاثة آلاف علاوة على المعاهد والمدارس والمكتبات الاسلامية.
الالبان والتشيع :
ويدعي الالبان بان التشيع دخل البلاد في نفس فترة دخول الاسلام الى بلادهم، وذلك قبل دخول الاتراك بخمسة قرون، أي منذ دخول العباسيين الى جزر الارخبيل اليونانية وجزر صقلّية وساردينيا، ويستدلون على ذلك بوجود السادة العلويين الالبان الذين يرجع نسبهم الى الامام موسى الكاظم عليه السلام.
وشيعة البانيا شيعة اثنا عشرية، مع انهم يتبعون الطرق الصوفية كالبكتاشية والرفاعية والخلوتية والسعيدية وغيرها.
ويشكل الادب الشيعي جزءاً مهماً من الادب الالباني بما فيه من تراث ومدائح آل البيت عليهم السلام، ومن ذلك ملحمة شعرية للشاعر (نعيم تك) في فضل الامام الحسين عليه السلام، تعتبر من روائع الادب الالباني.
مفارقة لطيفة :
المفارقة اللطيفة التي يتصف بها شعب البانيا هي أن حب أهل البيت عليهم السلام عبارة عن عقيدة مشتركة بين جميع الألبان سواء كانوا شيعة أو سنة، وسواء كانوا مسلمين أو مسيحيين.
فعلى سبيل المثال فإن كمية من تراب قبـر سيدنا العباس بن علي بن ابي طالبL قد جلبت من كربلاء قبل عدة قرون ودفنت هذه الكمية من التراب في اعلى جبل قرب العاصمة تيرانيا وقد سمي هذا الجبل بأسم (عباس علي) والالبان يقدسونه تقديساً عظيماً. حيث يقدمون من كل مناطق البلقان ويزورون هذا الاثر الطيب للشفاء والفرج وازالة الغمة وإجابة الدعاء، والغريب في هذه المسيرة انه فضلاً عن زيارة المسلمين من الشيعة والسنة يقوم الآلاف من المسيحيين بزيارته أيضاً.
وجدير بالذكر ان اصحاب الطرق الصوفية التي تحسب ضمن الدائرة السنية هي شيعية اثنا عشرية بالنسبة للالبان، فعلى سبيل المثال ان اصحاب الطريقة الرفاعية قد قاموا بطباعة ونشر المجموعة الكاملة للمعصومين الاربعة عشر باللغة الالبانية، ولديهم مركز في جانبه حسينية وعند مدخله لوحة كبيرة كُتب عليها دعاء الفرج.
اما بالنسبة للشيعة من اصحاب الطريقة البكداشية ففي مركزهم الرئيسي تتوسط القاعة الكبـرى صورة ضخمة وقديمة (عمرها حوالي 400 عام) لأهل الكساء، كما أن هناك رسوما للمعصومين الأربعة عشر، وصورة فوتوغرافية ضخمة لسرداب الغيبة في سامراء.
مراسم عاشوراء في البانيا:
يقوم المسلمون في البانيا من شيعة وسنة بإحياء مراسم العزاء في عاشوراء .. حيث يلبسون السواد ويمتنعون من استعمال الطيب ... وذلك بهدف مشاركة أهل البيت عليهم السلام بمصائبهم.
شيعة البانيا والاحتياجات :
وسط ما يتعرض له اتباع اهل البيت عليهم السلام عموماً من ظلم وقهر اضطهاد، ثقافي واقتصادي وحتى في وجودهم، ووسط ما يتعرضون له من هجمة وهابية توسعية حاقدة، وبمدد من دول البترو دولار الاموي. فان الشيعة في البانيا يحتاجون مقابل هذا الى ما يعينهم على زيادة الوعي، وتعميق الايمان من اجل حفظ تشيعهم.
ومنهم من يحتاجون الى بناء المساجد والحسينيات الخاصة بهم، كذلك المدارس والمعاهد التي تعنى بثقافتهم الاسلامية الشيعية المحمدية، من أجل ان يكون فكر آل محمد عليهم السلام اشعاعاً يعم المنطقة بل اوربا بأسرها بنعمة نور الحقيقة والايمان المحمدي.
