انتظار الامام المهدي في الشعر العربي
انتظار الامام المهدي عليه السلام في الشعر العربي
غفران الموسوي
تواترت الروايات الشريفة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم واهل بيته عليهم السلام بأن أفضل العبادة بعد المعرفة انتظار الفرج والدعاء بتعجيله.
يقول الشاعر حسين الجامع:
في انتظار لغد فيه هدانا فيعم النور آفاق سمانا |
|
نحن لا نزداد إلا عزمة فغدا يشرق فجر ضاحك |
كما ان أول العبادة انتظار الفرج بالصبر وعدم اليأس من روح الله وهو أحب الاعمال إلى الله عز وجل ما داوم عليه المؤمن.
يقول السيد رضا الهندي:
ليألف قلبي في تباعدك الصبر رخاء وان العسر من بعده يسر |
|
ولو لم تعللني بوعدك لم يكن ولكن عقبى كل ضيق وشـدة |
ويقول الشاعر ابو الحسن محمد بن حماد الحلي:
فكم اعقبت لي النجح عاقبة الصبر |
|
فيا نفس صبراً ثم صبراً على الأذى |
فالانتظار يعني في جملته حالة الأمل، وعدم القنوط، الأمل الذي هو شرط لكل حركة، ونحن مدعوّون إلى تمثله دائماً. واليأس الذي هو مدعاة للانحراف، المطلوب منّا رفضه واقتلاع جذوره من أعماق وجداننا.
لذا علينا أن نؤمن بحضور الإمام عليه السلام معنا، فنشركه في همومنا وحياتنا، ولا ننس الدعاء له بتعجيل الفرج. في هذا قال الشاعر سعيد المقرم الموسوي:
كي يشتكي لك جرحاً غير مندملِ الا ظهورُك للدنيا على عَجَلِ |
|
مولاي إن فؤادي جاء منثلماً فلا وحقك لا يشفيه من سقمٍ |
ولابد أن نبقى في حالة شوق دائم إلى الامام عليه السلام، بل نفدي كل ما لدينا لإمامنا الغائب عليه السلام.
يقول الشاعر عبد الهادي الحكيم :
يسري من الحجاز ونجد فِداها مالي وأهلي وولدي |
|
أوَ أحيا حتى أرى يوم فتح الأرض وأرى الطلعة البهــــــــــيةَ يا ربِّ |
ويبقى عشق الإمام الغائب عليه السلام في قلوبنا حتى ينقش في قلوب ابنائنا ،وقد قال شاعر القطيف حسين آل جامع :
شوقاً إليك بعمر العمر يَطَّرد برغم من كابروا بغياً ومن حسدوا حتى ورثناه مذخوراً لمن وُلِدوا |
|
يا أيها القائمُ المهديُّ إنّ بنا عشناك عشقاً صموداً رفعةً وهدىً وعاش أسلافنا معناك في دمهم |
ثم يؤكد شاعر القطيف لنا ضرورة استمرار صلتنا بالإمام عليه السلام وأن نُجدد له البيعة ونزيد ثقتنا كل يوم:
فكلّ أيامنا في حبكم جُدُدُ |
|
جئنا نجدد عهداً بيعة ثقةً |
وقد تمثلت اغلب قصائد الشعراء الولائيين بقضية الانتظار واستنهاض الامام عليه السلام فصدحت قرائحهم تخاطب الامام المنتظر عليه السلام فهذا الشاعر عبدالخالق الجنبي يقول :
وهل ينتهي ذلك الابتداء ليرفع عنا سيوف الجفاء |
|
فما لانتظارك لا ينقضـــــي وهل يخرج الثائر المرتجى |
وهذا الشاعر شفيق العبادي وهو يستنهض الامام المهدي عليه السلام فيقول:
الرجا وجئناك والشكوى إليك تصعد وكم بح صوت في طلوعك ينشد وبأسك مأمون وسـيفك مغمــــد وأوشك ينبــــو في يديك مهنـــــد وفارقنا بأس وخـــــــان تجلـــــــد |
|
أبا الغد كم ذكـــــرى حشدنا لهـا وكم تعب الحادي بيومك منشـدا وجيد الهدى يستام جهرا وخلسة فعجل فقد طال انتظارك بيننـــــا وخاتلنا بغي وضــــج بنا أســــى |