من فقهائنا
من فقهائنا
سلسلة من المقالات تسلط الضوء على حياة الفقهاء النواب للإمام المهدي القائم عليه السلام
آية الله العظمى السيد محمد مهدي بحر العلــــــوم قدس سره
هيئة التحرير
اسمه ونسبه قدس سره:
هو السيّد محمّد مهدي بن السيّد مرتضى بن محمّد بحر العلوم الطباطبائي، وينتهي نسبه إلى الحسن المثنى بن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام.
ولادته قدس سره:
ولد السيّد بحر العلوم قدس سره في الأوّل من شوال عام 1155 هـ بمدينة كربلاء المقدّسة.
البشارة بولادته:
لقد رأى أبوه السيّد مرتضى في منامه الإمام الرضا عليه السلام، وهو يناول شمعة كبيرة، يعطيها إلى خادمه محمّد بن إسماعيل، فيشعلها محمّد بدوره على سطح دار السيّد مرتضى، فيعلو سناها إلى عنان السماء، ويطبق الخافقين، فينتبه السيّد مرتضى من نومه قبيل الفجر، وإذا بالحلم يتحقّق، فيولد ابنه السيّد محمّد مهدي.
أساتذته قدس سره:
تتلمذ السيد قدس سره على يد كبار علماء عصره، نذكر منهم:
1ـ الشيخ محمّد باقر الأصفهاني، المعروف بالوحيد البهبهاني (وهو زوج عمّته). 2ـ السيّد عبد الباقي الحسيني الخاتون آبادي. 3ـ الشيخ محمّد باقر الهزار جريبي الغروي. 4ـ الشيخ محمّد مهدي الفتوني العاملي. 5ـ السيّد حسين الموسوي الخونساري. 6ـ أبوه، السيّد مرتضى الطباطبائي. 7ـ السيّد حسين الحسيني القزويني. 8ـ السيّد مهدي الأصفهاني. 9ـ الشيخ محمّد تقي الدورقي. 10ـ الشيخ عبد النبي القزويني. 11ـ الشيخ أسد الله التستري. 12ـ الشيخ يوسف البحراني.
لقب بحر العلوم:
سافر السيّد بحر العلوم إلى خراسان عام 1186 هـ، وأقام فيها سبع سنوات تقريباً، لدراسة الفلسفة الإسلامية عند الفيلسوف الكبير السيّد محمّد مهدي الأصفهاني، فأُعجب به استاذه لشدّة ذكائه وسرعة تلقّيه، وهضمه القواعد والمسائل الفلسفية، وحينما وقف الاستاذ على ذلك كلّه. قال لتلميذه يوماً ـ وقد ألهب إعجابه ـ أثناء الدرس: (إنّما أنت بحر العلوم) فأشتهر بذلك اللقب الفخم منذ ذلك اليوم.
تلامذته قدس سره:
تخرج على يد السيد قدس سره علماء أفذاذ، نذكر منهم:
1- السيّد محسن الأعرجي الكاظمي المعروف بالمحقّق البغدادي. 2- الشيخ محمّد المازندراني، المعروف بأبي علي الحائري. 3- الشيخ محمّد مهدي النراقي، المعروف بالمحقق النراقي. 4- السيّد صدر الدين محمّد الموسوي العاملي. 5- السيّد محمد جواد الحسيني العاملي. 6- السيّد أحمد القزويني (زوج أخته). 7- الشيخ محمّد بن يونس النجفي. 8- الشيخ إبراهيم الطيّبي العاملي. 9- الشيخ جعفر كاشف الغطاء. 10- السيّد محمّد باقر الشفتي. 11- السيّد دلدار علي النقوي. 12- الشيخ أحمد الخونساري. 13- السيّد علي الطباطبائي. 14- السيّد أحمد آل زوين. 15- السيّد باقر القزويني. 16- السيّد محمّد المجاهد. 17- السيّد صادق الفحّام. 18- الشيخ أحمد النراقي. 19- الشيخ حسين نجف. 20- السيّد عبد الله شبر.
مؤلفاته قدس سره:
ترك السيد بحر العلوم قدس سره مؤلفات نافعة كثر، نذكر منها:
1- تحفة الكرام في تاريخ مكّة والبيت الحرام. 2- رسالة في تحريم الفرار من الطاعون. 3- رسالة في مناسك الحج والعمرة. 4- رسالة في قواعد أحكام الشكوك. 5- رسالة في الأطعمة والأشربة. 6- رسالة في انفعال الماء القليل. 7- رسالة في الفرق والملل. 8- الفوائد الأُصولية. 9- كتاب المصابيح. 10- الفوائد الرجالية. 11- مشكاة الهداية. 12- الدرّة النجفية. 13- ديوان شعر.
أقوال العلماء فيه قدس سره:
ونذكر منها:
* قال الشيخ الوحيد البهبهاني في إجازته له: (وبعد، فقد استجازني الولد الأعز الأمجد المؤيّد الموفّق المسدّد، والفطن الأرشد، والمحقّق المدقّق الأسعد، ولدي الروحاني، العالم الزكي، والفاضل الذكي، والمتتبع المطّلع الألمعي ...).
* اما الشيخ عبد النبي القزويني فقد قال في حقه: (وبعد، فلمّا وفّقني الله تعالى لشرف خدمة السيّد المطاع السند، اللازم الإتباع، غوث أهل الفضل والكمال، وعون أُولى العلم والأفضال، غرّة ناصية أرباب الفضيلة، وبدر سماء أرباب الكمالات النبيلة، الأمير محمّد مهدي الحسني الحسيني أدام الله ظلّه، وأحسن أمره كلّه وجلّه، وفوجدته بحراً لا ينزف، ووسيع علم لا يطرف، مع كونه في أوّل الشباب، وأترابه لم يصلوا إليه مع إكبابهم على العلوم في باب من الأبواب).
* وقال السيّد حسين الخونساري في إجازة له: (وبعد، فقد استجاز منّي السيّد السند، الفاضل المستند، العالم العلاّم، ظهر الأنام، ومقتدى الخاصّ والعام، مقرّر المعقول والمنقول، المجتهد في الفروع والأُصول، وحيد العصر، وفريد الدهر، السيّد محمّد مهدي الحسني الحسيني الطباطبائي أدام الله تأييده وتسديده).
* وقال الشيخ أبو علي الحائري في منتهى المقال: (السيّد السند، والركن المعتمد، مولانا السيّد مهدي بن السيّد مرتضى ... وأدام علّوه ونعماه، الإمام الذي لم تسمح بمثله الأيّام، الهمام الذي عقمت من إنتاج شكله الأعوام، سيّد العلماء الأعلام، وولي فضلاء الإسلام، علاّمة دهره وزمانه، ووحيد عصره وأوانه).
* اما الشيخ النوري الطبرسي فقد قال في خاتمة (مستدرك الوسائل): (وقد أُذعن له جميع علماء عصره، ومن تأخّر عنه بعلوّ المقام، والرئاسة في العلوم النقلية والعقلية، وسائر الكمالات النفسانية، وهو من الذين تواترات عنه الكرامات، ولقاؤه الحجّة عليه السلام، ولم يسبقه في هذه الفضيلة أحد فيما أعلم، إلاّ السيّد رضي الدين علي بن طاووس).
بعض كراماته قدس سره:
اشتهر السيّد بحر العلوم بأنّه صاحب الكرامات الباهرة، فكان هذا لقبه المعروف أيّام حياته، ونذكر بعضاً منها:
* كان يفتح للسيّد بحر العلوم قدس سره باب الصحن العلوي حينما يقبل إلى الحرم الشريف قبيل الفجر.
* اشتهر على ألسنة المترجمين له: أنّه _في عدّة مناسبات أُحصيت_ كان يتحدّث مع الإمام المهدي عليه السلام، ويتحدّث الإمام إليه في مسائل شرعية واجتماعية، بحيث قال عنه المترجمون له: إنّه كان كثيراً ما يسأل الإمام المهدي عليه السلام عمّا يختلج في نفسه من قضايا الساعة، فيجاب بلا ستر وحجاب، خصوصاً في أُخريات حياته.
وفاته قدس سره:
توفّي السيّد بحر العلوم قدس سره في رجب عام 1212هـ بمدينة النجف الأشرف، ودفن بمسجد الطوسي قرب الصحن الحيدري المقدس في هذه الحاضرة المشرفة.