الفهرس
لتصفح الصحيفة بـ Flsh
لتحميل الصحيفة كـ Pdf
المسار
صدى المهدي » العدد: ٣٨ / رجب / ١٤٣٣ هـ
مواضيع العدد
العدد: 38 / رجب / 1433 هـ

تمهيدنا

تمهيدنا

ثقافة الذكر الدائم

للحديث عن الثقافة المهدوية أبعاد وجوانب متعددة ينبغي للإنسان المؤمن بهذه القضية أن يأخذ على أقل تقدير بالأقل منها وفي كل جانب من جوانبها, ففي جانب ولادة الإمام المهدي عليه السلام لابد أن تكون له معرفة بأدلة الولادة وأنواعها، وأن يملك تفاصيل بعض منها, كذلك في الجانب الفكري لابد أن يكون له إلمام بالقدر المتيسر منها, وهكذا في بقية الجوانب، من العلامات وشرائط انطباقها إلى آلية التحرز عن الأدعياء والمنحرفين إلى بحث الغيبة وطول العمر، فالرجعة وما تتضمنه الأبحاث الأخرى من الإرتباط بمراجع الدين وما يتفرع عليه من التزامات.

ونرغب هنا بالحديث عن مفردة مهمة جداً يمارسها أغلبنا، إلا أنه قد لا يلتفت إلى إبعادها الروحية والمعنوية، وهي قضية الذكر الدائم للإمام عليه السلام.

إذ ينبغي للإنسان المؤمن بالإمام المهدي عليه السلام والذي يعتقد بأن هذا الإمام إمامه في كل شيء، ومتقدّم عليه في كل شيء، حتى يصح أن يكون هادياً له، وإلا لو أخر الإمام عنه لما كان هادياً له، ولكان هالكاً بسبب هذا التأخير.

فالمؤمن الذي يضع الإمام المهدي عليه السلام امامه في كل خطواته ويجعل منه ميزاناً يتحاكم إليه في كل تصرف من تصرفاته، صغيراً كان ذلك التصرف أم كبيراً، لا شك انه سوف يكون مهتدياً وهادياً إلى غيره من المؤمنين الذين يستمعون كلامه ويرتبطون به.

وفي هذا المقام ينبغي أن نأخذ من قول الإمام المهدي عليه السلام الموجه ألينا في التوقيع الشريف بـ: (وأكثروا من الدعاء للفرج فإن في ذلك فرجكم), فهذا المقطع على صغره يرمز إلى قضية جوهرية وكبيرة فهو أمر من الإمام وحثّ على أن يمارس المؤمن به فريضة الدعاء له بل والإكثار منها, ويرمز من جانب آخر إلى تقديم الإمام أمامه، لان هذا الإكثار ودوام الدعاء له يلازم أن يكون الإمام حاضراً مع هذا الشخص، وموجوداً في وجدانه، ومنعكساً على تصرفاته, فايما فعل يريد أن يفعله أو قول يريد أن يقول به يرى الإمام شاخصاً أمامه فيسبق فعله الدعاء للإمام, فتسبق رعاية الإمام تحقق الفعل فيكون فعله تحت رعاية الإمام ومحط نظره، فلا يخرج هذا الفعل الصادر من هذا العبد عن أن يكون بين كفي رضا الإمام عليه السلام وقبوله, فيستفيد الداعي من هذا الدعاء التقرب والتواصل مع الإمام، ونجاح الطلب وتحقيق الرغبة في نفس الوقت.

فهو في عين الوقت الذي يجني فيه ويكسب تحقيق عمله وانجاز طلبه يكون قد تواصل مع الإمام عليه السلام وارتبط به, وهكذا يستمر الحال مع الفرد المؤمن, حتى تتولد لديه من هذه العملية ثقافة تشكل له هوية مهدوية يعرف بها بين الناس في الدنيا وسيعرف بها بينهم في الآخرة, ولذلك تشير بعض الأحاديث إلى أن من الآثار المترتبة على الانتظار أن يكون الشخص بانتظاره حاضراً مع الإمام وان كان ميتاً، وليس ذلك إلا لان انتظاره قد ترجم من خلال طريقته هذه إلى حالة المعايشة الدائمة، وحالة الوجود الدائم والحضور المستمر مع الإمام عليه السلام بفضل تقديم الإمام أمامه والنظر إليه قبل النظر إلى حاجته.

وهذه حالة بقدر ما هي صعبة على من لم يمارسها، هي سهلة على من يتلبّس بها، وإذا قدّر لنا أن نوجد مجتمعاً مداوماً على حالة ذكر الإمام، فإننا سنكون قد اقتربنا خطوة بل خطوات نحو ظهوره عليه السلام.

رئيس التحرير

العدد: ٣٨ / رجب / ١٤٣٣ هـ : ٢٠١٢/١٢/١٥ : ٤.٧ K : ٠
: رئيس التحرير
التعليقات:
لا توجد تعليقات.