تمهيدنا
تمهيدنا
شوّال العطاء
تلاحق عين الإنسان في كل خطوة يخطوها، أو عمل يعمله نتائج خطواته وأعماله وما تجذبه له من مكاسب ومنافع.
وهذا الديدن العقلائي رصد من قبل الشارع ووظفت هذه الحالة لتأخذ بالإنسان وتدفعه نحو النتائج، فتعطيه حالة من الوضوح في حصيلة بعض الأعمال قبل أن يصدر منه العمل، تشجيعاً له ورفعاً لهمته في إتيان الأعمال التي تحقق هذه النتائج.
وأيام الله لم تستثنَ من هذا السير العقلائي والنموذج البشري، حيث جعل الله سبحانه وتعالى بعض الأيام نتائج لأيام أخرى، ومن بين هذه الأيام الذي تعتبر نتائج لأيام أُخر هي أيام شهر شوال، وخصوصاً يوم العيد فيه، إذ تعبر عنها الروايات الشريفة بأنها أيام قطف الثمار وجني النتائج التي ترتبت على العمل الدؤوب والتواصل العبادي في أيام شهر رمضان وشعبان ورجب، فشهر رجب وشعبان يعتبران مقدمة لشهر رمضان، وهو يعتبر مقدمة لليلة القدر، وهي تعتبر مقدمة لنيل رضا الإمام عليه السلام، والنتيجة تقع في شهر شوال.
وقد ورد أنّ ليلة شوال ويومها لاتقل أهمية عن ليلة القدر ويومها، ولعل ذلك لأنها تمثل حالة قطف الثمار وجني الأتعاب، فإذا لم يكن الإنسان مستعداً لها فلا يحصل على تلك الثمار التي جهد لكي يحصل عليها.
حتى ورد أن من آدابها أن تتجمل وتجمل نفسك ثم تخرج إلى الصلاة حتى تكون على أتمّ الاستعداد البدني والروحي لاستقبال تلك النتيجة وقطف الثمرة، وقد نص علماء الأخلاق على أن من بين أبرز الأعمال التي ينبغي للإنسان أن يقوم بها في هذا اليوم هو دعاء الند بة، والظاهر أن مجيء الدعاء في هذا اليوم يعكس لنا حالة كون تلقي ثمار العناء والتعب المبذول في الأشهر الثلاثة وخصوصا شهر رمضان إنما يكون ويتحصل بتلك العلاقة التي ينبغي أن تترتب مع الإمام عليه السلام وتكون سبباً وراء نزول هذه البركة.
هذا هو شوال العطاء ينظم العلاقة مع الإمام عليه السلام وترجي طلعته المباركة لتضيء في القلوب المجهدة بصيص الأمل وروح التواصل من جديد.
رئيس التحرير