الفهرس
لتصفح الصحيفة بـ Flsh
لتحميل الصحيفة كـ Pdf
المسار
صدى المهدي » العدد: ٤٢ / ذي القعدة / ١٤٣٣ هـ
مواضيع العدد
العدد: 42 / ذي القعدة / 1433 هـ

تمهيدنا

تمهيدنا

الخواء الروحي ونبض الإمام عليه السلام

خلق الله الإنسان ليمارس في هذه الحياة من خلال الطاقة التي منحها تعالى إيّاه، دوراً أعد له، وبمقدوره أن يكون رياديّاً أسوياً أو إنعزالياً فردياً، فبين حالة الخمول والسطوع يعيش الإنسان بطاقة واحدة منحت للجميع على حدّ سواء، والإختلاف إنما هو باستثمار تلك الطاقة، وقد دلّت الآثار فضلاً عن الدراسات على أنّ الإنسان غير محدود من جهة قدرته وطاقته، إلاّ بحدود قدرة الله سبحانه وتعالى، وماسوى ذلك فالإنسان قادر عليه ومتمكّن من تحصيله، وما نجده من نماذج بشرية قريبة من الدّين أو بعيدة عنه، سطع لها نجم وصارت حديث كلّ لسان إنما هو باستثمارها للطاقة المودعة والكامنة في ذاتها، بينما الآخر الذي أخمل نفسه وفرّقها عن طاقتها، وأهدر تلك القيمة العليا لم يذكره الأقربون وفي زمانه فضلاً عن الأبعدين في غير زمانه.

وهنا يأتي تساؤل جوهري ومفرقي، إذ بالإجابة عليه والسير على وفق الجواب يفترق الألمعي من الأشخاص، ذلك المستثمر لمكنونات طاقته والمنمّي لبشريته عن المتكاسل والمتخاذل والمبذّر الذي أكسل نفسه وخذل روحه وتطلعاته، وبذّر ما منحه الله سبحانه وتعالى من طاقة، فكان نصيبه هذا التلاشي السريع والإنعدام الأبدي.

وهذا التساؤل يقودنا إلى تحصيل الأهداف والغايات، وتحقيق الأماني والرغبات، إذ بالإجابة على سؤالِ: كيف نستثمر طاقتنا؟؟ فإننا نحقق أهدافنا.

ونجد أن الجميع ممن أُهلوا للإجابة، سواء كان تأهيلهم إلهيّا كالرّسل والأنبياء والأئمة، أو بشرياً كالعلماء والقادة وذوي العقول الجبّارة، يحاولون إعطاء إجابة واضحة، وفي نفس الوقت نافعة، لكي يستفيد الإنسان منها في تحرير طاقته المودعة، وإطلاقها من الكمون إلى الإنبعاث.

ونحن هنا سنتحدث عن إجابة في إطار وحياني إلهي فضلاً عن كونه عقلائياً بشرياً، وهو ربط ذاتنا وتنميتها وتحرير طاقتها وشحن روح الانبعاث والتجدد فيها من خلال ربطها بدينمو الحركة الكونية ومصدر الحياة في هذا الوجود وهو الإمام المهدي عليه السلام، فالإنسان الذي يوفّق في أن يجعل مساره في الحركة _بغض النظر عن كون الخطوة صغيرة أم كبيرة أو المسافة طويلة أم قصيرة_ مربوطاً بحركة الإمام المهدي عليه السلام ويجعل نظره منصباً على ذلك الوجود الإلهي والاستثمار الكبير للطاقة البشرية فإنّه سيوفق حتماً إلى تحرير تلك القدرة والطاقة لديه ويستثمرها الاستثمار الأمثل، وبذلك سيحقق نتائج مذهلة لم يكن يتوقع تحقيقها في يوم من الأيام، وهذا هو مصداق من مصاديق (من عرف نفسه فقد عرف ربه) فإن الإنسان الذي يلتفت إلى أنّ طاقته مستمدة من طاقة الله سبحانه وتعالى، وأنّ الله سبحانه وتعالى قد أودع مفاتيح هذه الطاقة بيد الإمام عليه السلام، وصيّر وجوده ذائبا في هذا الوجود الإلهي المقدّس فإنّه قد عرف تلك الحقيقة والتمس تحصيلها، وبلا شك سيحقق النتائج المترتّبة على ذلك، وإنْ لم يكن متوقعا لها.

فتنميتنا البشرية هي ربط ذواتنا بالمهدي عليه السلام لأنّ تنميته تنمية هداية، وطاقته طاقة توحيد، ووجوده وجود إلهي وهذه المنظومة هي التي إنْ سلك عليها الإنسان بعد معرفتها، يكون قد حقق هدفه وطموحه.

رئيس التحرير

العدد: ٤٢ / ذي القعدة / ١٤٣٣ هـ : ٢٠١٢/١٢/١٦ : ٤.٦ K : ٠
: رئيس التحرير
التعليقات:
لا توجد تعليقات.