المستبصرون
المستبصرون
نافدة نطل من خلالها على حياة افراد عرفوا الحق فانحازوا اليه فبصرهم الله دينه فكانوا من المستبصرين في الدنيا ومن الفائزين في الاخرى نطلع على حياتهم فنستكشف اسرار تحولهم
عبد الرحمن ترى - مالكي - ساحل العاج
ولد (عبد الرحمن) عام 1975م بمدينة (بندوكو) في ساحل العاج، أكمل دراسته الإعدادية في المدارس الدينية المالكية، تولّى منصب نائب رئيس الجمعية الخطابية في ساحل العاج.
فتح آفاق الحوار العلمي البنّاء:
يقول الأخ عبد الرحمن: (كان سبب تعرفي على الشيعة ومذهبهم التحاقي بمدرسة أهل البيت عليهم السلام في غانا، والتي كنت في بادئ الأمر متخوفاً من دخولها لكثرة ما سمعت من الاشاعات ضد الشيعة، وكان دخولي إليها أثر نصيحة أستاذي وقوله لي: إنّ طالب العلم ينبغي أن لايكون متعصباً في معتقده، بل عليه أن يكون شجاعاً في تتبعه وأبحاثه، وأن لا يخشى مايرد عليه من شبهات، وعليه أن يحاول بجهده وسعيه التعرف على الحقيقة وطلبها حيث ما كانت.
وبهذا الهدف دخلت المدرسة الخاضعة لإشراف علماء الشيعة، وكان أغلب الطلبة هناك من معتنقي مذهب أهل البيت عليهم السلام، وكنت أؤدي تكاليفي العبادية في المدرسة وفق المذهب المالكي، ولم أجد منهم أيّ ردود فعلٌ سلبية، بل كانوا يحترمونني ويكنّون لي كل التقدير،
ومن هنا جرى بيني وبينهم العديد من النقاشات العقائدية المختلفة، وكان أحد محاورها كيفية الوضوء والقول بالمسح أو الغسل للأرجل.
فاقتنعت باستدلالهم وصرت أعمل وفق مذهب الإمامية في هذه المسألة.
وهكذا توالت المناظرات بيني وبينهم حول مسائل عديدة، وكنت أجد نفسي في كل مرّة أمام أدلّة قوّية ومتينة لا مجال لمعارضتها وعدم التسليم لها، حتى آل بي الأمر أن أندفع إلى البحث بصورة موضوعية ومعمقة حول التشيع.
وهكذا بدأت بمطالعة ما وقع بيدي من كتب الشيعة فعرفت بعد ذلك أنّ الشيعة تعتبر الإمامة بالنصّ، وترى أنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يترك الأمّة من بعده سداً، بل نصب لهم من قبل الله عزّوجلّ اثنى عشر إماماً قد اصطفاهم الله تعالى لهذا الأمر.
بعد ذلك درست سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتمعنت بها لقناعتي أنّ سبيل معرفة الإسلام وعقائده الحقّة هو تتبّع سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، لكي يتمكن المسلم من تشييد بنيان مرصوص لمعتقداته.
ومن خلال البحث استوقفتني بعض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التي حدّد فيها مصير الأمّة والخليفة من بعده، والتي بيّن فيها المرجع لحلّ الاختلافات التي قد تحلّ بين المسلمين بعد غيابه صلى الله عليه وآله وسلم. خليفة يتحلّى بصفات تؤهله لأنّ يقوم مقام صاحب الرسالة، لأنّ الخلافة نيابة عنها ونهوض بأعبائها، فلابد أن يكون للإمام علم زاخر مستمد من ينبوع علم الله عزّوجلّ.
وهكذا اعتنق (عبد الرحمن) المذهب الجعفري سنة 1991، وأسس جمعية (الاعتصام بحبل الله) في مسقط رأسه وكان نشطاً للتدريس والتبليغ لمذهب أهل البيت عليهم السلام في (أبيدجان).