الإمام المهدي والطاقة الأسمائية
الإمام المهدي عليه السلام والطاقة الأسمائية
لطيف عبد النبي يونس
يمتلك الجسم الإنساني هالة نورانية تحيط وتمتلك ألواناً تضعف وتشتد تبعا للحالة النفسية والمعنوية للإنسان، وهذه الهالة في حالة اشتدادها يعطيه قدرات هائلة من الفعالية والاتصال والنشاط العقلي والبدني والروحي والتأثير في الواقع على مستويات متعددة.
من الأجهزة الكمبيوترية الحساسة المتطورة في هذا المجال جهاز الاورا الحساس (biosensor) وهو يكشف حجم الهالة وألوانها.
يقول الشيخ رضوان سعيد فقيه مؤلف كتاب الاستشفاء بالطاقة القرآنية تعرفت انا وعائلتي على إحدى المتخصصات في هذا المجال وكانت تتحدث معنا عن هذا الجهاز ودقته فطلبنا منها تجربة من باب الفضول على زوجتي وبناتي فكانت تشرح لي عن انسداد الطاقة وبعض الإمراض وهذا فعلا أنا اعرفه لدى عائلتي. فطلبت منها أن اجري تجربة لقياس الطاقة لدي فاستجابت لي وظهرت الهالة الخاصة بي في الشاشة بلمعانها وألوانها فقالت عندك الهالة صغيرة ووضحت ذلك وبعد أن انتهت قلت لها أريد ان أقوم بتجربة ثانية فلبت طلبي وعندما ظهرت الصورة في الشاشة قالت لي ماذا فعلت؟ قلت لها ما المسألة؟
قالت كل شيء تغير سواء حجم الهالة أو ألوانها فماذا فعلت وأصرت على المعرفة فقلت لها لقد قرأت آية النور (اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ ... الآية) وهذا يدل على ان للقرآن نوراً خفياً لا تراه العيون ولكنه فعال في ذاتنا وهو والذي ينور به قلوبنا وأرواحنا وأعضاءنا وأعصابنا وباطننا وبه نستطيع أن نغير الكثير من الأمور في ذواتنا وخارج ذواتنا.
فإذا كان إنسان عاديا قرأ آية من كتاب الله وهي آية النور تغيرت هالته النورية إلى أضعاف ما كانت عليه فكيف من هو القرآن الناطق وكيف بمن هو لايفارق القرآن ويلازمه دوما وابداً، وكيف بمكن هو خليفة الله في الأرض يقينا سيكون هو أعلى طاقة واكبر طاقة كونية وبالتالي هو المسير على زمام مسارات الطاقة الكونية.
الإمام المهدي عليه السلام والطاقة الاسمائية:
المتفق عليه عند المسلمين _سنة وشيعة_ أن الإمام المهدي هو آخر الخلفاء الاثني عشر وهو المنصّب من الله تعالى وهو الذي يملا الارض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا.
فإذا كان كذلك فهو يقينا ينطبق عليه الحديث المتواتر عند السنة والشيعة (عبدي اطعني تكن مثلي أنا أقول للشيء كن فيكون وانت تقول للشيء كن فيكون) وأن من يمتلك القدرة على أقامة الدولة العالمية الكبرى التي سعى لها كل الأنبياء، لاشك ولاريب أنه يمتلك الطاقة الاسمائية الكاملة، فالمثلية لله سبحانه وتعالى يقينا ليست بالذاتية وإنما بما تتجلى فيه من أسماء وصفاته ومن هنا فإن نظرية الإنسان الكامل التي يقول بها الشيعة الإمامية هي متمثلة بالإمام المهدي عليه السلام كما كانت في آبائه وجده المصطفى عليهم صلوات الله أجمعين.
والمثلية أيضاً تتجلى في أنه عليه السلام نور الله عزوجل في الأرض فكما ان الله نور السموات والأرض فتشير النصوص المهدوية أن دولة الإمام المهدي عليه السلام تتخطى الأرض لتصل إلى السموات فالنصوص تؤكد أن السفر إلى الكواكب سيكون من السهولة كما هو السفر بين بلدان الأرض، وأنه يسخّر له الصعاب حتى يرتقي في الأسباب وهي أسباب السموات والأرض، اذن دولة الإمام المهدي عليه السلام ستنفتح على أقطار السموات أيضاً ولولا أنه يمتلك هذه النورية الإلهية لما استطاع أن يصل إلى هذا الفعل الكوني، وهناك إشارة إلى أن ذي القرنين امتلك هذا الفعل ولكنه ليس كاملاً، كما أن سليمان عليه السلام كان مسخر له الكثير من القوانين الإلهية وحتى الجن.
ولو أردنا ان نوضح الطاقة الاسمائية للإمام المهدي عليه السلام لم تكفنا أوراق، لأن أسماء الله عزوجل لاتحصى كذلك تجلياتها في الإمام المهدي عليه السلام، وثانيا أنى لنا أن نصل إلى ما سيكون وما يحدث من أفعال الإمام المهدي عليه السلام ولولا الاشارات التي وصلت الينا لما تكلمنا بهذا الشأن.