من فقهائنا
من فقهائنا
سلسلة من المقالات تسلط الضوء على حياة الفقهاء النواب للإمام المهدي القائم عليه السلام
العلّامة الشيخ محمد باقر المجلسي قدس سره
هيئة التحرير
اسمه ونسبه قدس سره:
هو الشيخ محمّد باقر بن الشيخ محمّد تقي المجلسي، وينتهي نسبه إلى أحمد بن عبد الله المعروف بـ (الحافظ أبو نعيم)، صاحب كتاب (حلية الأولياء في طبقات الأصفياء).
ولد الشيخ المجلسي عام 1037هـ. في مدينة أصفهان.
من أساتذته قدس سره:
درس قدس سره الشيخ المجلسي على يد العلماء الأعلام في زمنه، منهم:
- أبوه، الشيخ محمّد تقي المجلسي.
- الشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي.
- الملا محمّد صالح المازندراني.
- الشيخ فخر الدين الطريحي.
تلامذته قدس سره:
تتلمذ عليه قدس سره الكثير من العلماء الأجلاء نذكر منهم:
- السيّد نعمة الله الجزائري.
- أبو الحسن الفتوني العاملي.
- الشيخ محمّد حسين النوري.
- السيّد محمّد صادق المازندراني.
- الشيخ سليمان الماحوزي، المعروف بالمحقّق البحراني.
من مؤلفاته قدس سره:
ترك الشيخ المجلسي قدس سره ثروة كبيرة مما ينتفع به الدارسون والمستفيدون، ومن تلك المؤلفات:
- بحار الأنوار، الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار عليهم السلام.
- مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
- ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار.
- الفوائد الطريفة في شرح الصحيفة.
- حواشي متفرّقة على الكتب الأربعة.
وغيرها الكثير.
من صفاته وأخلاقه قدس سره:
أوّلاً: ذكره لله:
كان محافظاً على جميع أوقاته، موظّفاً تلك الأوقات في سبيل الله وإعلاء كلمته، وكان لسانه دائماً يلهج بذكره جلَّ وعلا، وقد نقل عنه السيّد نعمة الله الجزائري حيث قال: رافقته سنين طويلة، وكان معي ليل نهار، وخلال هذه المدّة الطويلة كان شديد الحذر في أعماله المباحة ، فكيف يمكن أن يُتصوَّر منه المكروه؟!
ثانياً: التزامه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
انتشرت في زمانه قدس سره آراء وأهواء الصوفية في أنحاء إيران، فلم يتحمَّل مشاهدة تلك الانحرافات، فأخذ يكشفها للناس عن طريق الخطب، والكلمات، وتأليف الكتب، التي تفضح مثل هذه الانحرافات، وتوضيح النهج الصحيح للإسلام.
وعندما كان الشيخ المجلسي قدس سره رئيساً لدار السلطنة في أصفهان أيّام حكم الدولة الصفوية، انتشرت كذلك بعض المفاسد الأخلاقية، وكان على رأس تلك المفاسد شرب الخمور، وبفضل حنكته في إدارة الأُمور استطاع أن يقنع السلطان حسين الصفوي بإصدار أمر يقضي بمنع تعاطي الخمور، ومعاقبة كُلّ من يخالف ذلك.
ثالثاً: مساعدته للفقراء والمحتاجين:
كان قدس سره يسعى دائماً لرفع احتياجات المؤمنين الفقراء، والدفاع عن حقوقهم المغتصبة من قبل الظالمين، ويسعى بشتّى الطرق لدفع الظلم عنهم، وكان يحاول إيصال أخبار المحتاجين والفقراء إلى أسماع وُلاة الأمر، لكي يقوموا بتحمّل مسؤولياتهم تجاههم. ومن مميّزاته الأُخرى محافظته على سُنن الأئمّة الأطهار عليهم السلام، وكذلك الجلال والوقار الذي كان يحمله.
من خدماته قدس سره للمذهب الجعفري:
- تدريس كتب الحديث، وحلّ مبهمات تلك الكتب.
- إقامة صلاة الجماعة والجمعة، والاهتمام ببناء المساجد.
- إجابته عن استفسارات الناس، وحل مشكلاتهم عن طريق مخاطبتهم باللغة السلسة التي يفهمونها.
- قيامه بإيضاح ما صعب من الكتب الأربعة المعتمدة عند الشيعة الإمامية، لهذا نجده قد كتب شرحاً لكتابي (الكافي والتهذيب).
- ترجمته ونشره علوم أهل البيت عليهم السلام باللغة الفارسية لتوسيع اطِّلاع المسلمين الشيعة في إيران، سيَّما أن أكثر الكتب التي تتحدّث عن فكر الشيعة ومعتقداتهم مكتوبة باللغة العربية.
- اتخاذه من المعابد والمقاهي وما شابهها مجالس للوعظ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، باعتبارها من الأماكن العامّة لتجمُّع الناس آنذاك.
من أقوال العلماء فيه قدس سره:
- قال الشيخ يوسف البحراني في لؤلؤة البحرين: (العلاّمة الفهّامة، غوَّاص بحار الأنوار، ومستخرج لآلي الأخبار وكنوز الآثار، الذي لم يوجد له في عصره، ولا قبله ولا بعده قرين في ترويج الدين، وإحياء شريعة سيّد المرسلين، بالتصنيف والتأليف، والأمر والنهي، وقمع المعتدين والمخالفين من أهل الأهواء والبدع والمعاندين...).
- قال الشيخ محمّد الأردبيلي في جامع الرواة: (أُستاذنا وشيخنا وشيخ الإسلام والمسلمين، خاتم المجتهدين، الإمام العلاّمة، المحقّق المدقّق، جليل القدر، عظيم الشأن، رفيع المنزلة، وحيد عصره، فريد دهره، ثقة، ثبت، عين، كثير العلم، جيّد التصانيف...).
- قال الشيخ الحر العاملي في أمل الآمل: (عالم، فاضل، ماهر، محقّق، مدقّق، علاّمة، فهّامة، فقيه، متكلّم، محدّث، ثقة ثقة، جامع للمحاسن والفضائل، جليل القدر، عظيم الشأن...).
وفاته قدس سره:
توفّي الشيخ المجلسي رحمه الله في السابع والعشرين من شهر رمضان 1111هـ، ودفن بالجامع العتيق بمدينة أصفهان في إيران.