شيعة فرنسا تحرك فاعل ونشاط واعد
انّ انتشار مذهب أهل البيت حالة حتمية سيؤول إليها أمر البشرية لا محالة، وان مسألة تحقيقها امر بات قريبا؛ لاسباب كثيرة، من ابرزها الفكر الضخم والاطروحة المفعمة بعلاج المشاكل البشرية المزمنة، فالدين المحمدي يمثل حالة التواصل الحيوي مع مبادئ السماء وإلى يومنا هذا من خلال ولي الله الأعظم الحجة بن الحسن عليه السلام.
ونحــــــن في ((صدى المهدي)) سنفرد لهـــــذه الظاهرة الحتمية صفحة خاصة نتناول خلال اعمدتها انتشار التشيع فكراً وعقيدة في أغلب بلدان العالم والذي يسهم ان شاء الله في تهيئة الأرضية المناسبة والجو الملائم للظهور المبارك لصاحــــــــب العصر والزمان عليه السلام.
شيعة فرنسا تحرك فاعل ونشاط واعد
اعداد: هيأة التحرير
فرنسا / الواقع الجغرافي:
الجمهورية الفرنسية دولة أوربية تقع في أوربا الغربية, وتمتد من البحر الأبيض إلى القناة الانجليزية وبحر الشمال, ونهر الراين إلى المحيط الأطلسي, وهي مجاورة للمملكة المتحدة, بلجيكا, لوكسمبورغ, ألمانيا, سويسرا, إيطاليا, موناكو, أندورا وأسبانيا.
ولها أيضاً جزر وأراض وراء البحار الواقعة في القارات الأخرى.
حيث تشترك بحدود الأرض مع البرازيل, سورينام, وجزر الأننيل الهولندية.
تبلغ مساحة الجمهورية الفرنسية 551500 كم2, أما التعداد السكاني فيها فيبلغ 60 مليون نسمة.
الواقع الديمغرافي / الديني:
فرنسا دولة علمانية، تعتبر الحرية الدينية حقاً دستورياً, عدد المسيحيين الكاثوليك فيها 65% من مجموع السكان.
أمّا اللادينيين ونقلاً عن الويكيبيديا فإنهم يشكلون 15%, ويأتي بعدهم المسلمون ويشكلون 6%, ويشكل البروتستانت 2%, واليهود 1%, والبوذيون 1% أيضاً, أما الذين يؤمنون بأديان أخرى فتصل نسبتهم إلى حوالي 10% تقريباً من مجموع السكان.
ايام عاشوراء في فرنسا
الواقع الاقتصادي:
يدمج اقتصاد فرنسا عمل حر شامل, وتحتفظ الحكومة بالتأثير الكبير على القطع الرئيسية من قطاع البناء التحتي بملك أغلبية شركات سلك الكهرباء, الطائرات و الاتصالات.
وفرنسا عضو بمجموعة الدول الصناعية الكبرى, ولها خامس أكبر اقتصاد في العالم في 2004 وذلك بعد الولايات المتحدة,الصين , اليابان, ألمانيا, وهي خامس أكبر مصدر للسلع المصنعة في العالم, وهي عضو منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية وثاني أهم مستثمر مباشر خارجي في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية وتعد فرنسا أكبر بلدان الطاقة الغربية بعد استثمارها الثقيل في الطاقة النووية.
وتمتلك فرنسا ترسبات طبيعية كثيرة من خام الحديد والبوكسيت والفحم الحجري والفحم والغاز الطبيعي، والصناعات الخدمية الحكومية والخاصة من أهم القطاعات الاقتصادية في فرنسا.
وكانت المناطق الكبيرة للأراضي الخصبة وتطبيق التقنية الحديثة، وجمع الإعانات المالية الأوربية قد جعلت فرنسا المنتج الزراعي البارز في أوربا. وتعد التربة الخصبة من الموارد الطبيعية فيها حيث أن 90% من أراضيها من أخصب الأراضي الزراعية.
بزوغ الإسلام والتشيع في فرنسا:
لقد استوطن المسلمون فرنسا في مرحلتين عبر التأريخ، أحداهما تتعلق بتهجر مسلمي الأندلس الجارة, وتمتد هذه المرحلة من القرن الثامن إلى القرن الخامس الميلادي, أمّا المرحلة الثانية فتبدأ من الحرب العالمية الأولى في مطلع القرن العشرين إلى يومنا هذا.
مؤسسات شيعية في فرنسا:
ينشط الشيعة في فرنسا، ويتجسد نشاطهم هذا في جمعيات أنشؤوها هناك, ومازالت تؤدي كبير دورها الإسلامي, ومنها:
- الجمعية الإسلامية اللبنانية. في تولوز:
وتنشط بإقامة دعاء كميل كل يوم خميس, والاحتفال بالمولد النبوي ومواليد الأئمة عليهم السلام والمجالس الحسينية, ومحاضرات آل البيت عليهم السلام، ويديرها (mmecliet).
- الاتحاد الشيعي الفرنسي, في غراند سيندت (بادوكاليه):
وهو تجمع رسمي يمثل الشيعة هناك بجميع أصولهم ومنابعهم, وهدفه تقوية الوعي لديهم ونشر ثقافة آل البيت عليهم السلام، ويديره (يحيى القواسيمي).
- مركز الزهراء عليها السلام / في غراند:
وينشط في نشر آراء مذهب أهل البيت عليهم السلام, والكشف عن الروح العالمية لرسالة آل البيت عليهم السلام, والاستشهاد بعلومهم, ونشر الكتب واللقاءات المحاضرات وإقامة السفرات, ويديره (قواسمي يحيى طاهري) و(جمال عبد الكريم خالد). الصفحة على الإنترنت: ce صلى الله عليه وآله وسلمtre-zahra.com.
مقر مركز الزهراء مركز الزهراء فرنسا
- جمعية الغدير الإسلامية /باريس:
وأنشطتها ثقافية اجتماعية دينية لعموم المسلمين في فرنسا, عن طريق الوعي الديني, وعبر إقامة أفراح ومآتم آل البيت عليهم السلام، ويديرها (محمد فرحات) (أبو عدنان). الصفحة على الإنترنت: alghadir.org.
جمعية الغدير فرنسا
- مركز زينب عليها السلام/تولوز:
وهي عبارة عن مدرسة لنشر معارف أهل البيت عليهم السلام. الصفحة على الانترنت: ce صلى الله عليه وآله وسلمtre-zay صلى الله عليه وآله وسلمab-toulouse.com
شخصيات شيعية فرنسية:
- وارتون كرباسي (حسين إثنا عشري):
ولد وارتون كرباسي بقرية (فونتنبلو) التي تبعد عن باريس قرابة الخمسين كيلو متراً. أكمل دراسته الاكاديمية في دار المعلمين ثم تخصص بهندسة الراديو والكهرباء.
لم يبق وارتون طويلاً في فرنسا، حيث وقّع عقداً عام (1956م) مع إحدى شركات الطيران لمدة سنة واحدة في مطار (مهرآباد) الدولي في طهران.
اغتنم وارتون كرباسي اوقات فراغه في ايران بالمطالعة والدراسة حول الدين الاسلامي عموماً والمذهب الشيعي على وجه الخصوص، وشاءت الحكمة الالهية ان يصاب بمرض عضال. وبمرور الأيام أشتد مرضه ومعاناته وتزامنت شدة المعاناة مع شهر محرم الحرام، يقول وارتون: (كانت بجواري دار واسعة أُعدت للتعزية بالمناسبة، وكانت المآتم تقام في الليالي وتُلقى فيها ذكريات المصائب (فاتفق ذات ليلة ان قدم الى أحد خدمة المأتم طبق شاي، وقال: تشتهي أن تشرب شاي الإمام الحسين عليه السلام فقبلت منه على اشتياق ورغبة تامة، وعندما لمست شفتاي ذلك الشاي، أحسست أن نوراً خاطفاً أضاء في فكري، فناجيت ربي: (إلهي بحرمة الإمام الحسين عليه السلام ومنزلته أرني معجزة خارقة لأستريح من هذه الآلام وفي اليوم التالي وعند نهوضي من فراشي رأيت عجباً، إن المعجزة وقعت، وشفيت). فما كان منه الا ان نطق بالشهادتين واعلن تشيعه امام محضر جمع من علماء قم المقدسة .
- الشيخ سانكو محمدي:
الشيخ سانكو محمدي هو إمام مسجد ومدير مركز الإفتاء ورئيس علماء أهل السنة في فرنسا،مسقط راسه من الكاميرون مضى عليه أكثر من 43 سنة في فرنسا وعند زيارته العراق وكربلاء المقدسة قال: (الآن عرفت الشيعة في كربلاء، ولم أكن أعرف الشيعة كما عرفتهم الآن، كأنكم اليوم غسلتم دماغي من كل الموروث الأسود، إن اكتشافي للشيعة حرر لي دماغي، حرر عقلي، فأصبحت اليوم حراً، ما رأيته ووجدته أصبح من الواجب عليّ أن أنقله كله الى العالم المغيب عن هذه الحقيقة). وقال أيضاً: (أنا كنت في غيبوبة تامة، مؤسف جداً أن عمري الآن 68 سنة ولم أعرف الشيعة).
وقال الشيخ محمدي: (ولكني سأكون جندياً من جنود التشيع، أعرّف العالم بالشيعة،الآن عرفت الإسلام الحقيقي، ها أنا أبكي وأنا أزور آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذين أخفوهم عنّا، زرت المدينة المنورة، ولم أجد آل بيت النبي عليهم السلام، ولم اطّلع عليهم، واليوم اكتشفتهم).
شيعة فرنسا / الواقع والطموح:
حيث الحضور الإسلامي الشيعي في فرنسا وحيث التحديات القائمة هناك، والمتأتية من علمانيين غارقين في علمانيتهم، غير متفهمين للواقع الإسلامي، كذلك ما يسببه من تبرقعوا بالإسلام لينشروا زيف افكارهم.
كان لابدّ من تقويم وضع الشيعة هناك والعمل على تأصيل جذور وجودهم بتثبيت عقيدتهم وتسليحهم بما يقوي هذه العقيدة, لتكون هذه التقوية مصدر خير ونشر للإسلام الحق بطريقه الصحيح الذي أختطه له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, وذلك بشتى الوسائل والطرق التي يراها أصحاب الشأن ومن يتحمل هذه المسؤولية العالمية الشريفة.
جمعية فرانكو فرنسا