قصة قصيرة: بلّغ رسالتي لجدي الحسين
قصة قصيرة
بلّغ رسالتي لجدّي الحسين عليه السلام
محمد حسن عبد
استبشر السيد عبد الرسول برسالة تلقّاها من صديقه السيد ناصر يخبره فيها بقرب قدومه لزيارة الأضرحة الشريفة في كربلاء المقدسة فهو لم يره منذ مدّة.
اهتم السيد أيّما اهتمام وبدأ بإعداد ما تستدعيه أصول الضيافة لصديقه.. ولا غرابة فقد اعتاد السيد ذلك، وهو الذي قضى عمره بخدمة زوار أبي الفضل العباس عليه السلام.
بعد عدة أيام جاء الضيف.. بمعيّة عائلته.. وكانت المفاجأة، لقد جاء السيد ناصر، ولكنّه مصاب بمرض عجز أطباء إيران وبريطانيا من علاجه. ورغم عجز الأطباء من شفائه إلاّ أنّ السيد ناصر _المؤمن بالله_ لم يفقد الأمل، بل إنه قصد باب الحوائج أبي الفضل العباس عليه السلام، طالباً من الله والمعافي، الشفاء بحق منزلة أبي الفضل عنده. والذي ما إن وقعت عينه على قبة ضريحه المقدس حتى دمعت عيناه فخاطب باب الحوائج متوسلاً إلى الله تعالى بحقه وحقّ أخيه الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام أن يخلّصه الله تعالى مما هو فيه من ألم ومعاناة.
لم يكتف السيد ناصر بزيارة الضريحين المقدسين في كربلاء بل قصد مع شدة مرضه، أمير المؤمنين عليه السلام في النجف الاشرف، والكاظمينL وقصد العسكريينL في سامراء.
وفي آخر زيارة السيد لمرقد العسكريين عليه السلام كان الألم قد أشتد بسبب وعورة الطريق ومشقّة السفر، وبينما هو يلهج ويستغيث ويكرر نداءه:
- يا صاحب الزمان أغثني يا صاحب الزمان أدركني.
في أثناء ذلك أقبل عليهم رجل مهاب الجانب ويتلألأ وجهه ضياء وتحيط به منها هالة نورانية طلب هذا الرجل من السيد ناصر أن يقترب منه قليلاً فأجابه السيد ناصر بكلّ توجع:
- لا أستطيع الحركة.
عندها اقترب الرجل منه ووضع الرجل يده على ظهره ومرّر يده على فقراته واحدة واحدة ثم قال له:
- ستشفى إن شاء الله.
هذه الكلمات بعثت الأمل كثيراً في قلب السيد ناصر وزوجته وأحس السيد براحة تنتابه، بعدها قال للرجل.
- ما أسمك يا سيدي؟
فقال الرجل:
- عبد الله.
وقبل أن يغادرهم قال:
- يا سيد ناصر هذه هي ليلة الجمعة، ليلة الدعاء، فاذهب على أيّة حال إلى جدّي الحسين عليه السلام وقل له:
- إنّ ابنك قد دعا لي بالشفاء فاشفع لي إلى الله في ذلك.
وفعلاً ما إن وصلوا كربلاء حتى ذهب السيد ناصر إلى حرم سيد الشهداء عليه السلام، وابلغ الرسالة، ثم ذهب إلى دار مضيفه فنام من تعبه فوراً.
- وعند أذان الفجر، وعندما دخلوا الغرفة لإيقاضه.
وكانت الدهشة الكبيرة. فلقد وجدوه قائماً يصلي وقد عوفي بالكامل.
لقد رأى سيد الشهداء عليه السلام في منامه وأمره أن يقوم فقد استجيب فيه دعاء ابنه الحسين عليه السلام الذي لم يفتر لسان السيد عن ذكره. صاحب العصر والزمان الإمام المهدي عليه السلام.