الله تعالى يظهر بالإمام المهدي دين الإسلام على جميع الأديان
الله تعالى يظهر بالإمام المهدي عليه السلام دين الإسلام على جميع الأديان
د. السيد هادي عيسى الحكيم
قال تعالى في محكم كتابه العزيز: (هُوَ الَّذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ...).
ولا شك في أنّ هذا المعنى القرآني _إظهار دين الله على كل الأديان_ من الثابت والمجمع عليه عند أهل بيت النبوة عليهم السلام وشيعتهم، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أكّد وبكل وسائل التأكيد أنّ الله سبحانه وتعالى سيظهر الإسلام بالمهدي المنتظر عليه السلام على الدّين كلّه، بحيث تختفي كلّ الأديان التي تبعها الناس ويعتقدون بها وتتلاشى ولا يبقى منها إلاّ دينه، دين الإسلام، كما جاء في (ينابيع المودة) ص423، و(منتخب الأثر) للرازي ص 294، وهذه المعلومة عند أهل بيت النبوة عليهم السلام وأوليائهم من المسلّمات التي لا يختلف فيها اثنان، لأن المهدي عليه السلام ستكون له دولة عالمية يشمل حكمها وسلطانها ونظامها كل أقاليم الكرة الارضية،...
وستكون المنظومة الحقوقية الإلهية المتكوّنة من القرآن الكريم والسنّة النبوية هي القانون الأوحد والنافذ في هذه الدولة الإلهية المحمدية المهدوية، وسيكون دين الإسلام هو الدين الرسمي والفعلي لرعايا ومواطني تلك الدولة كافة، حيث ستتزامن عملية بناء الدولة العالمية مع عملية نشر الاسلام وهدي الناس إليه وقد ذكر ذلك كتاب (الارشاد) ص364 وكتاب (روضة الواعظين) ج2 ص537، إن الإمام المهدي عليه السلام سيصنع كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حيث سيعدم أمر الجاهلية كله ويستأنف الإسلام جديداً.
وأكّد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هذا المحتوم بقوله: (امّا والله لاتذهب الأيام والليالي حتى يحيي الله الموتى ويميت الأحياء، ويردّ الله الحق الى أهله ويقيم دينه الذي ارتضاه لنفسه ونبيّه فأبشروا ثم أبشروا).
والثابت بأن عيسى بن مريم عليه السلام سينزل ويظهر في زمن المهدي عليه السلام، وأنّ المهدي المنتظر سوف يؤمّ المسيح ابن مريم عليه السلام في الصلاة، مما يعني أنّ الإمام المهدي عليه السلام هو الإمام الشرعي والرئيس الفعلي لأمّته ورعاياه في العالم كله.
ويفهم بوضوح من الاحاديث والأخبار التي عالجت هذه الناحية بأنّ السيد المسيح عليه السلام مكلّف بمهام معينة تساعد على تمكين أمر المهدي عليه السلام وهزيمة أعدائه، وأنّ الاثنين يشكّلان فريقاً واحداً برئاسة المهدي عليه السلام ينصبّ هدفه بالدرجة الأولى والأخيرة على إنقاذ الجنس البشري وهدايته إلى الصراط المستقيم والعمل معاً لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة أعداء الله هي السفلى ويتوحّد العالم كلّه ليكون دولة واحدة بدين واحد هو دين الله (الإسلام).
وقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام قوله: (كأنّي بالقائم عليه السلام على نجف الكوفة، قد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة، جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، والمؤمنون بين يديه وهو يفرّق الجنود في البلاد).