شعراء مهدويون: الشيخ بهاء محمد بن الحسين العاملي
شعـــراء مهدويون
الشيخ بهاء محمد بن الحسين العاملي
حسن عبد الأمير الظالمي
هو الشيخ بهاء الدين أبو الفضائل محمد بن الحسين الحارثي الهمداني العاملي، ولد في بعلبك _أي لبنان_ سنة 953هـ، هاجر أبوه إلى إيران، فحظي الشيخ البهائي بمنزلة رفيعة لدى الشاه عباس الأول وارتقى منصب شيخ الإسلام، سافر إلى عدة أمصار إسلامية، توفي في اصفهان سنة 1031هـ ونقل جثمانه إلى مشهد المقدسة ودفن هناك.
نظم الشعر في أغراض متنوعة، وأكثر شعره في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام، في قصيدة له أسماها (وسيلة الفوز والأمان)، قال فيها يمدح الإمام المهدي عليه السلام:
ولا انتشرت في الخافقين فضائلي خليفة رب العالمين وظله هو العروة الوثقى الذي من بذيله امام هدى لاذ الزّمان بظلّه |
|
ولا كان في المهدي رائق اشعاري على ساكني الغبراء من كل ديّارِ |
وقال في مقطع من هذه القصيدة يستغيث بالإمام المهدي عليه السلام:
أيا حجةَ الله الذي ليس جاريا أغث حوزة الاسلام واعمر ربوعه وأنقذ كتاب الله من يد عُصبة يحيدون عن آياته لروايةٍ وانعش قلوبا في انتظارك قرّحت |
|
بغير الذي يرضاه سابق أدوارِ |
ويستنهض الإمام المهدي عليه السلام إلى تعجيل الفرج وإعلاء كلمة الله سبحانه فيقول:
وعجّل فداك العالمون بأسرهم تجد من جنود الله خيرَ كتائب بهم من بني همدان أخلص فتيةٍ أيا صفوة الرحمن دونك مدحة |
|
وبادر على اسم الله من غيرِ إنظارِ |
وقد لاحظنا في شعره رقة العبارة، وسلالة اللغة، ووضوح الصورة.
وهو العالم الربّاني والمؤلف الكبير الذي لاتعصيه العبارة ولا تعجزه المفردة، ولكنّه حين ينظم يترك لقلبه أنْ يسترسل، ولعاطفته أنْ تسيل.
وفي كلماته التي قرأناها صور جميلة مثل (إمام هدى لاذ الزمان بظلّه) وعبارة (أغثْ حوزة الإسلامِ واعمر ربوعه) وعبارة (دونك مدحة كدرّ عقودٍ في ترائب أبكارِ).