شعراء مهدويون: السيد محسن الأمين العاملي
شعراء مهدويون
السيد محسن الأمين العاملي
هو السيد محسن بن عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي، من أشهر علماء عصره.
ولد في (شقراء) من قرى لبنان سنة 1281هــ، انتخب عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق، شاعر وأديب معروف، له الكثير من المؤلفات، إضافة إلى ديوانه: (الرحيق المختوم)، مثل: (الحصون المنبعة) (أعيان الشيعة) (تحفة الأحباب)، وغيرها.
توفي في بيروت عام 1371هـ.
قال السيد محسن الأمين شعراً في الإمام المهدي عليه السلام، وبيّن فيه شوقه إليه وحبّه له واعتقاده بوجوده، وقد نظم قصيدة طويلة رداً على قصيدة محمود شكري الآلوسي التي وردت من بغداد عام 1317هـ إلى علماء النجف الأشرف، تشكّك بوجود الإمام المهدي عليه السلام، وجاءت قصيدة السيد الأمين هذه في 309 أبيات، وقد تضمنت ردّاً عقلياً ونقلياً، وإثباتاً رائعاً لحقيقة الإمام المهدي عليه السلام، جاء في بعضها:
إذا جاز عند الظلمِ تأخيرُ خلقِه فقد جازَ بعد الخلقِ في حقّه السترُ
وهل كان قبل الأربعين محمّدُ لدعوته يخفي وقد ظَهر الكفرُ
وكيف أسرَّ الرسلُ من قبلُ دينَهم زماناً وهل لله في كتمِهم سرُّ
وقد غاب مَن قد غابَ منهم لخوفهِ وشُرّد حتّى نالهُ الجهدُ والضرُّ
ورداً على قول الآلوسي:
وإنْ قيل مِن خوفِ الطّغاةِ قد اختفى فذاكَ لعَمري لا يجوّزهُ الحِجرُ
قال السيد الأمين:
وأنكرتَ أنْ يخشى الرّدى بعدما درى يقيناً بعيسى أنْ سيجمعه الدهرُ
فقل لي موسى كيفَ تؤمرُ أمُّهُ بإدخالهِ التابوت يقذفهُ الغمرُ
وقد كان يدري اللهُ أنّ ابنها غداً سيغلب فرعوناً وتصفو له مصرُ
وكيف اختفى في ليلةِ الغار أحمدُ وفي غيرِها خوفَ الرّدى وله الفخرُ
وهناك نرى شعراً متماسك الحجة، قويّ الدلالة، مع احتفاظه بجمال الصورة، وقوة السبك، وجزالة اللفظ، وهو دليل تمكن الشاعر من اللغة وتبحرّه في الشعر.
وقد دلّل السيد العاملي بشكل قاطع على وجود الإمام الحجة عليه السلام بالقول:
وقد صحّ في الأخبار مما رويتم وفي حصرِه تفنى الدفاترُ والخبرُ
ظهورُ إمام لا محالةَ قائمٌ بنصر الهدى في كفّه الخيرُ واليسرُ
ويملؤها عدلاً وقسطاً كما امتلت من الجورِ لا يخلو بها أبداً شبرُ
وإنّ إسمه كاسم النبيّ وجدّه عليّ وإنّ الأمَّ فاطمةُ الطهرُ
وقد أوضحت تلك الرواياتُ نعتَه وحليته كي يفهَم الجاهلُ الغِرُّ
وقال يردُ على فرية السّرداب التي يتّهمنا بها المخالفون:
فما أسعدَ السردابَ في سرّ من رأى وأسعَد مِنه البيت والركنُ والحجرُ
وما شرّف السّرداب إلاّ لأنّه بدارِ تناهى عندها العزُّ والفخرُ
تشرّف مغناها بسكنى ثلاثة من الآل يستسقى بذكرهم القطرُ
وقد أذن الباري تعالى برِفعها وذكرِ اسمِه فطابَ لها الذّكرُ