الفهرس
لتصفح الصحيفة بـ Flsh
لتحميل الصحيفة كـ Pdf
المسار
صدى المهدي » العدد: ٥٣ / شوال / ١٤٣٤ هـ
مواضيع العدد
العدد: 53 / شوال / 1434 هـ

معرفة الإمام عليه السلام على ضوء الزيارات / الحلقة الثالثة

معرفة الإمام  عليه السلام على ضوء الزيارات/ الحلقة الثالثة

الشيخ حسين الصالح

السلام عليكم أعزائي القراء الناهلين من بساتين الهدى الحياة الأبدية، ها نحن ذا عدنا لحديقة الحياة النورانية لنقطف سويا تلك الإيجابية الموجهة لطريق الحق وامتداد الرسالة السماوية، ونستمد من المعين المقرب لنا للتعرّف أكثر على شخصية ومقام إمام العصر والزمان عليه السلام كيف لا يكون وهو خاتم الأوصياء وحامل لواء الحق وكلمة التوحيد, والمنتظر في كل حين.
إنّه عليه السلام كآبائه الطاهرين (باب الله) كما ورد في زيارته عليه السلام: (السلام عليك يا باب الله وديّان دينه) وكما ورد في دعاء الندبة: ( أين باب الله الذي منه يؤتى)
والمقصود من (باب الله) باب علمه وتوحيده وأحكامه وأسراره وجميع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فلنوضح هذا المقام والمنصب العظيم الالهي الذي أعطاه الله تبارك وتعالى، ويجب علينا الالتزام به اعتقاداً وعملاً في ضمن نكات:

- باب التوحيد ومعرفة الله: أنّ الله تعالى خلقنا للعبودية كما صرّح في قوله: (وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) تتفرع العبودية والعبادة على المعرفة، فالعبادة بدون معرفة محال, إذن أساس الدين وركنه هو معرفة الله عز وجل : (أول الدين معرفته) وكذلك لا يمكن معرفة الله في يومنا هذا من غير طريق الإمام الحجة عليه السلام الذي هو (باب معرفة الله والسبيل والطريق إلى معرفته سبحانه).
وبيّن الإمام الحسين عليه السلام هذا المطلب لأصحابه فقال عليه السلام: (أيها الناس إن الله جل ذكره ما خلق العباد إلاّ ليعرفوه فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة ما سواه، فقال له رجل يا ابن رسول الله بأبي أنت وأمي فما معرفة الله؟
قال: معرفة اهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته) فالإمام المهدي عليه السلام يهدينا الى معرفة الله تعالى وهو الهادي في هذا العصر وهو تفسير لقوله تعالى: (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ).
- باب محبة الله: علامة محبة الله, التبعية و الإطاعة لولي الله المنصوص من قبل الله تعالى كما قال تعالى في سورة آل عمران: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُوني‏ يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) فاتباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم محبة الله ورضاه غفران الذنوب, فأي سعادة أعظم من أنْ يكون الإنسان محبوباً لربه وخالقه ونيل هذا المقام مرهون بإطاعة الله وإطاعة الله تظهر في إطاعة ولي الله المعصوم.
ومن العجيب أنّ الله أمر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم مع كونه سيد الخلق من الأولين الآخرين بحب الامام الحجة عليه السلام في ليلة المعراج، في ليلة معراج حين رأى  صلى الله عليه وآله وسلم أنوار الأئمة الاثني عشر في المعراج ونور القائم من آل محمد عليهم السلام في وسطهم يتلألأ كأنه كوكب درّى فسئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يا رب من هؤلاء؟ فأوحى الله تعالى لنبيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (هؤلاء الأئمة وهذا القائم يحل حلالي ويحرم حرامي وينتقم من أعدائي يا محمد أحببه فإني أحبه وأحب من يحبه).
- باب العلم الرباني: لا يخفى فضيلة العلم ومكانة العالم على العقلاء وأنّه من أعظم نعم الله التي وهبها لعباده, ولكنّ الله تعالى أمر أنْ نأخذ العلم من العلماء الربانيين الذين هم الراسخون في العلم وهم عيش العلم وموت الجهل وهم المعصومون الأربعة عشر عليه السلام كما ورد في تفسير قوله تعالى: ( فلينظر الإنسان إلى طعامه) عن الإمام الباقر عليه السلام: (علمه الذي يأخذه عمن يأخذه) ومن اخذ العلم من غير أهل العصمة عليه السلام هلك و أهلك ولذا حث أئمتن عليهم السلام بأخذ العلم منهم لأنّهم خزّان علم الله كما قال الامام الصادق عليه السلام لبعض المخالفين: (شرّقا وغرّبا فلا تجدان علماً صحيحاً إلاّ شيئا خرج من عندنا أهل البيت عليهم السلام).
وكما أنّ سيد الأوصياء أمير المؤمنين عليه السلام هو باب العلم الإلهي وباب الحكمة النبوية, كذلك وارثه و وصيه خاتم الأوصياء عليه السلام كما قال في وصفه أمير المؤمنين عليه السلام: (يا كميل ما من علم إلاّ وأنا أفتحه وما من سر إلاّ والقائم يختمه).
فالله تبارك وتعالى يملأ به الأرض عدلاً وقسطاً وعلماً ونوراً كما ملئت ظلماً وجوراً وجهلاً, فحينما يقوم القائم عليه السلام (وضع الله يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت به أحلامهم).

العدد: ٥٣ / شوال / ١٤٣٤ هـ : ٢٠١٣/٠٨/١٨ : ٦.٧ K : ٠
: الشيخ حسين الصالح
التعليقات:
لا توجد تعليقات.