المستبصرون / خوشابا شمعون حنا الشيخ (علي الشيخ)
المستبصرون
نافذة نطل من خلالها على حياة افراد عرفوا الحق فانحازوا اليه فبصرهم الله دينه فكانوا من المستبصرين في الدنيا ومن الفائزين في الاخرى نطلع على حياتهم فنستكشف اسرار تحولهم
خوشابا شمعون حنا الشيخ (علي الشيخ)/ مسيحي - العراق
ولد (خوشابا شمعون) عام 1964م في بغداد عاصمة العراق، وترعرع في أجواء عائلة مسيحية ملتزمة بطقوسها الدينية.
توفّر الأجواء المحفزة على البحث:
شاءت الأقدار الإلهية أن تشمل الأخ خوشابا رحمة الرب الرحيم بانتقاله إلى إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية، فسنحت له فرصة طيبة للبحث والمطالعة لبعض المسائل الدينية الإسلامية، واللقاء مع الكثير من العراقيين المسلمين في إيران أيضاً، حيث كانت تدور بينه وبينهم النقاشات حول الإسلام والمسيحية ولم تكن تنتهي غالباً بهدوء، إذ أنّهم كانوا يطرحون بعض الاشكالات والتساؤلات عن المسيحية، فكان الأخ خوشابا يعجز عن الاجابة.
التوجّه الجاد لمعرفة الاسلام:
يقول الاخ (خوشابا): (مضيت في مطالعتي للعقائد الاسلامية، ومن ضمن الكتب التي كان يدفعني الشوق لقراءتها (القرآن الكريم) وخصوصاً عندما عرفت أنّ في هذا الكتاب المقدس آيات كثيرة تتحدث عن قصة يسوع المسيح عليه السلام وأمّه العذارء مريم عليها السلام.
وشرعت في قراءة الكتاب السماوي (القرآن) ولا سيما الآيات التي تخص عيسى المسيح عليه السلام وأمه العذراء عليها السلام، فملكني الاعجاب بالصفات العظيمة التي يصف القرآن الكريم بها المسيح عليه السلام وأمّه، ولم أكد أصدّق، فإني كنت أعتقد أنّ المسلمين _وكما ذكرت_ يسيئون إلى المسيح وأمه عليها السلام، ولكنّي وجدت عكس ذلك تماماً، فالآيات القرآنية التي تتحدث عنهما تذكرهما بكل عظمة ووقار، كما بحثت عن الآيات التي تتحدث عن العقائد المسيحية الأخرى كالتثليث والبنوّة والصلب والفداء وغيرها، فرأيت الأدلة القوية التي يقيمها القرآن الكريم على بطلانها).
بوادر الاقتناع بدين الإسلام:
يقول الأخ خوشابا: (بعد هذه المطالعات بدأت أشعر في نفسي بميل نحو هذه الأفكار والمعتقدات التي يطرحها الإسلام، ولكنّني أخفيت هذا الشعور في داخلي، وكنت أحاول قدر الامكان من خلال لقاءاتي مع المسلمين أن أسأل عن الشبهات التي كانت تراودني ولكن بصورة لا يفهم منها هذا الميل والشعور.
وفي إحدى الليالي بدأت أتضرّع إلى ربي وخالقي ببكاء وبصدق وأطلب منه المعونة لإخراجي من هذا الصراع ومن هذا الارتباك والقلق الذي أجهدني، وفي صباح اليوم التالي شعرت في نفسي بقوة عظيمة لم أعهدها من قبل، وأحسست انشراحاً عجيباً في صدري، حطمت بها كل الحواجز والوساوس التي كان يضعها الشيطان في طريق هدايتي، فاتخذت أصعب قرار في حياتي بكل سكينة واطمئنان وقررت أنْ أعتنق الإسلام وأتبع سبيل الحق، سبيل آل محمد الأطهار عليهم السلام وأترك دين آبائي وأجدادي التقليدي، فبدأت حياتي الجديدة بهذه الولادة السعيدة).