الفهرس
لتصفح الصحيفة بـ Flsh
لتحميل الصحيفة كـ Pdf
المسار
صدى المهدي » العدد: ٥٣ / شوال / ١٤٣٤ هـ
مواضيع العدد
العدد: 53 / شوال / 1434 هـ

شعراء مهدويون: السيد محمد جمال الهاشمي

شعـــراء مهدويون

السيد محمد جمال الهاشمي

حسن عبد الأمير الظالمي

ولد السيد محمد جمال الهاشمي الكلبايكاني في مدينة النجف الاشرف عام 1332هـ، ونشأ في بيت علم وتقوى، له مصنّفات في الأدب الجديد، حيث كان شاعراً مبدعاً امتاز شعره بالرقة والعذوبة، له ديوان شعر مطبوع بعنوان (مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو الهاشميات)، وله كتب مطبوعة منها: الزهراء، المرأة، حقوق الإنسان، أصول الدين الإسلامي وغيرها.
مارس التدريس في الحوزة العلمية وحصل على درجة الاجتهاد، توفي في النجف الاشرف عام 1397هـ.
قال في الإمام الغائب عليه السلام أعذب القصائد وصاغ أجمل الأناشيد، وكانت قصيدته (يا ليلة الغفران) مثالاً جميلاً لهذا الانتماء وهذا العشق. قال في بعضها:

إنّي بعثت إليك روحي ابتغي        من طُورِ نورِك جذوةً من نارِ
وقد اعتصمت بقدس سرّك إنّه        لأجلُّ ما في مخزنِ الإسرارِ
فجر تبلّج في ولادة كوكبِ        محقَ الشموسَ بنورهِ الفوّارِ
يا أرض سامراء أنتِ خزانة        للحق فافتخري على الأمصارِ
حجّت لك الأقمار من أفلاكها        قدساً فأرضك هالة الأقمارِ

وينتمي السيد جمال الدين الهاشمي الى مدرسة الشعر الرومانسي الجديد ذي الصورة الجميلة وهو ما نقرأه في هذه القصيدة، حيث الصور الجميلة واللمسات الرقيقة وسهولة العبارة ونقاء اللفظ من الخشونة والابتعاد عن الرمز البعيد والاستعانة بالاستعارة الجميلة التي يفهمها متوسط الثقافة.
وقال في قصيدة (يا صاحب الامر) وهو يصف الامام المهدي وينعت نهضته المرتقبة فيقول:

الطالبُ الثأر ممن بزّ موقفنا        من الزمانِ وممن هدّ ماضينا
والناشرُ الراية الشهباء تعرفها        أيامُنا وتناغيها ليالينا
ومن به ينشر الإسلامُ رايتَه        فينطوي الكفرُ مخذولاً وموهونا
ومن يؤسّس فيه الدّين دولته        ويجعلُ الحقّ للتاريخ قانونا
بقيّةُ الله من أمست حقيقتُه        سرّاً بمخزونِ علم اللهِ مكنونا

ويستنهض الإمام المهدي عليه السلام ويدعوه لأخذ الثأر ممن عبث بشريعة سيد المرسلين وحيث يسود الكفر والنفاق بلاد المسلمين فيقول:

أنا لا افتّش في العصور فعصرنا        آلامه تربو على الإعصار
هذي بلادُ المسلمين تقودها        بيد النفاق مطامع الكفار
قد مزّقتها فكرة وسياسة        فالجار لا يدري بقصد الجارِ
وسعت إلى استعمارِها بوسائل        فتاكة يخشى شباها الضاري
فاحصدْ بسيفِك أرؤساً قد سمّمت        أوطاننا بفضائح الأفكارِ

هنا نلمس شعراً سائغاً للمتلقي، واضح الكلمات، عميق المعنى، جميل الصور، يعتمد اللفظ المفهوم، والعبارة السهلة مع جزالة اللفظ وقوة العبارة.
وهو يدعو الإمام إلى تجريد حسامه وحصد رؤوس الكفار والمشركين فيقول:

جرّد حسامَك وأحصد أرؤساً جبلت        على الجرائم توجيهاً وتكوينا
وسيّر الموكب الحيران أن له        من التبرّم ندباً بات يشجينا
وحرّر الجيلَ من أطماعِ أنمرةٍ        جُنت فصار بها التاريخ مجنونا
مولاي رُحماك بالانسان تنسفه        مطامُع أرعبت حتّى الشياطينا
عجّل فقد جفّ منّا كل منتهلٍ        فلا نرى مورداً للحقّ يروينا

وأنت تقرأ النص السابق تلمس حرارة الشوق للقاء الإمام وتطلّعه إلى تحرير الجيل من الأطماع، وتخليصه من دعوات الكفار والإلحاد، وما يسود المجتمع الإسلامي عامة ومجتمعنا العربي بشكل خاص من دعاة التفريق والتّشرذم.
ولا شك أنّ قصيدته تضمّنت بعض الافكار من العقيدة المهدوية فهو يقول:

زعمَ الغوي بانّهُ أسطورة        سنحت لفكرة شاعرٍ سحّارِ
لا والذي جعل النجومُ بأفقِها        زهراءَ تهزأ بالزمانِ الساري
ما كان إلاّ كوكباً بشعاعِه        خرقَ الحجابَ وجال في الأستارِ
ولذا سما الإنسانُ في ملكاتِه        هزمَ القضا بسلاحِه الجبارِ

العدد: ٥٣ / شوال / ١٤٣٤ هـ : ٢٠١٣/٠٨/١٨ : ١٠.١ K : ٠
: حسن عبد الأمير الظالمي
التعليقات:
لا توجد تعليقات.