شعراء مهدويون: الشيخ محمد علي اليعقوبي
شعراء مهدويون: الشيخ محمد علي اليعقوبي
هو شيخ الخطباء محمد علي بن يعقوب بن جعفر النجفي، لقّب باليعقوبي نسبة إلى أبيه.
كان خطيباً شهيراً وأديباً معروفاً وشاعراً مصقعاً، ولد في النجف الأشرف 1313هـ، وانتخب عميداً لجمعية الرابطة الأدبية في النجف الأشرف، شارك في الثورة العراقية عام 1920م، له مجموعة آثار مطبوعة منها: المقصورة العلوية_شعر، البابليات_شعر، الذخائر_شعر، وقائع الأيام وغيرها، عرف بنظم التاريخ الشعري والدوبيت، توفي عام 1385هـ.
قال في قصيدة بمناسبة ولادة الإمام المهدي عليه السلام:
اليوم قد ختم الله العظيمُ به من فيهم بدئ الإيجاد وافتتحا
اليوم قد عبّق الاقطار قاطبة شذىً من العالم القدسيّ قد نفحا
يا ليلة النصف من شعبان قد نعمت عين العلى فيك واختال الهدى مرحا
والشاعر يصف ليلة النصف من شعبان، وهي ليلة ميلاد الإمام المهدي عليه السلام بأنها أنعمت عين العلا واختال بها الهدى مرحا، والشعر كما هو واضح، سهل مفهوم، جيد السبك، واضح العبارة، جميل الاستعارة، محكم الكلمات، وهي صفة ملازمة لشعر الشيخ اليعقوبي.
والشاعر يخاطب الإمام المهدي عليه السلام عن وقت ظهوره الميمون وكشف الغمة عن وجه أمّة جدّه فيقول:
متى نرى الطلعَة الغرّاء نيّرةً لوقابلت بسناها البدرَ لافتضحا
متى تقر عيون فيك ساهرة شوقاً ويدمَل قلباً بالندى جُرحا
ساد الفساد وقد عمّ البَلا فمتى نرى بسيفِك هذا الكونَ قد صلُحا
أضحى الكتابُ كتابَ الله منتبذا خلفَ الظهور ودينُ الحقّ مطّرحا
وقال في قصيدة يرثي بها البضعة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام ويندب فيها الإمام المهدي عليه السلام فيقول:
إلــى مَ لــواؤكَ لا يُـنشَرُ وحـتّى مَ سيفُكَ لا يَنشُرُ!
فـكَم أكـبُدٍ لـك مِـن شوقِها تَـحِنُّ.. وكـم أعـيُنٍ تَسهَرُ!
أتُـغضي وأسـيافُ أعـدائِكُم إلـى اليومِ مِن دمِكُم تَقطُرُ ؟!
أتـنـسَى الـقتيلَ بـمحرابِهِ له الرُّوحُ يبكي ويَستَعبرُ ؟!
وأكـبرُ خَـطْبٍ دَهاكمُ.. لديه تَهُونُ الخطوبُ وتُستَصغَرُ
مُصابُ الرسول.. وهَتكُ البتول ومـا لَـقِيَ الـمرتضى حيدرُ
فهو هنا يعدد مصائب آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويعرضها على الإمام المهدي عليه السلام _وهو أدرى بها_ لكنه يستنهضه للظهور وأخذ ثارات اجداده وآبائه من أعدائهم، ويطغي على الشعر طابع المصاب وألم العتاب وقوة الاستنهاض في بيان فجائع أهل البيت عليهم السلام.
وقال في قصيدة له يصف بها واقعة الطف ويعدد مصائبها وما جرى فيها على أهل البيت عليهم السلام ويعرضها على الإمام الحجة عليه السلام ويطلب فيها الأخذ بالثأر من أعداء الإسلام فيقول:
هــلاّ تَـهُـزُّك لـلنهوضِ رَزيّـة بالطفّ.. هُزَّ لوَقعِها التكوينُ ؟!
تـلك الـتي لا الـصبرُ يُحمَدُ عندَها أبـداً.. ولا الحِلم الرزينُ رزينُ
تُـغضي جُـفونَك والـحسينُ بكربلا أوصـالُه لِشَبا السيوفِ جُفونُ!
وتـذوق عـيناك الـرُّقادَ وصـدرُهُ منه تَفجَّرَ بالنجيعِ عُيونُ ؟!