: 
: 
: 
: 
محطات في رحلة الظهور / ظهر الكوفة / المناجاة و المقر
محطات في رحلة الظهور
ظهر الكوفة / المناجاة و المقر/ الحلقة الثانية
مواقع وحواضر, أماكن, مثابات, نقاط ينطلق منها، أخرى يقصدها الإمام عليه السلام في رحلته التغييرية, سيراً في طريقه المبارك لتحقيق دولته, دولة العدل الإلهي, دولة الحق القدسية.
بعد نزول الإمام الكوفة قادماً من أرض الحرم، مكة المكرمة, وبطبيعة الحال, وقبل تحرّكه فإنّه يعزم على اتخاذ حاضرة الإيمان هذه مستقراً, ومقاماً, ثم مثابة لتنفيذ كل إجراءاته ومشاريعه..
- جاء في الكافي 3/495:
عن أبي عبد الله عليه السلام ذكر مسجد السهلة فقال: (أما إنه منزل صاحبنا إذا قدم بأهله).
- وجاء بـ(التهذيب) 6/31:
عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليه السلام قال في ذكر الكوفة: (منها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبياً إلاّ وقد صلى فيه, ومنها يظهر عدل الله, وفيها يكون قائمة القوام من بعده, وهي منازل النبيين والأوصياء والصالحين..).
إنّه لا يكون اختيار القائم عليه السلام لإقامته وعياله في مسجد سهيل أو السهلة بالكوفة اعتباطً بل الوارد في الحديث أنّ هذا المكان كان منزلاً لنبي الله ادريس وتعليمه الناس, ومقارعته للظلم والظالمين, كذلك فإنّ هذا الموضع كان منطلق نبي الله داوود لقتاله جالوت.
ومنه خرج إبراهيم لمقاتله العمالقة, وهكذا هي سنة أنبياء الله وأوليائه يحييها حجة الله ووليه الإمام المهدي عليه السلام فيكون سكنه ومقر ماليته هو مسجد السهلة, هو جغرافيا من ضمن الكوفة أو ظاهرها (النجف الأشرف).
وسيتخذ الإمام عليه السلام كما تظهر الأخبار من مسجد الكوفة منطلقا للحكم والإدارة, فجامع الكوفة سيكون مجلس حكمه, أي بمصطلح هذه الأيام قصر الرئاسة أو البلاط, أمّا مسجد السهلة, كما قدمنا, فهو بيت المال أو وزارة المالية كما في عرف العصر الحاضر, أو في مصطلح الدولة المعاصرة, أما موضع عبادته وخلواته مع خالقه عز وجل, فإن الذكوات البيض (بين الغريين) في النجف الأشرف هي مكان خلوته, موضع قبر جده أمير المؤمنين على أبي طالب عليه السلام أول القوم إشهاراً للإسلام عند الدعوة المحمدية وهو الصدّيق الأكبر. واستكمالاً للمعلومة فإن الذكوات البيض هذه هي ربوات ثلاثة معروفة في النجف الأشرف تعرف الأولى بـ (جبل الديك) شمال القبر الشريف, والثانية (جبل النور) وتقع جنوبه الشرقي, أمّا الثالثة فتقع في الجنوب الغربي وتسمى (جبل شريشـفان) تصحيف لفظة شرف شاه).
- جاء في بحار الأنوار 53/11:
عن الإمام الصادق عليه السلام قال(دار ملكه الكوفة, ومجلس حكمه جامعها, وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة, وموضع خلواته الذكوات البيض من الغريين, لا يبقى مؤمن, إلاّ كان بها أو حواليها, وفي رواية أو يجيء إليها)
