شعراء مهدويون / الشيخ محمد جواد البلاغي
شعـــراء مهدويون
الشيخ محمد جواد البلاغي
حسن عبد الأمير الظالمي
هو الشيخ محمد جواد حسين بن طالب البلاغي الربعي النجفي، ولد في النجف الاشرف 1282هـ، رحل إلى سامراء ثم الكاظمية لطلب العلم والدراسة، ثم عاد إلى مدينته النجف الاشرف، وعكف على التأليف والتصنيف، له مصنفات كثيرة ومهمة تصل إلى (46) كتاباً، منها: آلاء الرحمن في تفسير القرآن، الرحلة المدرسية، الهدى إلى دين المصطفى وغيرها.
توفي في النجف الاشرف سنة 1352هـ ودفن بالصحن العلوي الشريف.
شعره:
له شعر رقيق في مختلف الاغراض الشعرية، وقد نظم قصيدة في الإمام المهدي عليه السلام ردّاً على القصيدة التي وردت من بغداد سنة 1317هـ إلى النجف من أحد المنكرين لوجود الإمام المهدي عليه السلام، وهي من النفائس العقائدية المهمة، وقد تضمّنت أدلة عقلية ونقلية على وجود الإمام عليه السلام ردّ فيها كل الشبهات التي وردت في القصيدة المذكورة.
لقد بدأ الشاعر هذه القصيدة بأبيات من النسيب رقيقة نذكر منها:
أطعت الهوى فيهم وعاصاني الصبرُ
فها أنا مالي فيه نهي ولا أمرُ
أنست بهم سهل القفار ووعرها
فما راعني منهنّ سل ولا وعرُ
بذا ملةٍ ما انكرت ألم الوجى
وما صدّها عن قصدها مهمة قفرُ
ثم يتخلص إلى القصد الذي أراد الرجوع فيه فولج المواضيع العقائدية قائلاً:
فان قلت بالعدل الذي قال ذو النهى
به وله يهدي بمحكمه الذكرُ
ودنت بتنزيه الإله وإنّه
غنيّ فلا يجلّيّه في فعله مقرُ
واوجبت باللّطف الإمامَ وإنّه
به من عصاة الخلق ينقطع العذرُ
وفي خبر الثقلين هادٍ إلى الذي
تنازع فيه الناسُ والتبس الأمرُ
ثم ينتهي إلى إثبات إمامة الإمام الحجة عليه السلام فيقول:
وغاب بأمر الله للأجل الذي
يراد له في علمِه وله الأمرُ
واوعده أنْ يحييَ الدينَ سيفه
وفيه لدين المصطفى يدرك الوترُ
وإنّ جميع الأرض ترجع ملكه
ويملأها قسطاً ويرتفع المكرُ
فأيقن أنّ الوعد حقّ وأنّه
إلى وقت عيسى يستطيل له العمرُ
ويرد الشيخ كل اعتراض من الشاعر ورد في الإمام المهدي عليه السلام فيفنّده بشكل علمي ومن الأدلة المعتبرة فيقول:
وإنْ كنت في ريب لطول بقائه
فهل رابك الدجال والصالح الخضرُ
ودونك انباء النبي به تزد
بآحادها خبراً وآحادها خيرُ
وكم قال من أعلامكم مثل قولنا
به عارف بحر وذو خبرة خبر
فكم في يواقيت البيان كفاية
يقلّد في فصل الخطاب بها النحرُ
ويرد على فرية السرداب التي يحلو لهم أنْ يذكروها تندّراً فيقول:
وما أسعد السرداب حظاً ولا تقل
له الفضل عن أمّ القرى وله الفخرُ
لئن غاب في السرداب يوماً فإنّما
على الناس من أم القرى يطلع البدرُ
ولم يتخذه البدر برجاً وانّما
غدا افقا من خطه يضرب السترُ
وفي نهاية القصيدة ينصح الضّال بالرجوع عن غيّة فيقول:
فدع عنك وهماً تهت في ظلماته
ولا يرتضيه العبدُ كلاّ ولا الحرُّ
وإن شئت تقريب المدى فلربّما
يَكلّ بميدان الجياد بك الفكرُ
فمذ قادنا هادي الدليل بما قضى
به العقل والنقل اليقينان والذكر