الأسئلة الموجهة إلى مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام
الأسئلة الموجهة إلى مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام
ما حقيقة رجعة الأئمة عند ظهور المهدي عليه السلام؟
كرار كريمي
السؤال:
هل صحيح إعادة انبعاث بعض الأئمة المعصومين عليهم السلام عند ظهور الأمام عليه السلام؟.
الجواب:
ورد في الروايات الشريفة روايات عديدة عن رجعة المعصومين عليهم السلام أو بعضهم زمن الظهور، وأشهرها هي قضية رجوع أمير المؤمنين عليه السلام، حيث فسّرت دابّة الأرض به عليه السلام في قوله تعالى: (وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ...).
وهكذا قضية رجوع الإمام الحسين عليه السلام، فقد ورد في تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنينَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفيراً) عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام خروج الحسين عليه السلام في الكرّة في سبعين رجلاً من أصحابه.. إلى أنْ يقول عليه السلام: ثم يملكهم الحسين عليه السلام حتى يقع حاجباه على عينيه... كما جاء في (بحار الأنوار ج51 ص56).
***
هل يوجد فرق بين ظهور الإمام عليه السلام وخروجه وقيامه؟
جواد عباس الشبكي
السؤال:
هل هناك فرق بين ظهور الإمام عليه السلام، وخروجه، وقيامه؟ حيث أنه من المعلوم أنّ الروايات نطقت بالمصطلحات الثلاثة؟ وكما نعلم أنّ المعصوم عليه السلام لاينطق بلفظ جزافاً.
الجواب:
يفهم من بعض الروايات أنّ الظهور يُعنى به الظهور العلني للمهدي عليه السلام في مكة، وأنّ الخروج يُعنى به خروجه عليه السلام من المدينة إلى مكة، حينما يبعث السفياني جيشه خلفه، وانّ القيام هو قيام دولته عليه السلام وتصرفاته عقيب ذلك.
فعن الأول ورد مثلاً عن أبي جعفر الباقر عليه السلام: (إذا ظهر القائم عليه السلام ظهر براية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخاتم سليمان وحجر موسى وعصاه...)، فهذه المعاني تتناسب مع الظهور العلني له عليه السلام.
وعن الثاني في رواية طويلة: (...ويبعث السفياني بعثاً إلى المدينة، فينفر المهدي عليه السلام منها إلى مكة، فيبلغ أمير جيش السفياني أنّ المهدي قد خرج إلى مكة فيبعث جيشاً على اثره...).
فهذه الرواية عبّرت عن المهدي عليه السلام بأنّه خرج من المدينة إلى مكة.
وعن الثالث (القيام) وردت روايات كثيرة، مثل ما ورد عن الإمام الباقر عليه السلام: (إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت بها أحلامهم).
هذا، والصحيح من القول هو بانّ هذه الألفاظ إذا اجتمعت اختلفت، وإذا تفرقت اجتمعت، بمعنى انها لو وردت في رواية واحدة فيكون لكل لفظ منها معنى يغاير معنى اللفظ الآخر، أمّا إذا وردت في روايات مختلفة فتكون معانيها متحدة، وهذا معناه أنّ الإمام عليه السلام قد يعبّر عن الظهور بالخروج أو القيام.
***
كيف تكون العلامات غير الحتمية علامة إذا كانت محتملة الانطباق على الأشخاص؟
إبراهيم المرهون
السؤال:
إذا كان مصداق علامات الظهور غير الحتمية غير قطعي، بل محتملاً في شأن الإحداث والأشخاص –أي متحمل الانطباق-فكيف تكون هذه-العلامات-علامات لنا؟.
الجواب:
إنّ علامات الظهور وإنْ كانت محتملة التطبيق على حوادث متعددة وشخصيات مختلفة _لكن رغم ذلك، فإن هذا لايوجب الحيرة_ لأنّ الروايات الشريفة أكّدت أنّه في الوقت الذي تتشابك فيه الأمور وتضيع الحقيقة، في حين عندما يأتي أمر أهل البيت عليه السلام فانه سيكون واضحاً جداً ولا خفاء فيه. لكن لمن كان يعرف تلك العلامات، وكان قد درسها وتابعها ووضعها في أولويّات أموره.
فأمّا عن وضوح الأمر رغم كثرة الفتن، فقد ورد عن المفضل بن عمر قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام في مجلسه ومعي غيري... إلى أنْ قال: (ولترفعنّ اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يعرف أيٌ من أي...
قال المفضل: فبكيت فقال عليه السلام لي: مايبكيك؟ قلت: جعلت فداك كيف لا أبكي وأنتَ تقول: ترفع اثنتا عشر راية مشتبهةٌ لايعرف أيٌ من أي! قال: فنظر عليه السلام إلى كوّة في البيت التي تطلع فيها الشمس في مجلسه فقال: أهذه الشمس مضيئة؟ قلت: نعم. فقال عليه السلام: والله لأمرنا أضوء منها). (غيبة النعماني ص153 ب10 ح9).
وعن ضرورة معرفة العلامات ودخالتها في الثبات على الأمر، ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: (هما صيحتان، صيحة في أول الليل، وصيحة في آخر الليلة الثانية، فقال هشام بن سالم: كيف ذلك؟ فقال عليه السلام: واحدة من السماء وواحدة من إبليس. فقلت: كيف تعرف هذه من هذه؟ فقال عليه السلام: يعرفها من كان سمع بها قبل أنْ تكون).
وفي رواية أخرى قال عبد الرحمن بن سلمة للإمام الصادق عليه السلام: (انّ الناس يوبّخوننا، ويقولون: من أين يعرف المحق من المبطل إذا كانتا؟ فقال عليه السلام: ما تردّون عليهم؟ قلت: فما نردّ عليهم شيئا! فقال عليه السلام: قولوا لهم: يصدّق بها إذا كانت من كان مؤمناً بها قبل انْ تكون).
قال الله عز وجل: (أَ فَمَنْ يَهْدي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) (بحار الأنوار ج52 ص296 ب26 ح48-49).
هذا مضافاً إلى انّه ليس كل العلامات هي محل للشك في الانطباق، بل هنالك من العلامات ما لا يحتمل الشك، كالخسف والصيحة وقتل النفس الزكية.
ويضاف إليه انّ العلامات لا تأتي مفردة ومعزولة عن أخواتها، بل هي سلسلة من العلامات المترابطة التي بمجموعها تولّد عندنا القطع بحصولها.
ولايخفى عليك انّ من العلامات ما هو من قبيل المفاهيم المشككة التي لها مراتب متعددة، فمثلاً، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً، ومثلاً الظلم الذي سيقع في الأرض، فهذه العلامات نقطع بحصولها لكن لا نستطيع الجزم بأنّ المرتبة التي وصلت إليها اليوم هي المرتبة الواقعية باعتبارها علامة للظهور.
لماذا وقع الاختيار على الإمام المهدي عليه السلام ليقوم بمهام آخر الزمان ولم يقع الاختيار على غيره من الأئمة عليهم السلام؟
مرتضى حميد
السؤال:
لِمَ اختير الإمام المهدي عليه السلام لمهام آخر الزمان، ولمَ لمْ يتم اختيار إمام آخر، كأن يكون الإمام العسكري عليه السلام أو الإمام الحسن المجتبى عليه السلام؟.
الجواب:
إنّ هذا التساؤل يجري حتى في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام فهما بلا شك أفضل من الإمام المهدي عليه السلام، فلماذا لم يكن أحدهما هو المختار لمهام آخر الزمان، بل لماذا كان الخاتم هو محمد صلى الله عليه وآله وسلم وليس عيسى عليه السلام مثلاً، وهكذا.
والجواب في الجميع واحد وهو:
أوّلاً: إنّ مسألة اختيار النبي صلى الله عليه وآله وسلم والإمام عليه السلام ليست بيد البشر، إنّما هي بالجعل الإلهي (وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا) وحيث انّ أفعال الله تعالى حكيمة لا عبث فيها، فهذا يعني انّه عز وجل عندما يختار إماماً لمهمة، فإنه تعالى قد كان رأى المصلحة والحكمة المناسبة لذلك، وليس مهماً _بعد هذا_ أنْ نعلم بتلك الحكمة والمصلحة مادمنا نؤمن بأنّها موافقة للحكمة.
ثانياً: على انّه يمكن القول إنّ المانع من اختيار غيره عليه السلام من الأئمة عليهم السلام لمهام آخر الزمان ليس في الأئمة أنفسهم، وإنما المانع هو عدم وصول المجتمع آنذاك للنضج الملائم لقيام دولة الحق.
وهذا يفسر لنا بعض الحكمة من طول الغيبة، إذ لعل طول الغيبة كان لأجل أنْ يمحّص الناس حتى يصلوا إلى المستوى المطلوب لقيام دولة الحق، وقد أشارت الروايات الشريفة إلى ذلك.
فعن الإمام الصادق عليه السلام: (والله لتمحصن والله لتطيرن يميناً وشمالاً حتى لايبقى منكم إلاّ كل امرئٍ أخذ الله ميثاقه وكتب الإيمان في قلبه وأيده بروح منه). (غيبة النعماني ص33).
وعن الإمام الرض عليه السلام: (والله لايكون ماتمدّون إليه أعينكم حتى تمحصوا وتميزوا وحتى لايبقى منكم إلاّ الأندر فالأندر). (مكيال المكارم ج2 ص318، عن البحار ج52 ص114 ب21 ح30).
***