علماء يتحدّثون عن المهدي والمهدوية
علماء يتحدّثون عن المهدي والمهدوية
السيد محمد العوامي/ السعودية:
الانتظار على قسمين، الانتظار الايجابي والانتظار السلبي، ويرى البعض أنّ الانتظار يعني الإكثار من الدعاء بتعجيل الفرج، وهذا في نظره يشكّل مفهوم الانتظار، والتصور الثاني يعني اعتزال الساحة والتخلّي عن المسؤوليات في هذا المجال، وهناك تصور ثالث وهو تصور خطير للغاية، لأنه ينصبّ على أنّ هذا الإنسان(المنتظِر) في نظره أنّ الإمام عليه السلام لا يخرج حتى تملأ الأرض ظلما وجورا. وبالتالي يقول نحن لو قمنا بعملية الإصلاح فنحن سنساهم في عملية تأجيل وتأخير خروج الإمام عليه السلام، والواقع أنّ هذه التصورات محل تأمل وهي لا تفي بالغرض فيما يتعلق بمفهوم الانتظار.
* * * * *
الشيخ خليل رزق/ لبنان:
الانتظار هو ترقّب أنْ يخرج الإمام ويجد أنصاراً وأعواناً، يجد أمّة ليست متلهّفة للإمام عليه السلام، ويجد أمّة أخرى تحمل قلبها وعقلها، وتحمل وجهها وأطفالها وتحمل بندقيتها من أجل أنْ تقاتل بين يدي الإمام عليه السلام وتحقق وعد الله سبحانه وتعالى بأنْ يظهر هذا الأمر، وتتحقق النبوءة التي وعدنا بها القرآن ووعدنا بها سيد الأنبياء والرسل النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، من أنّ آخر الزمان سيشهد خروجا لقائم آل محمد عليه السلام ليملأ الأرض قسطا وعدلا، ولا يمكن للإمام عليه السلام أنْ يحقق هذا الهدف إلاّ بشروط أساسية، وهذه الأمّة عليها أنْ تعمل من أجل تحقيق هذه الشروط لتكون عونا وسندا وذخرا لهذا الإمام من أجل أنْ يحقق هذا الوعد الإلهي من خلال إحقاق الحق وإزهاق الباطل، ومن أجل تحقيق الحلم، حلم المستضعفين _إن شاء الله_ في هذه الأرض.
* * * * *
السيد جواد نقوي/ باكستان:
إنّ إدراك حقيقة الإمامة هي رزق من الله تعالى، نتمنى أنْ نحصل عليه، لنكون من أمّة الإمام عليه السلام وحينما تكون الأمّة مستعدة فإنّ الإمام سيظهر بإذن الله، وفي الحقيقة أنّ الإمام موجود ولكن الأمّة هي الغائبة، يعني أنّ اليوم هو زمان غيبة الأمّة لا زمان غياب الإمام عليه السلام، لأنّ الأمّة الآن كالقطيع بلا راعٍ، وهم يطلبون الإمام عليه السلام لاهوائهم، كما حكى ذلك القرآن الكريم عن بني إسرائيل فإنهم طلبوا موسى عليه السلام لأجل معيشتهم وطعامهم، كما يصور القرآن الكريم قولهم: (لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادْعُ لَنا رَبَّكَ), إلى آخر الآية، واليوم نحن أيضاً نتوسل بالأئمة لقضاء حوائجنا، ونقول العَجل ليقضي الإمام عليه السلام حاجاتنا ونحن نتوقع منه عليه السلام أنّ يأتي ويصلح كل شيء، وهذا هو الانتظار السلبي.
وأما الانتظار الحقيقي فهو أن نعمل ونمهّد ليظهر الإمام عليه السلام لا أنْ نجلس ليأتي الإمام عليه السلام ليفعل كل شيء بنفسه عليه السلام.
* * * * *
الشيخ علي آل محسن/ السعودية:
إنّ الانتظار الايجابي هو تفاؤل وهو أمل، بخلاف الانتظار السلبي فإنه تشاؤم وقنوط وإحباط. وإن الانتظار السلبي لا يتوقع فيه زوال المكروه مع حصول اليأس ومع حصول القنوط.
* * * * *
الشيخ نعيم القاسم/ لبنان:
تراجم كلمة الانتظار كثيرة، وهي تعني أنّ ننتظر خروج الإمام عليه السلام لانّه حي منتظر، والسؤال المطروح هو كيف يكون الانتظار، وقد سمعنا وجهة نظر تقول بأنّ الانتظار إنّما يكون بسبب اليأس بكل ما يحيط بنا، وبالتالي فنحن لن نستطيع أنْ نغيّر شيئاً، إذن علينا أنْ ننتظر حتى يظهر الإمام عليه السلام وعندها هو الذي يقودنا إلى الخلاص، وهذه نظرة سلبية وانتظار سلبي، يعني أنّ الإنسان يُسقط تكليفه الشخصي في العمل والاجتهاد وفي تهيئة الظهور، ويعتمد على أنّ النصر سيأتي على يد الإمام المهدي عليه السلام، ويترك المسؤولية الكاملة إلى نصر الله تعالى للمؤمنين من دون عمل، إنّ هذا النوع من الانتظار هو انتظار سلبي.