غيرة الحق
الشيخ عبد الستار الكاظمي
أَبُثُّ الهمَّ والشَّكوى قَضى جَدّكَ مظلوماً ألا يا حُجّة اللهِ وحُزن يَلذعُ القلبَ متى يا غيرةَ الحَقّ لَقَد طالَ بِنا الصّبرُ ألا يا رحمةَ اللهِ بنفسي أنْ أرى وجهاً جِبالُ الهَمّ في قلبي فإنْ أرزى بكَ البُعد أتنسى صَرخةَ الزّهراء أبِي قَد كسَروا ضِلعي وظُلماً غَصَبوا حقّي أتَنسى يومَ آذوها أتنسى جَدّك الكرار أصابوهُ بِلا ذنبٍ قَتيلاً غِيلَ في المِحراب أصابوهُ وَلَم يّدروا فَقُل يا حُجةَ الباري وَبعد الصّبرِ خانوهُ وَفي تشييعهِ جارَوا أيا مهديُّ ما العُذرُ أتَنسى يومَ عاشورا فَعاشوراءُ عاشُورا وفيهِ النَّوحُ والحُزنُ وَأمَسى جَدك الضَّامي أتَنسَى زَينَبَ الكُبرى معَ النَّسوَة قَد سارَت وَزَجر كانَ يَحدوها فَحاشاكَ بأن تُغضِي
ألا يا صاحبَ الأمرِ متى تَنهَضُ للثّأرِ لَنا في القلبِ آهاتُ وحَسرات وأنّاتُ لَكُم تُنشَرُ راياتُ فَهَل نَبقى مَعَ الصّبرِ فَخُذ مِن نُدبتي شَكوى صَبُوحاً يَكشفُ البَلوى ومَن يَسمَعُ ذا النّجوى سَأبكيكَ مَدى الدهرِ مُذ صاحَت بأحزانِ ومَن يَسمَعُ أشجاني بأحقاد وعُدوانِ بِذاكَ الرّضّ والكسرِ ومِنهُ الحَقُّ مَغصوبُ بِسَيفِ الظُّلمِ مَصيوبُ وَمِنهُ الشّيبُ مَخضُوبُ أصابوا مِصحَفَ الذّكرِ أتنسى جَدك المَسمُوم وَفيهِ نُفَّذ المَحتوم وفي النَّعشِ سِهامُ القَوم وَهَل يُقبَلُ مِن عُذرِ وفيهِ كَم دمٍ مَهدور وما أدراكَ ما عاشور على مَن نَحرُهُ مَنحُوُر خَضيباً مِن دمِ النَّحرِ وَقَد ساقُوا سَباياها عَلى العُجّفِ مَسراها وَسَوطُ الشّمرِ آذاها وتَنسى لَوعةَ الأسرِ