شيعة تشاد أرض بكر لقبول الفكر النيّر
التمهيد المهدوي
شيعة تشاد أرض بكر لقبول الفكر النيّر
انّ انتشار مذهب أهل البيت حالة حتمية سيؤول إليها أمر البشرية لا محالة، وان مسألة تحقيقها امر بات قريبا؛ لاسباب كثيرة، من ابرزها الفكر الضخم والاطروحة المفعمة بعلاج المشاكل البشرية المزمنة، فالدين المحمدي يمثل حالة التواصل الحيوي مع مبادئ السماء وإلى يومنا هذا من خلال ولي الله الأعظم الحجة بن الحسن عليه السلام.
ونحن في ((صدى المهدي)) سنفرد لهذه الظاهرة الحتمية صفحة خاصة نتناول خلال اعمدتها انتشار التشيع فكراً وعقيدة في أغلب بلدان العالم والذي يسهم ان شاء الله في تهيئة الأرضية المناسبة والجو الملائم للظهور المبارك لصاحب العصر والزمان عليه السلام.
هيئة التحرير
الواقع الجغرافي / الموقع والسكان:
تشاد جمهورية تقع وسط افريقيا، تحدّها السودان شرقاً، وجمهورية افريقيا الوسطى والكامرون جنوباً، ونيجيريا غرباً، والنيجر في الشمال الغربي، وليبيا شمالاً.
تبلغ مساحة تشاد 1,284,000 كم2، أمّا تعداد سكانها فيبلغ 10,781,000 مليون نسمة.
واللغات الرسمية فيها هي الفرنسية والعربية.
مركز صناعة اللحوم في تشاد
الواقع الاقتصادي:
صحيح أنّ شمالي تشاد يتكوّن من أراض صحراوية وصخريّة إلاّ انّ جنوبها أراض صالحة للزراعة، بل منتجة لكثير من المحاصيل.
فتشاد تعتمد في اقتصادها على الانتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، إضافة الى الدخل الناتج من الجمارك والبترول.
واهم المنتجات فيها هي الارز، القطن، الذرة، قصب السكر، الفول السوداني، السمسم، الصمغ العربي، والمانجو والبرتقال.
ولديها ثروة حيوانية هائلة من الأبقار والأغنام والإبل، وتعتبر تشاد المصدر الوحيد للحوم لدول وسط وغرب افريقيا، وتتمتع بثروة سمكية كبيرة مما يتوفر في بحيرة تشاد.
وبالإضافة إلى البترول الذي تمّ استخراجه وتصديره، فهناك مخزون هائل من الذهب والحديد واليورانيوم والزنك والرخام.
بحيرة تشاد
الواقع الديمغرافي / الديني:
يذكر كتاب التشيع في افريقيا، الصادر عن اتحاد علماء المسلمين أنّه تبلغ نسبة المسلمين 85% من مجموع السكان في جمهورية تشاد، وهم على المذهب السنّي المالكي. امّا الباقون من السكان فهم من ملل ونحل أخرى كالنصرانية (بروتستانية وكاثوليكية) والوثنية وديانات أخرى.
وادي بارداي عند جبال تيبستي
الشيعة في تشاد:
تشير دائرة المعارف الحسينية أنّ نسبة متبعي مذهب آل البيت عليهم السلام، من المسلمين الشيعة الإمامية في تشاد تبلغ 2% من مجموع سكان تلك البلاد.
دخول الإسلام ربوع هذه البلاد:
بعد أنْ كانت تشاد تقبع تحت نير الظلام، تسودها الوثنية الإحيائية، وتنخر في بنية سكانها أباطيل وخرافات الوثنية، بزغ عليها فجر الإسلام مع طلائع الجيوش الإسلامية، وذلك في القرن الأول الهجري (السابع الميلادي)، حيث حملت تلك الطلائع رايات العقيدة الإسلامية والنور المبين إلى العالمين.
وقد حدّد الباحث (الشاطر البصيلي) بدقّة تاريخ وصول المسلمين الى منطقة تشاد بـ سنة 666م، حيث وصلوا إلى (تيبستي) الواقعة شمالي منطقة حوض تشاد.
لقد بدأ الاسلام يشق طريقه بهدوء الى مناطق تلك البلاد عن طريق التجّار المسلمين القادمين من السودان شرقاً، ومن ليبيا شمالاً، ثم أخذ الحكّام بعد إسلامهم ينشرونه، فانتشرت الثقافة الاسلامية ومعها لغة القرآن، اللغة العربية التي أصبحت هي لغة التخاطب والتفاهم بين القبائل التشادية.
مزارعون في جنوب تشاد
دخول التشيّع إلى تشاد:
يعود ظهور الدعوة إلى التشيّع في تشاد وحسب الباحث الدكتور حقّار محمد أحمد-رئيس ومدير المركز الثقافي للبحوث والدراسات الافريقية، إلى ما بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران 1979م، حيث بدأها رجل يدعى -يوسف بريمة_ ومع أنّه لم ينجح في توسيع دعوته حينئذ، إلاّ أنّه قد أودع البذرة الأولى، بل أسّس اللبنة الأساس لمذهب الإسلام الحق، إسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم وآله الطاهرين عليهم السلام في تلك الربوع البعيدة، وسط الصحراء الشاسعة المترامية الاطراف، صعبة المراس، والتي ليست بسهلة المعاش على الناس.
واقع النشاط الشيعي في تشاد:
يبدو أنّ ليس للشيعة جهات تعليمية ومدارس ذات حضور واضح في تشاد، فليس هناك من مؤسسات تذكر غير ما ينتشر حول الجامع الكبير في مدينة انجامينا العاصمة من مكتبات صغيرة، وما قد يحصل عليه الزائر فيها من بعض الكتب التي تخصّ الشيعة، وتعليمات مذهب محمد صلى الله عليه وآله وسلم وآل البيت المحمدي.
إنّ التشيع هناك يعتمد في نشر مذهبه على بعض (الخلاوي القرآنية) من خلال النشاط التعليمي الضعيف فيها، أو ما قد يقام من مسابقات قرآنية ومعارض سنوية لبعض بلاد الإسلام، ومن حركة الابتعاث للطلبة التشاديين لإيران وسوريا ولبنان لدراسة فقه آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
شخصيات شيعية تشادية:
لم يمنع النشاط الشيعي المقتضب في تلك البلاد من بروز بعض الشخصيات الشيعية التي لم تبخل بمعرفتها وحراكها على خدمة هذا المذهب الصراح، فكان من تلك الشخصيات التي اثبتت وجودها على الساحة، معلنة وميض الحق وبداية الامل في ربوع تلك البلاد.
- يوسف بريمة:
وهو من أوائل من تأثّر بالتشيع، ودعا الى نشر المذهب في تشاد، غير انّه جوبه عندها بالصد ولكنه لم ينثن على عزمه، فانتقل الى جمهورية بنين المجاورة، وأقام نشاطه هناك.
- آدم بن آدم:
الذي ينشط في الدعوة الى مذهب آل البيت عليهم السلام في بلاده.
- سيسي سليمان:
- عبد الله هاشم:
وهما من أشهر دعاة التشيع في الأوساط الطلابية التشادية.
- عبد الله تامبا:
الذي تشيع عند زيارة له للسودان، وقد أثّر عبد الله على بعض كبار المسؤولين في بلاده.
- حواء ابتشه:
وهي ناشطة في نشر التشيع داخل الأمانة العامة للحكومة.
شيعة تشاد / الواقع والطموح:
تقول المصادر التاريخية انّه قامت اول مملكة عربية إسلاميّة في تشاد، وذلك في القرن الثاني الهجري، اي القرن الثامن الميلادي، واسم هذه الدولة (مملكة كانم) وقد قامت في المنطقة الواقعة شمال شرقي بحيرة تشاد، ثمّ اتّسع نفوذها شمال منطقة السودان الاوسط بأكملها، وقد استمرت تلك الدولة حتى دخول الاستعمار الفرنسي للبلاد سنة 1920 الى القرن العشرين الميلادي.
إنّ أهم ما يستخلص من هذا الخبر، هي انّ هذه البلاد قد قبلت دين الاسلام مبكراً، وليست على مستوى الافراد، بل على مستوى المجموع، بل الدولة، وما يتبع اقامتها من جهود وفاعلية كبيرة، لابدّ وأنْ يسبقها اقتناع بما يقدم عليه رعيتها ورجالها.
انّها لأرض بكر، وخامة جاهزة لقبول الفكر النيّر، حيث الانسان التشادي، وفكره الخصب، وما دام انّه قبل فكر الإسلام، وتقبّل لغة القرآن، فلابدّ انّه وحتما سيجهز للقبول بالإسلام الحقّ، فكر رسول شريعة الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم وآله عليهم السلام، عترته الطاهرة الذين لم ولن يحيدوا عنه وعن أوّل الثقلين، كتاب الله المجيد.
وما دام واقع حال هذه البلاد، حيث تخلو من مؤسسات لاتباع آل البيت عليهم السلام، ولكنها لا تخلو من ابتعاث الطلبة لدراسة فكر آل البيت عليهم السلام، ولا تخلو من شخصيات تشادية آلت على نفسها نشر نعمة مذهب آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم في بلادها، فصار لزاماً على من يهمهم الأمر أنْ يرعوا تلك الربوع وذلك بأنْ:
- يستمروا بالعمل على المساعدة بابتعاث الطلبة للبلاد الإسلامية للإعداد لأنْ يكون رجوعهم لبلادهم نواة لحوزات تتولى تدريس الفكر الاسلامي الشيعي هناك.
- المساعدة في بناء الحوزات والحسينيات وما يتبعها من تأسيس المكتبات ودور النشر لتكون ساحة رحبة ومنطلقاً لتعليم الناس الفكر الحق لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
- جذب الشباب خاصة في مشاريع تنموية وثقافية لكي يأخذوا دورهم في الساحة الأرحب، مساحة بلادهم كلها كي ينوروا الناس بما هو عليه فكر ومذهب آل بيت النبوة عليهم السلام، وبانّهم الثقل الثاني بعد كتاب الله القرآن الكريم، وانّهم لن يفترقوا عنه حتّى قيام الساعة، وذلك حتى يسهم شعب تلك البلاد من خلال هذه المعرفة بأنْ يكونوا ممن يهيّء طريق الكمال الانساني، بتمهيدهم لخاتم العترة الطاهرة، الإمام صاحب العصر والزمان، الحجة المهدي عليه السلام.