قصة قصيرة: اخرج وكد على عيالك
قصة قصيرة: اخرج وكد على عيالك
محمد حسن عبد
أوغر المجندون صدر حاكم المدينة الناصبي بحجّة أنّ (أبا راجح) وبتهمة مزعومة يسبّ الصحابة.
لقد احضره الحرس فأمر الحاكم بضربه، فضُرب ضرباً شديداً، ولم يُكتفَ حتى بالتمثيل به، بل تفننوا بذلك حتى أنهم عمدوا إلى تخريب وجهه، إذ سقطت ثناياه، ثم عمدوا إلى إخراج لسانه وجعلوا فيه سلّة من حديد، وخزقوا أنفه، ووضعوا فيه حبلاً، تمادياً في إيذائه. ثم أُمر أنْ يُدار به في المدينة_وهكذا حتى سقط على الارض وشارف على الهلاك.
ولم يكتفِ ذلك الحاكم الناصبي بذلك بل أمر بقتله، لولا رجاء بعض حاشيته بأنّه شيخ كبير، وقد ناله ما يكفيه، وأنه الآن ميّت، فأمر بتخلية أمره، ولم يشكّ أحد أنّ أبا راجح سيموت في ليلته.
ولكن لما كان من الغد كانت المفاجأة، فقد غدا عليه أصحابه فإذا هو قائم يصلّي، وقد اندملت جراحاته ولم يبق لها أثر_لا بل تغيّر حاله إلى الأحسن، فإنّ ذلك الشخص الضعيف مصفرّ اللون، قد أصبح وقد اشتدت قوته، وانتصبت قامته، واحمرّ وجهه وعاد وكأنه ابن عشرين سنة. فعجب الناس من حاله وسألوه عن أمره فقال:
- إنّي لما عانيت الموت ولم يبق لي لسان اسأل الله به، كنت اسأله بقلبي، واستغيث بسيدي ومولاي صاحب الزمان عليه السلام.
فلما جنّ عليّ الليل إذ بالدّار قد امتلأت نوراً، وإذا بمولاي صاحب الزمان عليه السلام قد أمرّ يده الشريفة على وجهي وقال لي:
- أخرج وكدّ على عيالك، فقد عافاك الله.
فأصبحت ببركته كما ترون.