تمهيدنا: أين المهدي عليه السلام في القرآن؟
تمهيدنا: أين المهدي عليه السلام في القرآن؟
يقود الحرص _صدقاً، أو حسن ظن_ البعض إلى التكفير من أجل الهداية، والإبعاد والاقصاء من اجل الاحتواء، ظناً منهم انّ هذا هو طريق القرآن، والقرآن يجهر منادياً بأعلى صوته أنّه شتان بين ما يسلك هؤلاء وما يسلكه القرآن من طريق لهداية الإنسان، فالدعوة للهداية بالموعظة الحسنة تجانب التكفير للهداية.
وفي معرض هداية البعض لك يأتي سؤالهم: انّ المهدي إنْ كان حقاً، فأين هو من القرآن ولمَ لمْ تنزل فيه آية وتصرّح باسمه؟.
أليست هي أربعة أحرف فقط؟. ألم يذكر القرآن أضعف الأشياء وأقلّها قيمة في الوجود كالبعوض، فما باله لم يذكر المهدي عليه السلام إنْ كان حقاً انّه أساس في الدين وأصل من أصوله؟.
ولكنّه لم يدر في خلد هذا وغيره يوماً انّ المهدي عليه السلام ليس في القرآن، وإنّما المهدي عليه السلام هو القرآن.
ألم يقل الله تعالى في القرآن: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ) فكان محمد صلى الله عليه وآله وسلم هادياً للناس مع القرآن، لا القرآن بلا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ألم يدرِ هذا وغيره انّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد جهر في محافله المتعددة بانّ القرآن بلا المهدي عليه السلام، والمهدي عليه السلام بلا قرآن ضلال بامتياز، ووضوح في الضلال والاضلال، ألم يقل صلى الله عليه وآله وسلم إنْ لولا الثقلان لعمّ الانحراف وما بقي من أهل الدين مهتد وصالح.
ألَم يقل القرآن إنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يتقوّل على الله (وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاويلِ) وانّه لا ينطق إلاّ عن وحي (وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى*إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى) ألا يعني ذلك انّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قرآن، وما يقوله هو قرآن، وقد قال إنّ المهدي عليه السلام قرآن، فلِم السؤال بعد ذلك أين المهدي عليه السلام، هو في القرآن، بل كما قلنا هو القرآن، ثم يأتي بعض آخر ويقول إذا كان حقاً انّ المهدي عليه السلام هو القرآن وانّه موجود في آياته فمالنا لا نرى هذا البيان، والقرآن يقول عن نفسه (وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ).
وخفي على هؤلاء انّ الهداية طريقها غير طريقهم، وانّ السبيل للحق على خلاف مسلكهم، فما دام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد صرّح القرآن بأنّه هو الذي يتحدث بالقرآن، ولولا حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لما وجد القرآن، وقد تحدّث عن المهدي عليه السلام بما لا يدع للشك مجالاً من انّ وجوده في هذه الأمّة دائم، باق، هاد، إلى أنْ يقوم بالحق وينشر العدل، وهذا كلّه من حديث الثقلين. أفليس هذا تبيان أم يطلب بعد هذا البيان بيان.
ونحن نسأل الذي يدّعي انّ المهدي عليه السلام ليس في القرآن فنقول له: أين أنتَ من عقيدتك في القرآن؟ وأنتَ تعتقد ما لا نصّ فيه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم فضلاً عن القرآن، وتكفّر فيه المسلمين وتخرجهم عن الهداية، رغم انّه لا دليل على ما تقول.
فتقول: إنّ الله جسم، وانّه يضحك، وإنّه يهرول، وإنّ القرآن مخلوق، وإنّ الدجّال ويأجوج ومأجوج مولودون ويسكنون في الأرض وهم أحياء إلى الآن، وهذه كلّها عقائد بعضها تمسّ التوحيد وتدخل في صلبه، وبعضها في تفريعات عقائدية، مع انّنا لا نرى عليها نصّاً نبويّاً فضلاً عن آي قرآني، فأين أنتم من عقيدتكم في القرآن بعد أنْ بان لكم أنّ المهدي عليه السلام في القرآن.
رئيس التحرير